الثلاثاء 30 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

لُو أندريا- سالومي تهجين الكتابة

لُو أندريا- سالومي تهجين الكتابة
14 مارس 2019 04:27

د ـ المعز الوهايبي

يغلب على التّعاطي مع «لو أندريا سالوميْ» الاستناد إلى سيرتها الذاتيّة وعلاقتها بالمفكّرين والأدباء الذين التقت بهم في محطّات مختلفة من حياتها (نيتشه، ريلكه، فرويد...). لكن قلّما يتمّ الانكباب على إسهاماتها الفكريّة والأدبيّة. ولعلّ الالتفات إلى تجربتها يدلّ على مدخل يسمح باختبار أسلوب في الكتابة الفكريّة جديد؛ ألا وهو تطعيم القول الفلسفيّ، والعلميّّ القائم على المفاهيم الكلّيّة بضرب من التّفريد Singularisation، أي استحضار معطيات فرديّة من الحياة الشّخصيّة للكاتب، لكن ليس ممكناً قراءة أعمالها دون احتساب سيرتها الذاتيّة وشبكة علاقاتها الإنسانيّة. باختصار: ماذا نعرف عن هذه الكاتبة الألمانيّة، من أصل روسيّ (12 فبراير 1861- 5 فبراير1937)؟
إن معظم الذين صادفتهم «لو أندريا سالوميْ» في حياتها، نهلوا منها، من ذكائها ومن جمالها؛ لكن قلّما تمّ الاهتمام، حصراً، بهذه التي تحبك في مختلف كتبها خيوط الحبّ، والمقدّس على نحو من الكتابة آخر. ولئن كان الطّريف أن نتعرّف عليها، دائماً، من خلال هؤلاء الرّجال الذين التقتْ بهم في حياتها؛ فإنّ المطلوب أيضاً هو أن نتعرّف عليهم، على الأقلّ في أجزاء من حياتهم، من خلالها هي. فذاك من شأنه أن يسلّط الضّوء على ما كانت تسمّيه، بتغليظ الخطّ، الحياة. نعم، التقتْ بالكبار، ولكن التقتْ أيضاً بـالحياة التي كانت كلّ صباح تريد اختبار طراوتها بالسّير حافية على العشب.

