الأحد 12 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

تيم شرايفر في حوار خاص مع «الاتحاد»: محمد بن زايد مُلهم للبشرية

تيم شرايفر في حوار خاص مع «الاتحاد»: محمد بن زايد مُلهم للبشرية
18 مارس 2019 01:09

حوار مصطفى الديب، محمد حامد

كان عمره تسع سنوات عندما أقيمت النسخة الأولى للألعاب العالمية للأولمبياد الخاص.. كان شاهداً على تأسيس هذا الكيان الذي خرج إلى النور من خلال والدته يونيس شرايفر.. واصل المسيرة بقوة، ورث عنها حب الخير والقلب الكبير.. مرت عليه العديد من الدورات.. شاهد الكثير من الأحداث، لكنه لم ير مثل ما وجده هنا في أبوظبي التي حولت مسار الأولمبياد الخاص، وجعلت من الإنسانية شيئاً ملموســاً، ومن الخير كياناً محسوساً.
أبوظبي غيرت خريطة الكون.. حولت مسار أصحاب الهمم في العالم كله.. جعلت المهمة صعبة على برلين التي سوف تنظم النسخة المقبلة.. هذا ما أكده تيم شرايفر، الرئيس التنفيذي للأولمبياد الخاص العالمي، خلال حواره الخاص مع «الاتحاد».
لم يفتح قلبه لأنه بطبيعة الحال يعيش في قلب مفتوح هنا في عاصمة الخير والحب.. بلد فيه صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، ملهم البشرية كما قال عنه، كما أكد أن حكومة بلاده «الولايات المتحدة الأميركية» سألته عن مصطلح «أصحاب الهمم» الذي أطلقه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، وأكد أنه طلب شخصياً من حكومته اعتماد أصحاب الهمم مسمى رسمياً.
في البداية، لم يجد ضيف «الاتحاد» والرجل الأول في مؤسسة الأولمبياد الخاص، كلمات يصف بها صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، سألناه عن رأيه في الكلمة التي ألقاها سموه خلال حفل الافتتاح.. سكت ثم قال: «هل تعلمون أنني سمعت هذه الكلمة أكثر من مرة، الأولى في حفل الافتتاح، وعندما عدت شاهدتها أكثر من مرة، وجدت فيها ما هو أكثر من الكلام.. ما هو أكثر من الشعور.. ما هو أكثر من الخير نفسه.. وجدت فيها كلاماً عفوياً لا يخرج إلا من قلب ملائكي لا يقوله إلا شخص يحب الجميع.. ينثر حبه على البشرية كما تتناثر حبات اللؤلؤ لتضيء الكون، وبالفعل صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان أضاء العالم بكلماته وأفعاله، هو من وقف وسيقف أمامه التاريخ ليقول له شكراً على هذا الخير.. شكراً على هذا الفعل.. شكراً يا ملهم البشرية».
وأضاف: «مشهد احتضان لاعب منتخب الإمارات علي سيف لن يفارق ذاكرة العالم على الإطلاق.. شعرنا جميعاً أنه من أب إلى ابنه، يؤكد له فيه أنه لن يتركه يمشي وحده، سيقف بجانبه وخلفه وأمامه دائماً في كل خطوات حياته».
وتابع: «لا يمكن إلا أن أصفه بأنه الملهم والمحفز والداعم للخير على هذه الأرض، الذي حول مفهوم الشرق الأوسط وأفريقيا وأنحاء العالم كافة عن أصحاب الهمم من الذين يعتقدون أنهم بلا طاقة ولا قدرة على فعل شيء إلى صناع الأمل والمجد لكل البشرية.. هم الملهمون لنا، ولكن لم يكن هنا في هذه المنطقة أحد يعرف ذلك إلا من خلال (الشيخ محمد) الذي فعل كل شيء لكي تصل الرسالة بشكل صحيح، وإلى كل شخص وكل بيت، لا فئة بعينها ولا شخص بعينه».
وأضاف: «في كلمات الشيخ محمد بن زايد آل نهيان وصل إلى قلوب الجميع بعفوية لم يتخيلها أحد.. كلمات بسيطة لكنها كانت في الصميم عبرت عن كل شيء في دقيقتين أو أكثر، وهؤلاء دائماً هم الملهمون يصلون إلى كل فرد وكل قلب بأقصر الطرق ببساطة، لأن كلماتهم خرجت من القلب فوصلت إلى القلب».
وشدد شرايفر «إننا جميعاً نتعامل مع أصحاب الهمم.. ولا يمكن أن تصل الكلمات إلى قلوبهم ولا الرسالة إلى عقولهم إلا إذا كانت من قلب ملائكي بالفعل، وعقل دائم الشغل والتفكير في فعل الخير ونشره في العالم أجمع».
