الإثنين 27 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الترفيه

الزخارف الإسلامية.. ميزتها التكرار وقلة الألوان

الزخارف الإسلامية.. ميزتها التكرار وقلة الألوان
28 فبراير 2020 00:05

خولة علي (دبي)

الزخرفة الإسلامية من الفنون التي أبدع فيها الحرفيون قديماً، فقد اعتادوا على ملء الفراغات والمساحات الخالية بأنواع مختلفة من الزخرفة، منها الرسوم الهندسية والزخرفة النباتية والزخارف الخطية، وابتعدوا عن تصوير ذوات الأرواح، ثم تسلل هذا الفن إلى تصميم الديكور، حيث تتجلى فيها روح نابضة بالحيوية تنعكس على كل من يعيش بين جدران هذه التحف التي شيدت مكوناتها استناداً إلى تاريخ فني عريق، توارثه حرفيون يؤكدون أهمية هذا الإرث الشرقي الإسلامي الذي شكل ملامح العمارة الإسلامية الداخلية، وزاد قيمتها الجمالية.
ويقول الفنان الحرفي عادل زنزول: «لقد عشت في بيت قامت ركائزه على الفنون الحرفية، فكل ما فيها يجذبك ويسلب تفكيرك في قراءة تلك الزخارف الفنية الإسلامية، وصياغة تكويناتها الزخرفية وألوانها المشعة الحيوية، فكيف إذا وجدت نفسك في بيت تمارس فيه هذه الحرفة! فلا شك أنك ستكون جزءاً من هذه المنظومة الفنية التي تعلمت مهاراتها على يد والدي وأتقنت حرفتها، واستطعت أن أحيي هذا الحرفة وأطلقها في عدد من الديكورات الداخلية».
وحول نماذج وأنواع الزخارف، يقول زنزول: «من بين الزخارف التي استخدمتها الرسوم الهندسية كعنصر أساسي من عناصر الزخرفة الإسلامية، كالرسوم ذات الأشكال النجمية متعددة الأضلاع، والتي انتشرت بكثيرة بين الحرفيين في العالم الإسلامي، واستخدمت في زخارف التحف الخشبية والنحاسية، وأيضاً المصاحف والسقوف وغيرها، وقد برع فيها الأوائل، وابتكروا أشكالاً أكثر تعقيداً»، مشيراً إلى أن فنانين غربيين أعجبوا بها، وقلدوها حيث يُروى أن ليوناردو دافنشي كان يقضي ساعات طويلة يرسم فيها الزخارف الهندسية. وفي سياق أنواع الزخاف، يقول إن الزخرفة النباتية من أنواع الزخارف التي انتشرت بشكل واسع، وكان لها وقع خاص نظير طبيعتها التي تظهر وكأن الحياة تنبض بها، وهي تسير بلا انقطاع في المساحة والفراغات التي هيئت لها، من خلال استخدام الجذوع والأوراق والأزهار لتكوين زخارف تمتاز بالتكرار والتقابل والتناظر، مشيراً إلى أن «الأربيسك» هي أكثر الزخارف النباتية ذيوعاً في الفنون الإسلامية، إلى جانب الزخرفة الخطية، وهي ميزة من مميزات الفن الإسلامي، خصوصاً الخط الكوفي والثلث والرقعة. وحول ما تتميز به الزخرفة الإسلامية، يقول إنه «الإحساس بملء المساحات بأبعادها كافة بزخارف نباتية وهندسية وبجميع ضروب الفن»، لافتاً إلى أن الفنان الحرفي يكره الفراغات، لذا في الكثير من الأعمال الزخرفية، لا يمكن أن نرى مساحة فارغة لأنها تشوه العمل. إلى جانب أنه من النادر أن تظهر في العمل الزخرفي نتوءات، فهي تميل لأن تكون أعمالاً زخرفية مسطحة. ويوضح «ما يشدنا في أعمال الزخرفة الإسلامية عامل التكرار الذي يظهر في سلسلة متشابكة ومستمرة لا تنقطع، وهذه ميزة جميلة تألقت بها الفنون الإسلامية. أما من حيث الألوان، فنجد أنها لا تزيد على أربعة ألوان في الموضع الواحد إلا نادراً، ما جعل الزخرفة أكثر بهجة». مضيفاً «اشتهر بهذا الفن الصناع الدمشقيون المهرة، خاصة بعمل الأسقف والأبواب والجدران وقطع الأثاث، وتنفذ هذه الحرفة، على لوح خشبي مصقول الوجهين وبمقاسات مختلفة وفقاً للطلب، ويمر بمراحل متعددة كالرسم والطبع والتلوين إلى أن يأخذ الشكل المطلوب، ثم يطلى بمادة عازلة ولامعة، حتى يظهر العمل بكامل حلته وجماله».

استخدامات حديثة
من بين القطع التي يمكن تزيينها باستخدام الزخرفة الإسلامية، يقول الفنان الحرفي عادل زنزول «يمكن استخدامها في قطع أثاث كثيرة منها المقاعد، والطاولات، وأعمدة التزيين، والجداريات، وألواح الزخرفة الفنية والخط العربي، وتزيين الأسقف»، مشيرا إلى أن أفضل الأماكن التي تبرز فيها جماليات هذا الفن قاعات الاستقبال في الفنادق، وردهات الفلل والقصور.

سر الصنعة
يقول الفنان الحرفي عادل زنزول إن «إتقان فن الزخارف الهندسية الإسلامية كان سرا من أسرار الصنعة فلا تنتقل إلا بالاحتكاك بالحرفيين والعمل معهم أو حتى بنقلها وتعليمها لأبنائهم الذين ينتهجون طريق آبائهم، فقد اعتاد الحرفيون أن يتتلمذ أبناؤهم على أيديهم وهم صغار السن».

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©