كتابة الذاكرة
تعوّل «سالوميْ» كثيراً على الذّكريات؛ فهي تقول «تجربتنا الأولى تجربة أفول [...] فالذّكرى الأولى هي في الوقت نفسه صدمة، إحباط يُعزى إلى خسارة ما لم يعدْ موجوداً، وهي [أي التّجربة الأولى] عنصر غير محدّد ضمن معرفة هي قيد الإنجاز بعدُ، ليقينٍ ما أنّ هذا ينبغي أن يوجَد أيضاً...». فالكتابة، بهذا المعنى، تذكّر نصّيٌّ لتجربة مفقودة. إلاّ أنّها لا تعوّل عليها فقط لتزويد نصّها الإبداعي بمادّة حيّة، وإنّما كذلك لتضبط صور الأدباء والمفكّرين الذين عرفتهم وتصوغ رؤيتها لكتاباتهم في تشابك فريد بين الأوتوبيوغرافي والبيوغرافي، حيث الحياة حبكة بين سيرتها وسيرهم. فإذا كنّا، عندما نراجع كتاب «حياتي» (مذكّراتها المنشورة بعد وفاتها بنحو عشرين سنة)، نقف على أحداث هزّت مسيرتها وأثّرت فيها بتفاوت، وعلى تقويم ذاتي لشخصيّتها؛ «لا أستطيع أن أحيا حسب مُثل معيّنة، لكن أستطيع يقينا أن أحيا حياتي، فأنْ أفعل هكذا، فأنا لا أمثّل أيّ مبدأ [...] وإنّما شيئاً ما دافئاً في الحياة وعامراً بالحبور»، فإنّ مذكّراتها، هذه، توجّهنا أيضاً إلى ظروف كتاباتها السّرديّة أو الفكريّة وسياقاتها على نحو يبين عن تلاحم وجودي بين الحياة والكتابة لديها.
لا مراء في أنّ جزءاً من سيرة «لُو أندريا سالوميْ» تحتويه مذكّراتها، كما تحتوي رسائلها المغلّفة والمفتوحة، أجزاء أخرى؛ لكن نرجّح -لاعتبارات كثيرة، بسيكولوجيّة وأسلوبيّة- أنّ أشواطاً أخرى من سيرتها ثاوية في كتاباتها النّظريّة والسّرديّة، أي كتاباتها في اللاّهوت، وفي النّقد الأدبيّ، وفي التّحليل النّفسيّ، كما في قصصها ورواياتها.. هذا التّرجيح يعود إلى أنّها، وهي ذات التّكوينيْن الفلسفيّ والشّعريّ العميقيْن، لم تكن تفصل -وذلك بوعي منها- بين ما تقرأ وما تكتب وما تحيا.. ولا ننسى أنّها تنتسب إلى طليعة أوروبيّة، ستتلاشى مباشرة عشيّة الحرب العالميّة الثانية، كانت ترى في الأدب والفنّ نمط حياة. فذاكرتها، وهي معين متدفّق لكتاباتها، ليست تلك التي تضمّها دفّتا «حياتي»؛ وإنّما هي مبثوثة في كمّ هائل من رسائلها التي تُعدّ بحقّ نموذجاً مميّزاً لفنّ التّرسّل بما هو يتدبّر أسلوباً في الصّياغة مرصّعاً ببليغ الشّواهد الشّعريّة وطافحاً بلطائف الأفكار الفلسفيّة. فهو صياغة أدبيّة، أخرى، يتحوّل فيها نصّ الرّسالة إلى ضرب من سرديّة الاعتراف والشّهادة. ولكن دون أن يكون مجرّد توثيق بارد لأحداث معيشة هنا أو هناك؛ وإنّما هو تحليل لتلك الأحداث أو تعليق عليها بأسلوب مشبع بالخيال. وهي إذ تحتفي بذكرياتها، فلكونها تراها مادّة حياتها حتّى أنّها تقول «أنا وفيّة أبداً للذكريات، لن أكون كذلك للرّجال».