وفيما يخص حفل الافتتاح للألعاب العالمية، فقد وصفه شرايفر بـ«الأسطوري»، لاسيما أنه كان مبهجاً.. فرحاً للجميع سواء أصحاب الحدث من أصحاب الهمم أو الضيوف، فقد استمتعوا بالفقرات الرائعة، وكذلك أيقنوا أن الحدث ليس مجرد تنافس، لكنها رسالة للإنسانية نجح صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان في توصيلها بشكل رائع.
أما عن كلمته التي ألقاها خلال الحفل ولاقت إعجاب الجميع هنا في منطقة الشرق الأوسط والعالم، خاصة بعد أن استعان بآيات من القرآن الكريم، فقال شرايفر: «المعلمون هنا والملهمون هنا، صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد.. هنا أهل الإمارات موطن الخير، لذلك يجب أن تختار كلمة تتناسب معهم ومع ما يقدمونه للبشرية.. لذلك حاولت قدر الإمكان أن أتحدث بصدق، وأن أختار كلماتي بعناية حتى تصل إلى الجميع، وأتمنى أن يكون ذلك قد حدث بالفعل».
وأضاف: «نحن هنا لمساعدة البشر.. جئنا لترسيخ قيم سوف تكون مؤثرة في العالم أجمع، خصوصاً أن الحدث على أرض التسامح في عام التسامح، ولا أبالغ إذا قلت إن صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان جعلها أمة التسامح من خلال ما يقدمه للبشرية، ومن خلال احتضانه لأبنائه من أصحاب الهمم، سواء في الإمارات أو في مختلف أنحاء العالم، بصماته لا ينكرها أحد، وكلمته لن ينساها بشر على الإطلاق».
وقال إن: «البعض كما قلت يعتقد أن أصحاب الهمم بلا طاقة ولا فعل ولا رد فعل، ولكنهم جاءوا هنا، إلى أبوظبي، لكي يقولوا كلمتهم، ويعملوا على توصيل رسالتهم بشكل جيد، وهو ما يساعدهم فيه أهل الإمارات، قيادة وشعباً».
وتحدث شرايفر عن أبوظبي قائلاً: «لقد وجدت هنا الابتسامة، وجدت هنا الحب، وجدت هنا المعنى الحقيقي للعمل التطوعي، والسعي الدائم نحو خدمة الجميع دون معرفة سابقة أو سبب معين، إلا أن أبناء هذا الوطن يرسخون للخير على الأرض بالأفعال والأقوال على حد سواء»، وتابع: «التنظيم هنا خيالي، وأكثر من رائع، والجميع يشعر بسعادة بالغة، ولا أبالغ إذا قلت إن أصحاب الهمم أنفسهم يعبرون عن فرحتهم من خلال تميزهم في مختلف الميادين، يريدون أن يؤكدوا أن أبوظبي وقيادة الإمارات محقة فيما تفعله معهم، وأنهم يستحقون كل هذا العمل الرائع والمميز من الجميع هنا».
وشدد شرايفر على أن ما يحدث فوق أرض الواقع من أبناء هذا الوطن أو حتى المقيمين على أرضها، ما هو إلا ترجمة لرؤية القيادة، روية صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، حيث إن كلماته وصلت للرجل والمرأة، للكبير والطفل الصغير، رأيت ذلك في عيونهم.. رأيتهم قادمين فقط لكي يقولوا لك كيف أساعدك؟ أنا في خدمتك.
وقال: «أيقنت من خلال أبوظبي بالعديد من المعاني والمفاهيم الجديدة، لي أنا شخصياً في حياتي، فمن الممكن أن يكون لديك لاعبون رائعون ومدربون متميزون وعلى أعلى مستوى، لكن بكل تأكيد لا يمكن أن يتوافر لديك قيادة رائعة وملهمة مثل قيادة الإمارات التي تلهم الجميع بكل صدق للإبداع والاستمتاع بعمل الخير، ولا أبالغ إذا قلت إن قائداً بحجم صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان هو قائد التحولات التاريخية للبشرية».
وفيما يخص النسخة المقبلة في برلين الألمانية قال شرايفر «الألمان مبدعون دائماً في التنظيم، واستضافة الأحداث الكبرى، لكن بكل صدق أقولها لهم، المهمة ستكون ثقيلة وصعبة بعد أبوظبي، حيث إنها قدمت وتقدم عملاً مبهراً ورائعاً بكل أشكاله، ليس فحسب على أرض الحدث والتنظيم الفعلي في الميادين والملاعب، ولكن على مستوى القلوب أيضاً، حيث إنها قادت ثورة بمعنى الكلمة في نفوس الكثير من البشر، أعادت بناء الكثير مما وقع من الإنسانية، أعادت لها الدفء والحب والتصالح مع النفس، أعادت لها الصدق في التعايش والمعنى الحقيقي للاندماج مع الآخر، وعدم الإحساس بأي فـروقات، لا في الرياضة فقط، ولكن في شتى المجالات، وفي مختلف المؤســسات».

