الثلاثاء 14 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

قراءة وتسامح وترانيم في "بحر الثقافة"

قراءة وتسامح وترانيم في "بحر الثقافة"
27 ابريل 2019 02:07

فاطمة عطفة (أبوظبي)

شهد صالون بحر الثقافة، في معرض أبوظبي للكتاب، محاضرتين حول القراءة والتسامح، تناول فيهما المحاضران العناوين والتطبيقات المتصلة بهذين المفهومين.
فقد قدمت د. عائشة بنت بشر محاضرة بعنوان: «مستقبل القراءة» تطرقت فيها لعدة قضايا عديدة جديرة بالاهتمام، وقالت: إن مستقبل أبنائنا ليس مظلما في ظل هيمنة التكنولوجيا ودخولنا عالم التقنية كما يخيل لبعضهم، بل هو مستقبل مضيء، وذلك إذا أحسنا استثمار التقنيات التكنولوجية استثماراً صحيحاً، ووظفناها في خدمة أبنائنا.
وأضافت: نحن في الإمارات نسير في اتجاه التطوير الأفكار والمفاهيم، لنستخدمها بشكل صحيح، بدلا من أن تكون سلاحا لقتل الوقت، ونشر الأفكار الهدامة. وفي رأي بشر أن التكنولوجيا أداة وسلاح ذو حدين، ويمكن أن تغدو مضرة إذا لم نحسن توظيفها بشكل صحيح، وذكرت الدكتورة عائشة أن محتوى الكتاب لا يزال موجودا على الإنترنت من خلال مواقع التواصل الاجتماعي، والتطبيقات الذكية، ومواقع المكتبات الرقمية، وينبغي أن نعلم أبناءنا كيف يستفيدون منه، ويحصلون عليه بسرعة بعد أن كان الوصول إليه في الماضي صعبا، ونبهت الدكتورة إلى أن عالم الذكاء الاصطناعي والتطبيقات الذكية تزوداننا بخبرات وكفاءات إضافية يمكن أن نستفيد منها، ويمكن أن نجعلها أداة للتطوير بدلا من أن تكون أداة تخلف.
أما المحاضرة الثانية فتحدث فيها د. محمد أبو الفرج صادق عن التسامح، مشيرا إلى أنه يفيد التساهل واللين والرقة، في التعامل مع الآخر، إضافة إلى الصفات النبيلة الأخرى مثل الغفران، والعفو، والصّفح، واحترام رأي الآخر، والبعد عن التعصب. وقد كان رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قدوة في التسامح، إذ صفح عن المشركين عند فتح مكة، فاتحا معهم صفحة جديدة قائمة على الود، والاحترام، والاستعداد للاعتراف بهم إخوة في دينه الجديد.
وأضاف: أما في عالمنا المعاصر فيعد المغفور له الشيخ زايد، طيب الله ثراه، رجل التسامح الأول في الوطن العربي والعالم، وتمتلئ سيرته الذاتية بمواقف عديدة تؤكد ذلك، واعتبر أن تخصيص عام للتسامح يجعل منها دولة متفرِّدة على مستوى العالم كلِّه.
كما استضاف صالون بحر الثقافة الدكتور أحمد الخليع في محاضرة ثالثة بعنوان «الثقافة الموسيقية في المعتقدات الشعبية»، تحدث خلالها عن الترانيم وما تشتمل عليه من دلالات روحية وإنسانية، وقال الخليع إن «الترانيم هي موسيقا تستجيب لفطرة الإنسان المجبولة على محبّة الجمال، وأنّ الإنسان نفسه يستجيب بشكل فطريّ لسماع الموسيقى».
وذكر الخليع أنّ هناك خمس ميّزات للترانيم، أوّلها أنها ذات بعد روحيّ، لأنها لا تستدعي غرائز الجسد ولا شهوات النّفس بل تزكِّيها وتطهِّرها، وثانيها أنّها ذات بعد أنطولوجيّ، لأنها تُضفي على الإنسان معنى وجودياً، وتجعل علاقته بالمتعالي تقوم على المحبّة والجمال، وثالثها أنّها ذات بعد إنسيّ، لأنّها تخاطب الإنسان من حيث هو نفخة إلهيّة وخليفة لله على الأرض، ورابعها ذات بعد كونيّ، من حيث أنّها تبني علاقة سويَّة للإنسان بالطّبيعة، وتنتقل بالطّبيعة من كونها طبيعةً جامدة إلى كونها «آيةً» تدلّ على وحدانيّة الحقّ من خلال فعل التّسبيح، وخامسها أنّها ذات بعد رساليّ، لأنّها تحمل للإنسان قيماً جماليّة مثاليّة، منها قيمة المحبّة، التّسامُح، والاعتراف بالآخر، والدّعوة إلى السلام والوئام.
وخلال المحاضر قدم كل من محمد التهامي وأحمد الخليل مجموعة من الابتهالات الدينية.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©