الكتابة النّظريّة.. سيرة ذاتيّة
بالنّسبة إليها، يظلّ النّصّ النّظريّ، على غرار النّصّ الأدبيّ، مغلقاً لا يمكن معالجة أقفاله إلاّ بمفتاح شخصيّة صاحبه. ولكن ما أن نفتحه حتّى نتبيّـن ملامح هذه الشّخصيّة بوضوح أكثر؛ فإذا به يغدو من قبيل السّيرة الذاتيّة مهما يكن مفهوميّاً ومغرقاً في التّجريد. وهذا ما يثمّنه (نيتشه) في تدشينها لمثل هذا المقترب النّقديّ في قراءة النّصوص الفلسفيّة. ففي رسالة إليها، كتب: «فكرتك إرجاع الأنساق الفلسفيّة إلى الأفعال الشّخصيّة لأصحابها هي حقّا فكرة لـ«روح - أخت»؛ وأنا نفسي، في (بال) Bâle، درّستُ، بهذا المعنى، تاريخ الفلسفة القديمة، وكنتُ أقول للمستمعين: هذا النّسق قدْ دُحِض، قد مات، - لكن الشّخصيّة التي توجَد وراءه غير قابلة للدّحض؛ فمن المستحيل قتلها- مثلاً، أفلاطون». وتذكر «لُو أندريا سالوميْ» أنّ نيتشه كتب: «لقد انتبهتُ، شيئاً فشيئاً، إلى ما كان، إلى حدّ الآن، أنّ كلّ فلسفة: اعتراف من صاحبها، ونوع من الذكريات غير إراديّة وغير مميَّزَة». وبالفعل، فإنّها تصرّح، في ما يخصّ دراستها عنه، بأنّها قد حرصت على أن تقلِّل قدْر الإمكان توظيف كلّ الاعتبارات النّظريّة الخالصة، كما حرصت من جهة أخرى على أن تقلِّل من استحضار كلّ الاعتبارات المتعلّقة بحياته الخاصّة جدّاً. فهي تكتفي فقط باستحضار ما يتّصل منها بعمله. فهي تقول: «قيل إنّ مهمّة كاتب السّيرة هي تفسير المفكِّر من خلال الإنسان، ومثل هذه الطّريقة لا أفضل منها البتّة في ما يخصّ نيتشه». لقد أرادتْ، إذن، أن تدرس التّجربة الفكريّة لنيتشه في علاقتها بشخصيّته؛ بحيث تردّ لفلسفته قيمتها بما هي اعتراف.
ولكن، في المقابل، فإنّ مذكّراتها تنزع أحياناً نحو الصّياغة النّظريّة لفكرة ما أو لتقويم واحد من «رجالها» نقديّاً؛ من ذلك أنّها تقول عن (ريلكه): «عندما يتطلّع كائن استثنائيّ إلى أن يوفّر شكلاً لوجوده، فإنّه لا ينتظر الخيبات حتّى يستشعر نفسه محبَطاً»؛ وإنّما يكون ألمه منغرساً وجوديّاً في كيانه. فحسب شهادتها: «كان ريلكه يستشعر جسده مثل حُجرة غير مريحة، مثل عنصر من المستحيل إدراجه ضمن عمله الإبداعيّ، بحيث ينبغي، لهذا، أن يهزمه وأن يخشاه، لكن ليس البتّة بمعنى الزّهد أو التّخلّق». شهادتها هذه تعزّزها مقاطع كثيرة من رسائله إليها: «أتعذب مثل كلب أصابته شوكة في ساقه، فيعرج دائماً وهو يلعقها، حتّى أنّه مع كلّ خطوة يصير شوكة أكثر منه كلب».

