الثلاثاء 14 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

"مستقبل الإنسان" و"البيت الكويتي" و"مسيحيو الشرق" تحت سقف واحد

"مستقبل الإنسان" و"البيت الكويتي" و"مسيحيو الشرق" تحت سقف واحد
30 ابريل 2019 01:49

فاطمة عطفة (أبوظبي)

شهد صالون بحر الثقافة أمس، الاثنين، يوماً معرفياً حافلاً، ونظم عدداً من المحاضرات والأنشطة النوعية التي استقطبت حضوراً واسعاً، حيث ألقى معالي عمر بن سلطان العلماء وزير الذكاء الاصطناعي محاضرة عن «مستقبل الإنسان»، ثم ألقت الشيخة عهود سالم العلي الصباح محاضرة عن «البيت الكويتي»، وتحدث أنطوان سعد عن «مسيحيي الشرق» ثم تحدث الإعلامي والشاعر زاهي وهبي تحت عنوان «هل تقدمت المعرفة أم تعمم الجهل؟»، وهنا التفاصيل...
أكد معالي الوزير عمر سلطان العلماء في محاضرته بعنوان «مستقبل الإنسان»، أن العالم دخل في المرحلة الرابعة من مراحل الحضارة الإنسانية، وهي المرحلة التي يمكن أن تدعى بـ«مرحلة الذكاء الاصطناعي»، وفيها وصلت البشرية إلى السوية التي تؤهلها للقول: إنها تستطيع استثمار المنجَزات التكنولوجية والرقمية، ووضعها في خدمة الإنسان.
وفي رأي معاليه، أن الذكاء الاصطناعي دخل إلى حياتنا بقوة، وغدا توظيفه في إثراء جوانبها المختلفة، وإيجادِ أجوبة للمشاكل التي تعترضنا، جزءاً من الاستراتيجية التي وضعتها دولة الإمارات للسنوات القادمة، وذلك يجعل منه وسيلة لتوفير السلام والأمن والحياة الكريمة لكل مواطن ومقيم في هذه الدّولة.
وذهب معاليه في كلمته إلى أن استراتيجية دولة الإمارات تقوم بشكل أساسي على استثمار الكفاءات البشرية الموجودة في الدولة، وهي ترى أن ذلك يمكن أن يساهم في جلب الاستثمارات إليها، وصرح بأن دولة الإمارات أصبحت الأولى على مستوى العالم كله في استثمار الذكاء الاصطناعي، وفي جعله أداة للتفوق والنهوض، وذلك يدل على الرؤية الواضحة التي تتسلح بها حكومتها الرشيدة لمواجهة التحديات القادمة، وعلى المرونة التي تتحرك بها في واقع موار لا يكف عن الحركة والتغير في كل ثانية، وقد أقامت أكبر بطولة على مستوى العالم في مسابقة الروبوتات، وسوف تكون شركة أبوظبي للإعلام رائدة على مستوى العالم أيضاً في توظيف المذيع الاصطناعي، لتثبت بذلك قدرة وطننا على جعل الذكاء الاصطناعي خير وسيلة للاستثمار في حقل الوظائف في السنوات القادمة.
وأكد معاليه أنه لا خطر من الذكاء الاصطناعي على الإنسان، ولن يعني حلول الآلة محله، أو الاستغناء عنه، ذلك أن الآلة مهما تقدمت ستبقى كفاءتها على القيام بالمهام المسندة إليها محدودة، والمهم في ذلك كله أن الذكاء الاصطناعي سوف يؤهلنا للتحكم بالمستقبل، والسيطرة عليه.

بيتُ الكويت.. عطاءٌ ومحبّة
وتحدّثت الشيخة عهود سالم العلي الصباح عن «بيت الكويت... عطاءٌ ومحبة»، وقد تناولت لمحات مهمة من تجربتها في تحويل التسامح إلى سلوك عملي جسدته في حياتها، يوم حولت الفاجعة الشخصية والعائلية إلى عمل اجتماعي وإنساني مفيد، وذلك أنها تقبّلت بصبر وفاة زوجها قبل 22 عاماً، واعتبرت رحيله قضاءً من الله وقدراً، وقرّرت أن تتغلب على قسوة ظروفها، وتنظر إلى الحياة بمنظار آخر، وأقبلت على الحياة من جديد. وأوضحت أنها انخرطت في العمل الخيري، وحوّلت حبها لزوجها إلى حبّ لأولادها وللناس عموماً، وأخذت تجد نفسها في العطاء والخير.
ومن هذا المنطلق الكريم، قررت أن تنشئ وقفاً خيرياً تقصره على التعليم، وتجعل نظامه مختلفاً. لكن طريقها لم يكن سهلاً، وبينت أنها واجهت عراقيل كثيرة، فلم تستطع إكمال مشروعها، ولم يكن أمامها إلا إيقافه. ولفتت في حديثها إلى أنها لم تيأس، بل انخرطت من جديد في شركات والدها، وما لبثت أن ترأست شركة مساهمة عامة. وكانت أول سيدة كويتية تترأس شركة عامة. ولكنها لم تستطع إكمال عملها في الشركة بسبب الضغط الذي واجهته، فقررت تقديم استقالتها، وتأسيس شركة عقارية خاصة بسبب حبها للهندسة والديكور. وهكذا واصلت مسيرة حياتها، متنقلة من عمل إلى آخر، مؤكدة أن الحياة لا تستمر وتزدهر إلا بالتحدي والمثابرة.

