"شعلة الأمل" تعانق التاريخ

فيصل النقبي ( الفجيرة )

قام سمو الشيخ محمد بن حمد بن محمد الشرقي ولي عهد الفجيرة، بإيقاد شعلة الأمل الأولمبية في احتفال مهيب مساء أمس أمام قلعة الفجيرة التاريخية في مدينة الفجيرة، إيذانا بانطلاق المرحلة الأخيرة لفعاليات الأولمبياد الخاص الذي تستضيفه الدولة بدءًا من 14 مارس وحتى 22 من شهر مارس الجاري.
ورعى سموه مراسم الإيقاد في حضور رسمي بارز يتقدمهم الشيخ الدكتور راشد بن حمد الشرقي رئيس دائرة الثقافة والإعلام في الفجيرة، وعدد كبير من المسؤولين في الدوائر المحلية في الإمارة وممثلي وزارة الداخلية واللجان المحلية للأولمبياد الخاص، وجمع غفير من الجمهور.
واطلق سموه بتلك المراسم، مسيرة الشعلة الرسمية لتطوف في أرجاء الإمارات حتى موعد الانطلاقة الرسمية للأولمبياد، كما قام بالتقاط الصور التذكارية مع حماة الشعلة وبعض الأبطال الأولمبيين والمتطوعين في هذا الحدث الهام. وعاشت الفجيرة يوماً استثنائياً يوم أمس بمرور مسيرة شعلة الأمل في أراضيها، منذ لحظات شروق الشمس الأولى وحتى غروبها، حيث أقيم كرنفال رياضي وترفيهي في الساحات المحيطة بالقلعة، في مشهد رسمي وشعبي مهيب أمام قلعة الفجيرة التاريخية، لتبدأ مسيرة الشعلة. واستمرت الاحتفالات الشعبية والوطنية في الساحات المحيطة بقلعة الفجيرة، تماشياً مع تلك المناسبة الرياضية الهامة حيث جابت الشعلة شوارع ومدن الفجيرة والأماكن السياحية فيها طوال يوم أمس.
وكانت بداية انطلاقة المسيرة في مدينة الفجيرة في التاسعة صباحاً، من أمام قلعة ومربعة الحيل التاريخية التي تحكي تاريخاً مجيداً لإمارة الفجيرة، حيث تمتاز بالبناء الهندسي الفريد، ويرجع تاريخها لمئات السنوات السابقة، وحمل حماة الشعلة وعدد من الضباط من وزارة الداخلية وجمع من المشاركين والمتطوعين، الشعلة من أمام القلعة والانطلاق بمسيرة تجوب أهم الأماكن السياحية والأثرية في الفجيرة، حيث زارت الشعلة أولاً سارية العلم الرئيسية في الإمارة، ثم انطلقت بعدها في شوارع الفجيرة، حتى وصلت إلى منطقة البدية التابعة للفجيرة، التي يتواجد فيها مسجد البدية التاريخي القديم، أقدم مساجد الإمارات، حيث مرت الشعلة من هناك متجهة ناحية منطقة دبا العقة، وهناك أقيمت فعاليات مختلفة ثم عادت الشعلة لمدينة الفجيرة، لتتواصل الفعاليات حتى الساعة الخامسة عصراً، حيث انطلقت الاحتفالات الرسمية من أمام قلعة الفجيرة التاريخية بحضور رسمي عالمي المستوى من قبل المسؤولين في حكومة الفجيرة، صاحبها حفل فني كبير حتى منتصف الليل واستمتع الجمهور بالعروض الجميلة التي قدمتها الفرق الموسيقية والشعبية المشاركة في هذه الفعاليات وبدأت الفقرات الرسمية للاحتفال الذي رعاه سمو ولي عهد الفجيرة، بكلمة من قبل ممثل وزارة الداخلية الذي توجه بالشكر لصاحب السمو الشيخ حمد بن محمد الشرقي عضو المجلس الأعلى حاكم الفجيرة، على توجيهات سموه الداعمة لهذه الفعالية الكبيرة، كما توجه بالشكر لسمو ولي العهد على تفضله برعاية انطلاقة مسيرة الشعلة رسمياً في الفجيرة عروس الساحل الشرقي.
من جانبه أكد سعيد السماحي رئيس اللجنة المحلية المنظمة للأولمبياد الخاص وبرنامج المدن المضيفة في الفجيرة، إن فعالية «شعلة الأمل» تحظى بمتابعة واهتمام كبير من صاحب السمو حاكم الفجيرة، لضمان نجاح انطلاقة المسيرة من الفجيرة، في جولتها بأهم المعالم التراثية والسياحية، وترسيخ أهدافها الإنسانية والرياضية القيمة على مستوى العالم والتقاء مختلف الشعوب والثقافات على أرض الإمارات.
كما أشادت البطلة الأولمبية شيري تيدي في كلمة لها بهذه المناسبة، باستضافة الإمارات لهذا الحدث الأولمبي الهام، معربة عن أملها في أن يحقق الأولمبياد الخاص في النسخة الحالية نجاحاً منقطع النظير. وأكدت سعادتها بتواجدها في الفجيرة ذات الطبيعة الخلابة، مشيدة بالتنظيم الجيد من قبل اللجنة المحلية لهذه الفعالية المميزة، وقامت الإدارة العامة لشرطة الفجيرة بجهود كبيرة لتأمين خط سيرة مسيرة الشعلة في مدينة الفجيرة وضواحيها والمدن التابعة لها، حيث قام اللواء محمد أحمد بن غانم الكعبي القائد العام لشرطة الفجيرة، بمتابعة خط سير المسيرة مع عدد من كبار الضباط، وتمت الاستعانة بكل آليات الشرطة ومنتسبيها من أجل متابعة هذا الحدث الاستثنائي.
كما أصدرت المواقع التابعة لشرطة الفجيرة في مواقع التواصل الاجتماعي عدداً من الإرشادات المتعلقة بالجمهور، من حيث إغلاق الشوارع بشكل جزئي، وكذلك التعليمات المتعلقة بالسلامة أو كافة الأمور المتعلقة بخط سير الشعلة أولا بأول.
وأكد العقيد الدكتور سعيد محمد الحساني رئيس قسم الإعلام والعلاقات العامة بالإنابة بشرطة الفجيرة، نجاح الشرطة في تأمين مسيرة الشعلة في الإمارة، ومتابعة كل الأمور المتعلقة بمسيرة الشعلة وتذليل كافة الصعاب بالتعاون مع الجهات الحكومية المعنية، بتوجيهات من قبل اللواء محمد أحمد بن غانم الكعبي القائد العام، الذي وجه كافة الفرق الشرطية بالعمل من أجل إنجاح هذه الفعالية المهمة في الدولة وللإمارة.