رسائلها إليهم.. نافذة على نصوصهم
في تضافر مع مذكّراتها، تضطلع رسائلها أيضاً بوظيفة نقديّة وتنظيريّة. ففي كثير منها ننتبه إلى عناصر من شأنها أن تكشف عن جانب من إنشائيّة الكتابة لدى «رجالها»؛ فقد كتبتْ إلى (ريلكه): «ها هو ما يحصل لك الآن: الشّاعر فيك يبدع انطلاقاً من قلق الفرد. لا تتصوّر أنّ ذلك يتأتّى في أيّة لحظة! لابدّ لأجل كثير من الشّجاعة والخشوع». فيكفي عنذئذ أن نلتقط جملة من رسالة حتّى ندرك كيف تلخّص البعد الأستيطيقيّ لتجربته الشّعريّة؛ في «رينيه ماريا ريلكه، اخترع تعريفاً للجميل [...] ذلك أنّ الجميل ليس إلاّ طُعمَ المرعب؛ فيكفي أن نبتلعه، وما أن نستسيغه بمقدار، حتّى يأنف ببرودة ممّا حطّمنا».
وكتبت ذات مرّة إلى (بول ريْ) Paul Rée: «ثمّة سمة بطوليّة في سجيّة نيتشه، وهو الأساسيّ لديه، هي السّمة التي تضفي على مجموع خصالها وغرائزه طابعها ووحدتها. سنراه يظهر يوماً مثل رسول لديانة جديدة، ديانة يكون أتباعها أبطالًا». أمّا رسالتها المفتوحة إلى فرويد، فهي مساهمة «نظريٍّ» في التحليل النّفسي يحاول أن يضيء الجانب الملتبس في نظريّة الأب المؤسّس، جانب «الأنوثة» المسكوت عنه لديه. ولعلّه لهذا كان قد عهد إليها بصداقة ابنته حتّى ترشدها إلى أنوثتها، بالإضافة إلى مناقشته في ما يخصّ مفهوم النّرجسيّة الذي تراه المحرّك الأساسيّ للتّجربة الفنّيّة. وبالفعل، فإنّه فيما يخصّ تجربتها التّحليليّة النّفسيّة المتأخّرة نسبيّاً فإنّها تعتبر أنّها ما كانت لتحصل إلاّ لتُغني تصوّرها لإنشائيّة الكتابة الأدبيّة؛ فهي تعتقد أنّ الإنتاج الأدبيّ والفنّي إنّما يتأتّى من ممرّ خياليّ. فلقد كانت تعتقد أنّ الأحلام النّهاريّة (أحلام اليقظة) خطوة أساسيّة على طريق التّصعيد (التّسامي)، وذلك في توافق مع التّصوّر الفرويدي الذي يعتبر المنجَز الحضاريّ تصعيداً لمكبوت اللاّشعور. لكنّها كانت تعتقد أيضاً أنّ الموضوع «المبدَع» قد مرّ بعمليّة تحويل جذريّ للمادّة النّفسيّة. في رسالتها المفتوحة إليه «...نجعل مسار الفكر مساراً شبيهاً باستكمال الحبّ: وذلك بإدراج الرّوابط المفقودة بوساطة العقل -فكذلك نتحدّث عن دماغ المفكّر كما نتحدّث عن «عضو مؤرْتَك»، وهذا ليس فقط من قبيل الصّورة».
ولكن في هذه الرّسائل ننتبه أيضاً إلى نفسيّتهم؛ فقد كتب إليها (ريلكه) «كوني حليمة معي يا لُو. لكِ أن تريْ أنّي كبير على أن يُسمح لي أكون بعدُ شاباّ متردّداً؛ لكنّي أمامك طفل، ولا أخفي ذلك، وأكلّمك كما يتكلّم الأطفال أثناء اللّيل: الوجه موارى فيكِ، العينان مغمضتان، وأنا استشعر قربكِ، وعنايتكِ، وحضوركِ». وقبله كان (نيتشه) قد شغف بها واكتوى: «لُو، أيّها القلب العزيز، استشعِرُ لديك كلّ اندفاعات الرّوح الأسمى». أمّا (فرويد) الذي وصفها وهو ينعاها بـ«الفاهمة بامتياز»، فقد كتب لها ذات مرّة، وقد غابت عن إحدى حلقاته «كنتِ حاضرة.. كان نظريّ معلّقاً إلى كرسيّكِ الشّاغر»..