مسيحيو الشرق
وذكر أنطوان سعد في محاضرته أن «بقاءُ المسيحيين في الشرق خيار إسلامي» وأضاف أن المسيحيين كانوا جزءاً من نسيج الدولة الإسلامية، وأنهم انخرطوا في سياقها بوصفهم مواطنين فيها، وكانوا عنصراً مساهماً في بناء حضارتها، وأن الدين الإسلامي لم يحمل بعداً إقصائياً لهم؛ لأن مصلحته كانت تقتضي من الجميع أن يساهِموا في تشكيل الفسيفساء الاجتماعيّة والفكرية التي كانت سمة للحضارة الإسلامية بشكل عام. وأشار سعد إلى أن العالم غدا في الوقت الحالي قرية كونية، وأنه ليس هناك من جدران تعزل شريحة عن أخرى، وأن من مصلحة سكان الكوكب كله أن ينخرطوا معاً في علاقة تقوم على التعايش، والتسامح، والانفتاح، وقبول الآخر، وأن أي شكل من أشكال التعصب العرقي أو الديني أو الاجتماعي لم يعد له مكان في عصر العولمة. وبين أن هناك مصلحة استعمارية لبعض الدول المهيمنة في العالم في تشويه صورة الإسلام، وإقناع مسحيي الشرق بأنهم عنصر نافر في المجتمعات التي يعيشون فيها، ولذلك ينبغي أن يتركوها، وينتقلوا إلى الغرب ليحقِقوا ذواتهم، ويحصلوا على الأمان والسّلام والاندماج الكامل الذي يحلمون به.

تقدّمت المعرفة أم تعمّم الجهل؟
وتحدث الشاعر اللبناني زاهي وهبي في محاضرة بعنوان: «هل تقدّمت المعرفة أم تعمّم الجهل؟»، قائلاً: إن الحدود الجغرافية بين كثيرٍ من دول العالم أصبحت قائمة فعلاً، وتمنع الناس من اللقاء الحقيقي، لكن الحدود الافتراضية مفتوحة، وتتِيح لهم التواصل، وغدت هذه الحدود نوافذ حقيقية، مبيناً أنها صارت تلعب دوراً كبيراً في التثاقف، والتأثير والتأثر، مع أن بعضهم يحاول إقامة حدود أيديولوجية أو دينية لعزل الناس عن بعضهم بعضاً، ومنعهم من أن يشكلوا كتلة اجتماعية متجانسة.
وتابع حديثه موضحاً أن المعلومات أخذت تنثال على حياتنا بيسر، لكنّ سهولة الحصول عليها لا تساهم في تكوين نزوع معرفيّ لدى الجيل الشّابّ، ولا تُشكِّل وسيلة لتعزيز الرّغبة في البحث. وهذا عائد في رأيه إلى أن التكنولوجيا شكلت بالنّسبة إلينا نقمة لا نعمة، وغدت وسيلةً لنشر التّبلُّد والرُّكون إلى الدَّعة، والميل إلى الكسل والتّواكُل.
وختم وهبي حديثه مشيراً إلى أن برامج «السوشيال ميديا» خلقت فرصة للموهوبين والمبدعين كي يظهِروا مواهبهم وإمكاناتهم، وأصبحت نافذة مهمة للتّواصل بينهم. وذلك مهم برأيه في ضوء التقصير الذي يلاقيه الموهوبون والمبدعون في عالمنا العربي، لكن هذه المواقع تحمل إمكانية ظهور ذوي الإمكانات المتدنية الذين لا يملكون ما يؤهِّلهم للظهور والتأثير الإيجابي في عقول المتلقين وذائقتهم.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©