الإثنين 13 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

«الدروس الخصوصية» سـوق يزدهر قبيل الامتحانات

«الدروس الخصوصية» سـوق يزدهر قبيل الامتحانات
17 يونيو 2019 01:24

مريم بوخطامين (رأس الخيمة)

يلجأ العديد من الطلاب والأسر مع اقتراب موسم الامتحانات للدروس الخصوصية والملخصات والملزمات الورقية الخاصة بالامتحانات، معتبرينها أداة رئيسة للتعامل مع الورقة الامتحانية، ويعتقد بعض الطلاب والطالبات أن مسألة نجاحهم قد تكون مرهونة ومرتبطة بعاملين أساسين، هما الدروس الخصوصية والملخصات المدرسية، منوهين أن الدروس الخصوصية كانت سابقا مقتصرة على طلاب شهادة الثانوية العامة، لتصبح اليوم أمراً ملزماً أيضاً حتى لطلاب مرحلة التأسيس والحلقة الأولى.
وأعرب الأهالي أن مسألة الدروس الخصوصية كانت في السابق «سرية» أما في الوقت الحالي فقد أصبحت المسألة عادية وملحة، منوهين أن هناك وسائل تواصل اجتماعي يعرض من خلالها بعض ممارسي هذه الظاهرة خدماتهم في هذه الفترة من السنة، وخلال مواسم متعددة، وأضحى الموضوع كتجارة عليها طلب وعرض، على حد تعبيرهم.
بداية تقول أم ميرة الزعابي طالبة في الصف الخامس، إن مسألة وجود مساندات ومساعدات للطالب خلال موسم الامتحانات أمر لابد منه سواء بالاستعانة بالملخصات المدرسية أو الدروس الخصوصية، وذلك بسبب حشو المواد الدراسية التي لا تتناسب مع الوقت، ثانياً صعوبة المناهج على الطلاب والتي تحتاج لمعلمين متخصصين لفهم المطلوب من الأوراق الامتحانية، وكيفية تنظيم الوقت خوفاً من الإخفاق في المواد، مشيرة إلى أن الأمهات الأخريات يؤمن أن مسألة نجاح أبنائهن معتمدة وبشكل كبير على حصولهم على الدروس الخصوصية المرتبطة بالملخصات المدرسية والملزمات، مشيرة إلى أنها وعدداً من زميلاتها اتفقن منذ بداية الفصل الدراسي الثاني التوجه لإحدى المدرسات لإعطاء أبنائهن الدروس الخصوصية في عدد من المواد الدراسية، مثل الرياضيات والكيمياء والفيزياء واللغة الإنجليزية بعد تدني الدرجات في تلك المواد.

الملخصات الدراسية طوق نجاة
وفي الوقت ذاته يرى المواطن خليفة سعيد الظهوري أب لطلاب في الحلقة الثانية، أن المناهج وطبيعة الدراسة في وقتنا الحالي تحتاج لمساعدات ومساندات في مسألة التدريس والمذاكرة، خاصة فترة الامتحانات، ومسألة لجوء الأهالي والطلاب للدروس الخصوصية والاعتماد على المخلصات الورقية أصبح اليوم أمراً حتمياً، وكانت سابقاً مقتصرة على مرحلة سنية محددة أما اليوم فهي ضرورة لابد منها في جميع المراحل السنية، لما لها من تأثير إيجابي على مستوى الطالب الدراسي، مشيراً إلى أنه كان في السابق يرفض كغيره من الأهالي مبدأ الخوض في مسألة الدروس الخصوصية إلا أن الوضع الحالي يختلف تماماً، عنه في السابق، منوهاً أن الملخصات الدراسية «طوق نجاة» أخرى يلجأ لها بعض الأسر خصوصاً وأن معظم الأسئلة التي يتم تدريب الطالب عليها تأتي في الامتحان المدرسي.