الشيخة فاطمة وأمي شقيقتان في خدمة البشرية
أكد تيم شرايفر، رئيس الأولمبياد الدولي الخاص، في حواره مع «الاتحاد»، أن هناك رابطاً لا يحتاج إلى كثيرٍ من الجهد لكي يدركه العالم أجمع بين سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك، رئيسة الاتحاد النسائي العام رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة الرئيس الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية «أم الإمارات» وبين الأم يونيس شرايفر التي وقفت منذ منتصف خمسينيات القرن الماضي خلف فكرة إقامة الأولمبياد الخاص.
وعن هذا الرابط، قال شرايفر: «لقد أتى هذا الرابط إلى عقلي وقلبي، حينما نتحدث عن مثل هذه الأيقونات الإنسانية التي تؤثر في ملايين البشر، فإننا لا نجد التعبيرات التي تكفي لمنحهم حقهم، سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك وأمي أختان في الإنسانية والعمل الخيري، وخدمة الفئات التي تحتاج إلى الدعم في مختلف المجتمعات، مثل أصحاب الهمم، وغيرهم».
وكان شرايفر قد أكد في كلمته في الحفل الافتتاحي للأولمبياد الخاص، أنه كان يتمنى وجود الأم يونيس شرايفر لكي ترى بنفسها هذه المكانة التي لم يسبق لها مثيل والتي بلغها الأولمبياد الخاص العالمي، فالبصمة الإماراتية أخذت هذا الحدث بتفاصيله كافة إلى مستويات لم يبلغها من قبل، من حيث جودة التنظيم وأعداد المشاركين، والتأثير العالمي للحدث.

«شـكراً» بالنطق العربي
حرص تيم شرايفر، رئيس الأولمبياد الخاص، على كتابة «شكراً للإمارات» على قميص البطولة الرسمي، وعلى الرغم من أن مثل هذه المبادرات قد تكون معتادة نوعاً ما في البطولات الكبيرة، وبمبادرة من الشخصيات العالمية التي تتمتع بمكانة مؤثرة مثل شرايفر، إلا أنه استفسر عن الطريقة التي يمكنه بها كتابة كلمة شكراً بمنطوقها العربي، ولكن بحروف إنجليزية.
ولدى سؤاله عن سبب ذلك قال: «من الأفضل أن أفعل ذلك، ولكن عليكم مساعدتي في كتابة النطق العربي، نحن في دولة الإمارات التي جعلت الأولمبياد الخاص حدثاً مهماً وملفتاً في محيطها العربي والشرق أوسطي، وبصمت على هذه النقلة العالمية الكبيرة للحدث، كما أنني أفعل ذلك من أجل قراء صحيفتكم».

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©