لماذا نقرأ لُو؟
يقول «دوريان أستون» Dorian Aston بأنّنا نقرأ «لو أندريا سالوميْ»: «لأجل الدّرس الذي تقدّمه للرّجال، ولأجل امتثالها المؤكّد للحياة». وقد قالت عن علاقتها الطّريفة بالحياة: «العالَم لا يهبُك أيّة هديّة. فإذا شئت أن تكون لك حياة فاختلسْها». فحسب هذا الفيلسوف الفرنسيّ، ينبغي أن نعيد قراءتها لأنّها تقدّم درساً لنا نحن الرّجال الذين نحتاج إلى أن يُقال لنا ماذا كنّا نفعل للنّساء، ومعهنّ، منذ قرون، بل منذ آلاف السّنين.. وهذا، في تقديره، موضوع راهنيّ نابض. ويضيف بأنّه ينبغي أن نقرأ (لُو) «حتّى يكون المرءُ قادراً على أن ينهض صباحاً وأن يفتح النّافذة، وأن يرى المشهد فيقول: نعم، هذا ما أريد». ونعيد قراءتها حتّى نرى إليها تواظب على أن تكون حرّة حتّى وهي تخترق حياة مفكّرين وكتّاب من طينة (نيتشه)، و(فرويد).. و(ريلكه) الذي أحبّته بضراوة، لكن عندما انفصلت عنه بقرار منها كتبتْ إليه، على نحو مفارقيّ «الآن فقط، أستطيع أن أكون ما تكون عليه أخريات في سنّ الثّامنة عشرة، أن أكون نفسي تماما». لم تفقد نفسها وهي تخالطهم؛ ولكنّها لم تر في حبّهم تهديداً لحرّيتها، فقد كتبت، في «حياتي»: «ثمّة أمر غالباً ما هزّني. فبعدما انفصل عن شريك، فإنّ غيابه لا ينتزع شيئاً من الحبّ الذي أكنّه له، وإنّما يهبه، بعد فوات الأوان، قيمة جديدة. ذلك أنّه يفلت، هكذا، من المتطلّبات المشوّهة التي كان يفرضها الحبّ ضريبة زائدة على فردانيّته بحيث يخفي حقيقته».
نعيد قراءتها حتّى نتذكّر أنّ الكتابة ليست مجرّد شكل آخر للحياة وإنّما فعل فيها ومنها؛ فقد كتبتْ في رسالة مفتوحة إلى فرويد: «الحياة البشريّة –آه! الحياة في حدّ ذاتها- شِعر. غير واعين نحياها يوماً بيوم، مرحلة مرحلة -لكن في وحدتها المقدّسة، هي [نفسها] تحيا، فتكون شعراً». ولذلك هي تقترح كتابة حميميّة أكثر منها تخييليّة، فهي تسطّر أسلوباً لم تعد الصّيغة التّقليديّة المألوفة «مزج الخيال بالواقع» تستوفيه حقّه. وإنّما هي تكتب ما يمكن اعتباره ضرباً من «السّيرة الرّوائيّة»، سواء في نصوصها السّرديّة أو النظريّة أو في رسائلها حيث الحدود بين هذه الأجناس تتحوّل لديها إلى نقاط عبور تخترق التّصنيف التّقليديّ للكتابة.

***
من قصيدة لها بعنوان «صلاة للحياة» (1880) وردتْ في «حياتي»:
«يقيناً، كما نحبّ صديقاً
أحبّك أيّتها الحياة الغامضة-
إمّا جعلتني أبتهج أو أبكي
إمّا حملت لي سعادة أو بؤساً

أحبّك بكلّ فظاظتكِ،
وإذا ما تعيّن عليك محوي،
فإنّي أتملّص من ذراعيكِ
كما يتملّص المرءُ من حضن صديق..».

نقاش بين شيطانين
عرفت نيتشه قبل فرويد وريلكه، وهي في الحادي والعشرين؛ وهي تعلّق على صلتها به: «هل كنّا قريبيْـن الواحد من الآخر؟ لا، فرغم كلّ ما أشرتُ إليه [تعني نقاشاتها المطوّلة معه التي كانت تصل أحياناً إلى العشر ساعات في اليوم الواحد، خلال الفترة التي قضّوها في 1882، رفقة فيلسوف الأخلاق (بول ريْ)، فإنّ الأفكار التي يجريها نيتشه على أحاسيسي(...) كانت تلقي بما يشبه الظلّ الذي يفصلنا. وفي واحد من أعماق وجودنا المخبوءة كنّا بعيدين الواحد عن الآخر ببوْن شاسع». وقد كتبتْ عنه في مذكّراتها: «... غريب أنّ مناقشاتنا كانت تقودنا لاإراديّاً نحو لجج، نحو تلك الأماكن التي تصيب بالدّوار، والتي تسلّقها بلا ريب وحده حتّى يلقي بنظره إلى الهاوية. لقد اخترنا دروباً وعرة ولو استمع إلينا أحدهم، فإنّه سيظنّ أنّه صادف نقاشاً بين شيطانيْن».

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©