في الضاحية الغربية للعاصمة الكولومبية بوغوتا تخضع هذه الحافلة للصيانة داخل ورشة تابعة لبلدية العاصمة، التي أقامت نظاماً للنقل الجماعي صار قصةَ نجاح ملهمة لعواصم ومدن أخرى حول العالم.

ففي منتصف التسعينيات ورث العمدة الجديد لبوغوتا، إنريكي بينالوسا، نظام نقل عام يضم عدداً من خطوط الحافلات التي تتحرك باستقلال وفي حركة مرور داخلية فوضوية، فقرر إطلاق نظام للنقل الجماعي السريع يساهم في تسهيل التنقل داخل المدينة وتخفيف الزحام وتقليل التلوث الناتج عن الاختناقات المرورية اليومية.

واعتماداً على الخبرات الاستشارية قرر إنشاء شركة لإدارة المشروع الجديد وتشغيله وصيانته، واستطاع تأمين 70٪ من التمويل عن طريق الحكومة الكولومبية، أما 30٪ المتبقية فوفرتها مدينة بوغوتا. انطلق المشروع في عام 1997 وبعد ثلاث سنوات اكتملت مرحلتُه الأولى بشبكة بلغ طول خطوطها 41 كيلومتراً، وناهزت تكلفتها 240 مليون دولار.

ثم ازداد طول الخطوط المتاحة خلال المرحلة الثانية التي اكتملت في مايو 2006، تلتها مرحلة ثالثة اكتملت في عام 2014 شهدت هي الأخرى تطوراً نوعياً في عدد الخطوط والحافلات، وصولا إلى المرحلة الرابعة بدايةً من عام 2022 حيث بلغ إجمالي طول الخطوط 114 كيلومتراً تتحرك عليها حوالي 1800 حالفة تنقل 2.5 مليون مسافر يومياً في جميع أنحاء المدينة. وقد خصصت السلطات مسارات سريعة لهذه الحافلات، وأنشأت لها جسوراً ومواقف ممنوعة على على غيرها من المركبات.

واستمراراً لتوسع نظام النقل الجماعي السريع في بوغوتا من المتوقع أن يصل طول خطوطه أكثر من 388 كيلومتراً خلال السنوات القليلة القادمة، مواصلا نجاحَه الذي جعل العاصمةَ الكولومبية قائدةَ العالم في الابتكار في مجال النقل الجماعي السريع وغير المكلف. وهي تجربة تشجعها على مواصلة التقدم في هذا المضمار، وقد أصبحت فيه ملهِمةً لمدن أخرى بما في ذلك العاصمة المكسيكية مكسيكو!

(الصورة من خدمة «نيويورك تايمز»)