دوامة الامتحانات
من جانبه يفضل الطالب جمعان حمد السلحدي، بالصف الثاني عشر المتقدم، التوجه للحل الثاني، وهي الملخصات الدراسية التي يعتبرها وعدد من زملائه الحل السهل والسريع، خصوصاً وأن أغلب الأسئلة والأجوبة تأتي في الاختبار الأمر الذي لمسه في عدد من الاختبارات، كما يفضل زميله في المرحلة ذاتها مذاكرته على فكرة الملخصات المدرسية التي اعتاد عليها الطلاب منذ سنوات وانتعشت في السنوات الأخيرة بشكل أكبر، وذلك اعتقاداً منه على حد تعبيره بأنها الوسيلة المنقذة من دوامة الامتحانات.

مذكرات دراسية
ووصف أحمد النعماني بأن هذا الحل يمثل الطريقة المثلى التي قدمها لهم معدو هذه الملخصات، من أجل حصد التقديرات والدرجات العالية، ولم يكن النعماني الوحيد الذي يسلك هذا النظام، بل هناك العديد من طلاب المدارس بمختلف المراحل يسيرون على هذا المنوال، ومن يتوجه إلى مكاتب توزيع الكتب أو المكتبات سيلاحظ مئات الكتب والملخصات والمذكرات الدراسية التي تغطي مختلف المناهج الدراسية وبمختلف الأسعار ولكل المراحل الدراسية.

تدني الرواتب «سر» الدروس الخصوصية
وحول مسألة اتجاه عدد من معلمي المدارس لنظام الدروس الخصوصية يؤكد الأغلب منهم أنها مسألة اضطر لها أغلب معلمي المدارس الخاصة، بسبب تدني الأجور التي يحصلون عليها موضحين أن مسألة وجود دوام آخر بعد الدوام الرسمي في المدرسة وتعليم الطلبة يبيح للمعلم وضع الرسوم المالية التي يستحقها ناهيك عن المجهود المضاعف الذي يبذله مع الطلبة من أصحاب تدني المستوى والطالب الضعيف.
وقالت «ج، س» معلمة مدرسة في إحدى المدارس في الإمارة، ومعلمة دروس خصوصية لعدة مواد إنها تفاجأت منذ فترة بعد أن وضعت إعلانا في إحدى البنايات بأنها تقدم دروساً خصوصية في عدد من المواد لطلاب المرحلة الثانية، بردود كثيرة من الأهالي يرغبون في الاستفادة من خدماتها التعليمية، مشيرة إلى أن هناك أسباباً كثيرة ساعدت على انتشار نظام الدروس الخصوصية، وكانت على رأسها ضعف الرواتب وتدني الأجور، ناهيك رغبة الأهالي والطلاب بالنجاح والانتقال لمرحلة دراسية جديدة دون الوقوع في الدور الثاني «امتحانات الإعادة».
بالمقابل يؤكد عدد من مدراء المدارس أن هناك قانوناً يحاسب عليه المعلم ويحق للمدرسة رفع تقرير للجهات المختصة واتخاذ الإجراءات المناسبة بحقه في حالة عُرف أن المدرس يقدم دروساً خصوصية للطلبة.

تناقص مع أهداف المناهج التعليمية
أوضح تربويون من تعليمية رأس الخيمة، أن الملخصات الدراسية ماهي إلا تلخيص لأفكار ووجهة نظر المعلم السطحية والغير مفصلة، مما يفقد الفكرة جوهرها والهدف منها وهذا الاختصار يوفر للطالب -كما يعتقد جزءًا كبيراً- من الوقت والسهولة في كسب الفكرة التي تكون في أكثر الأحيان غير صحيحة، مشيرين إلى أن الملخصات لا تهدف إلى تعليم الطالب أو إكسابه مهارات التفكير العليا، والتي تسعى لها الوزارة في مناهجها التعليمية، مما يحرم الطالب بالتالي من فهم المعلومات الصحيحة بطرق علمية مستحدثة ومفيدة، وهذا ما تكشفه امتحانات ونتائج نهاية العام التي يتضح خلالها التلميذ المتميز عن غيره من التلاميذ.
ويؤكد بائعو المكتبات ومروجو تلك الملخصات أن هناك إقبالاً كبيراً عليها وهناك نسبة كبيرة لبيعها وانتشارها في الميدان التعليمي، قبل وخلال فترة الامتحان، وكثيرا ما يلجأ لها طلاب الحلقة الثانية وشهادة الثانوية العامة.

 

 

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©