أخبار ذات صلة

وصول مساعدات إماراتية بحراً إلى غزة بالتعاون مع الوكالة الأميركية للتنمية الدولية

الحمادي يحرز «ذهبية» في «عالمية اليابان»

كبار السن في الفعاليات
شارك عدد من كبار السن من الرجال والنساء المواطنين والمقيمين في إمارة الفجيرة، في مسيرة الشعلة، حيث عبروا عن سعادتهم بالمشاركة في هذا العرس الرياضي المهم.
وشاركت عدد من الأمهات في الفعالية على سارية العلم، وأكدوا أن المشاركة واجب وطني وشرف كبير لجميع المقيمين على أرض الفجيرة.

قلعة الفجيرة.. عبق التراث
ضربت الشعلة موعداً مع التاريخ، حينما انطلقت من أمام قلعة الفجيرة التاريخية، حيث كان المشهد الرهيب حاضراً بقوة، مع موقع ربط الفجيرة بقلعتها ارتباطاً وثيقاً، لانها بكل اختصار شاهدة على بداية تكوين الإمارة في بداية القرن الرابع عشر الميلادي.
وتقع القلعة التاريخية في الشمال الغربي لقرية الفجيرة القديمة، وعلى تل صخري صغير يرتفع 20 متراً تقريباً، وتبعد القلعة عن ساحل البحر بنحو 2 كيلو متر، وتعد من أكبر وأهم قلاع المنطقة، وتتميز بتصميمات هندسية فريدة بناها الأهالي من المواد المحلية الحجر والطين والحصى والتبن، استناداً إلى التحليل الكيميائي بوساطة كربون 14 لتحديد تاريخ البناء، فإن القلعة بنيت بين عامي 1500 إلى 1550 ميلادية، ثم أعاد الشيخ محمد بن مطر، بناءها بين 1650 - 1700 ميلادية، وتتكون القلعة من ثلاثة أجزاء رئيسة تضم مساحات وغرفاً متعددة وأبراجاً ولها مدخل واحد، أما تصميمها الهندسي فيتكون من ثلاثة مبان، كل منها مكون من طابقين، ويأخذ مبنيان منها الشكل المخروطي ويمتد بينهما سور كبير مزود من الأعلى بأشكال هرمية للمراقبة والحراسة، والمبنى الثالث مكعب الشكل، والجزء الأسفل منه أكبر حجماً من العلوي وهو مزود بعدد من النوافذ بغرض الإضاءة والتهوية