السبت 4 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

"التواصل الاجتماعي" يصنع التضامن العالمي

"التواصل الاجتماعي" يصنع التضامن العالمي
29 مارس 2019 02:04

تحرير الأمير وريم الحمادي (دبي)

أكد مشاركون في منتدى الإعلام العربي، أن أبرز ما يميز حادثة نيوزيلندا الإرهابية التي حصلت مؤخراً أنه تم توثيقها بالصوت والصورة والبثّ المباشر عبر «فيسبوك» موقع التواصل الاجتماعي الأكثر شعبية، مما أدى إلى صنع حالة من التضامن العالمي في ثوان معدودة إذ باشرت الردود تنهال كالسيل على جميع المواقع.
وأكد مشاركون أن هذه الحادثة المرعبة لن تغيب عن الذاكرة العالمية نظراً لمدى بشاعتها التي تناقلتها وسائل الإعلام الجديد، وانتشرت كالنار في الهشيم بشكل مباشر، لتصنع من وسائل التواصل أسرع طريقة لنقل ومشاركة المتلقين للخبر.
وطالب إعلاميون بضرورة تقنين مسألة النقل المباشر، خشية استغلال آخرين لهذه الميزة ونقل بث حي ومباشر لمشاهد غير إنسانية ومرفوضة، مؤكدين في الوقت نفسه ضرورة الاستفادة من البث المباشر بأمور إيجابية.
وقالت إكرام الأزرق، إعلامية من المغرب بقناة الغد المغربية، إن الحادثة أثارت حفيظة الكثيرين وصنعت حالة من التضامن العالمي، حيث إن هناك فرقاً شاسعاً بين كتابة خبر ونشره أو حتى تغطية خبر تلفزيونياً وبثه، وبين أن يتم مشاركة هذا الخبر مع الجمهور، وهذا ما حصل بالضبط بالحادث الإرهابي في نيوزيلندا، حيث سبق التواصل الاجتماعي الإعلام التقليدي بخطوات.
وأشار هاني الحامد، مذيع في قناة «أم بي سي» إلى أن وسائل التواصل ساهمت في زيادة التعاطف مع ضحايا وأهالي ضحايا حادثة نيوزيلندا، ولكن من ناحية أخرى استغل الإرهابي التواصل الاجتماعي كوسيلة للإعلان عن نفسه وأفكاره، متبنياً جرائم الحقد والكره والعنصرية بشكل واضح وصريح، مؤكداً أننا لا نستطيع إنكار أن مواقع التواصل الاجتماعي جزء أساسي من حياتنا بغض النظر عن صحة بعض الأخبار.
عالم واحد
وأكدت ميرة ثاني المهيري، تنفيذي علاقات دولية في مؤسسة وطني الإمارات، أن العالم العربي يمر الآن بتحديات غير مسبوقة في ظل الانفتاح الإعلامي والتطور الهائل في مجال تكنولوجيا الاتصال التي أفرزت مواقع التواصل الاجتماعي، ما أدى إلى صنع حالة من الانقلاب الفكري في آلية التواصل، وأذابت الفروق، وجعلت العالم يبدو وكأنه عالم واحد نتيجة التلقي السريع للأخبار وسقف الحرية العالي جدّاً.
وقال الدكتور أحمد طقش، عميد كلية الإعلام في جامعة لاهاي للعلوم التطبيقية: «يمكننا الحصول على معلومة موثوقة من الإعلام التقليدي، ولكن سرعة مواقع التواصل الاجتماعي جعلت الناس يلجؤون لها بشكل أساسي».
وأوضح الدكتور سعيد صقر، أستاذ الإعلام في جامعة العلوم الحديثة أنه إذا تم تصنيف وسائل التواصل الاجتماعي على أنها الإعلام الجديد فيستطيع المتلقي أن يكون صانعاً للخبر بالوقت ذاته، ولذلك تأثير كبير على الرسالة والصورة التي لا تصل فقط من خلال الإعلاميين والصحفيين بل تصل لنا من عامة الناس فيساهم ذلك بحدوث تأثير أكبر.
وأكدت إيمان محمود سليمان، في مجلة زهرة السوسن من دمشق، أن مواقع التواصل الاجتماعي منحت مساحة تعبير للجميع، فعلى سبيل المثال حادثة نيوزيلندا جعلت من المواقع منصة لأهالي وأصدقاء الضحايا الذين أوضحوا لنا صورة تفصيلية عن هؤلاء الضحايا مما جعلنا نتعاطف مع الحادثة بشكل شخصي بدل القراءة عنها.
وقالت نور اليقين مغريش، إعلامية ومذيعة في التلفزيون الجزائري الرسمي: لا نستطيع إنكار الضجة الإيجابية التي أحدثتها مواقع التواصل الاجتماعي بعد الحادثة المؤلمة، فالصورة الحية للحدث مع إمكانية التعليق والحصول على ردود الأفعال بشكل مباشر كانت المعيار الأساسي.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©