الإثنين 13 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

«الفجيرة الثقافي» يستكشف إشكاليات الثقافة العربية

«الفجيرة الثقافي» يستكشف إشكاليات الثقافة العربية
26 فبراير 2019 01:00

السيد حسن (الفجيرة)

انطلقت، أمس، فعاليات الدورة الثانية لملتقى الفجيرة الثقافي العربي، المقام برعاية صاحب السمو الشيخ حمد بن محمد الشرقي، عضو المجلس الأعلى حاكم الفجيرة، ومتابعة الشيخ الدكتور راشد بن حمد الشرقي، رئيس هيئة الفجيرة للثقافة والإعلام، والذي يستمر حتى 27 فبراير الجاري.
وشهد حفل الافتتاح، المهندس محمد سيف الأفخم، رئيس الهيئة الدولية للمسرح، وفيصل جواد، المدير التنفيذي للهيئة، وعدد كبير من الأدباء والمثقفين من 18 دولة عربية.
وقال فيصل جواد في كلمته الافتتاحية: «من دواعي سروري أن يجتمع المثقفون من بلدان العالم العربي هنا في الفجيرة، وأن يتم طرح قضايا أدبية ذات إشكاليات للوصول إلى مقترح أو رؤية لهموم الثقافة العربية وأدبها الحديث، وهذا هو الهدف الأسمى للملتقى».
وأكد جواد اهتمام الشيخ راشد بن حمد الشرقي، رئيس الهيئة، بضرورة أن يكون للفجيرة دور حيوي في الفعل الثقافي المحلي والعربي ومن ثم العالمي، وقد جاءت الفعاليات كافة التي تنظمها الهيئة على مستوى العام لتؤكد هذا الاتجاه، وتدعم مفهوم حب الآخر ونشر ثقافة التسامح وحب السلام والتواصل مع هذا الآخر مهما كان مكانه.
وعقدت ضمن فعاليات الملتقى الجلسة الصباحية الأولى، والتي جاءت تحت عنوان «الأسطورة والموروث الشعبي في القصة والرواية العربية»، وأدارتها رزان إبراهيم، وشارك فيها الدكتور واسيني الأعرج، والدكتور محسن الرملي، والناقد والأديب محمد الشحات.
وقالت رزان إبراهيم: «الأسطورة والموروث الشعبي يعملان على رفع القيمة التخيلية والفكرية والأدبية للمنتج الأدبي، سواء أكان قصة أم رواية، فهناك ثمة علاقة وثيقة بين الموروث الشعبي والرواية، وطرحت تساؤلاً، حول علاقة الحداثة بالموروث الشعبي والأساطير؟ وكيف يمكن الربط بينهما في عمل روائي أو قصصي».
ويرى واسيني الأعرج، أن هناك تصوراً يرى أن ثمة تناقضاً بين روح الحداثة والموروث الشعبي، وهذا خطأ فادح وبالغ الخطورة، إذ إنه لا تناقض البتة بين الحداثة والموروث الشعبي، لكون الحداثة تنطلق في الأساس من الجذور، فلا حداثة بلا جذور، ودلل على ذلك بقول الأديب العالمي بورخيس: «كلما توغلت في الجذور، شعرت بذاتي وعالميتي».
ودعا إلى استخدام المفردات العامية الشعبية في النتاج الأدبي من قصة ورواية أو نصوص مسرحية وشعر وغيرها، فقد نجح الطيب صالح في روايته «عرس الزين» في سرد المفردات العامية واللهجة السودانية في تلك الرواية ووظفها توظيفاً دقيقاً، كما استعان الكثير من الأدباء العرب والأجانب بالأسطورة والموروث الشعبي في دعم الهدف الأسمى لأعمالهم الروائية.
المهم أن يأتي سياق الأسطورة والحكاية الشعبية ضمن سياق دقيق للرواية لا يخرج القارئ من سياقها الحقيقي، إلا أنه لا يؤمن بأن تأتي المفردات العامية مبهمة بشكل يساء فهمها، وإنما لا بد من أن تكون لهجة عامية مفهومة للعالم العربي كله.
وقال الدكتور محسن الرملي: «هناك التباس كبير بين مفهومي الأسطورة والموروث الشعبي، فالبعض لا يستطيع التفريق بينهما بشكل دقيق، ولعل المسرح وظف الأسطورة بشكل دقيق وكبير يفوق الرواية أو القصة، سيما في العصر الحديث، ويعد بورخيس أكثر أدباء العصر استخداماً للأسطورة والموروث الشعبي المحلي، وعلى كل حال، فالأسطورة والموروث يلجأ لهما كتاب الرواية والقصة تحديداً في زمن القهر وسيادة الدكتاتوريات السلطوية، هناك يكون الإبداع في مجمله رمزياً ولا يخلو من إسقاطات على الواقع.
ويذهب المكسيكيون إلى استخدام قصص مواتهم وكأنهم أحياء، لدرجة أن بعض المدارس النقدية الحديثة استحدثت مدرسة واقعية تسمى «الواقعية القذرة»، وهي تجسد الواقع كما هو دون تجمل أو زيادة أو نقصان».
ويرى الناقد والأديب محمد الشحات، أن ثمة إشكالية كبيرة بين التراث الشعبي والأسطورة، والأهم هو كيفية توظيف المصطلحين في العمل الأدبي من دون الوقوع في أسر سرد الأسطورة أو الحكاية الشعبية ذاتها، ومن ثم الخروج عن نص الرواية الأصلي والمفهوم الذي تريد إيصاله من خلال هذا النص.
إن انتزاع الرواية من إرثها الشعبي وبيئتها الحقيقية، قد يهدم الرواية من الأساس، وقد تبدو وكأنها نبت شيطاني، وعلينا أن نؤطر لما يسمى بالهوامش، أي المفردات العامية بلهجات عربية مختلفة، لا بد من وضع هوامش للعمل الأدبي لتوضيحها وتفسيرها لمن لا يعرف هذه اللهجة.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©