زار ممثل عن وزارة الخارجية الأميركية، اليوم السبت، الأراضي الخاضعة لسيطرة الأكراد في سوريا فيما حذر مسؤول روسي كبير الولايات المتحدة من مغبة اتخاذ أي خطوات "طائشة".
وزار ويليام روباك بلدة "شدادي" التابعة لمحافظة الحسكة في شمال شرق البلاد بعد زيارة قام بها إلى مدينتي "عين العرب" (كوباني) ومنبج في محافظة حلب (شمال) خلال الأيام الماضية.
ومن المقرر أن يزور روباك، خلال الأيام القادمة، مناطق في محافظة دير الزور (شرق) حيث توجد قوات سورية الديموقراطية، وهي تحالف عربي-كردي تدعمه واشنطن لمحاربة تنظيم داعش الإرهابي.
وقال روباك، أمام صحافيين خلال زيارته "الشدادي"، "نحن مستعدون للبقاء هنا كما قال الرئيس (دونالد ترامب) بوضوح لضمان القضاء نهائياً على تنظيم داعش"، مضيفاً "سنبقى نركز على انسحاب القوات الإيرانية وعلى وكلائها أيضاً".
وانتقدت واشنطن مراراً تدخل طهران وحزب الله اللبناني أيضاً في النزاع السوري ومساندتهما لنظام دمشق.
وسيزور روباك مناطق أخرى في المحافظة تسيطر عليها قوات سوريا الديمقراطية، حسبما أعلن المكتب الإعلامي لهذا التحالف العربي-الكردي.
وأثبتت قوات سوريا الديموقراطية، التي تعد الوحدات الكردية عمودها الفقري، فعالية في قتال تنظيم داعش المتشدد خلال السنوات الأخيرة. وطردته بدعم من التحالف الدولي الذي ينشر مستشارين إلى جانبها، من مناطق واسعة في شمال البلاد وشمال شرقها.
تأتي زيارة المسؤول الأميركي فيما بدأ الأكراد محادثات غير مسبوقة مع السلطات السورية من أجل تحديد مصير هذه الأراضي التي أقاموا فيها إدارتهم.
ولفت المسؤولون الأكراد إلى أن هذه المحادثات قد تكون طويلة وصعبة ولا يمكن الحصول على نتيجة مسبقاً.
وتسيطر قوات سوريا الديموقراطية، التي تتلقى دعماً أميركياً عبر التحالف الدولي، على نحو ثلاثين في المئة من مساحة البلاد.
ويعول الأكراد، بشكل أساسي في مفاوضاتهم مع دمشق، على فكرة أنه لن يتم التعامل معهم مستقبلاً كما في الماضي.
في موسكو، ذكرت وكالة الإعلام أن مسؤولاً روسياً كبيراً حذر الولايات المتحدة، اليوم السبت، من مغبة اتخاذ أي خطوات "طائشة" في سوريا.
وردا على مستشار الأمن القومي الأميركي جون بولتون الذي تحدث عن رد فعل قوي محتمل لواشنطن في حالة وقوع هجوم كيماوي أو بيولوجي على محافظة إدلب السورية، قال سيرجي ريابكوف نائب وزير الخارجية الروسي "نحذر الأميركيين وحلفاءهم من اتخاذ خطوات طائشة مجدداً في سوريا".
ونقلت الوكالة عن ريابكوف قوله "نسمع إنذارات من واشنطن... وهذا لن يفتر عزمنا على مواصلة سياستنا الرامية للقضاء الكامل على مراكز الإرهاب في سوريا وعودة هذا البلد إلى حياته الطبيعية".
وتعرضت إدلب، ملاذ المدنيين والمعارضين النازحين من أنحاء أخرى في سوريا، لسلسلة من الضربات الجوية والقصف هذا الشهر في مقدمة محتملة لهجوم شامل عليها من القوات الحكومية.
وقبل أيام، قدمت روسيا مقترحات للسلطات التركية بشأن حل للوضع في إدلب الواقعة في شمال غرب سوريا على الحدود مع تركيا.
وتدعم تركيا بعض جماعات المعارضة المسلحة في المنطقة وأقامت 12 موقعاً للمراقبة العسكرية كما تسعى لدرء أي هجوم من قوات موالية للرئيس السوري بشار الأسد.
ومن المقرر أن يزور وزير الخارجية السوري وليد المعلم موسكو في نهاية الشهر الجاري.