الإثنين 20 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

حسين رياض.. "أبو السينما المصرية"

حسين رياض.. "أبو السينما المصرية"
21 يونيو 2019 01:02

سعيد ياسين (القاهرة)

حسين رياض.. من أهم الفنانين العرب، الذين تزداد قيمتهم بمرور الزمن، وتثبت الأيام أنه فنان من طراز فريد، ومن أصحاب العيار الثقيل في الموهبة، حيث لم يتمكن أي من الفنانين طوال العقود الخمسة الماضية أن يحتل مكانته الكبيرة، منذ وفاته في 17 يوليو 1965، ولم تأت براعته في تجسيد شخصية الأب، التي لقب بسببها بـ «أبو السينما المصرية» من فراغ، ولكن نتيجة موهبته الكبيرة وقدرته على تقمص شخصية الأب الطيب المتسامح أو المطحون، واستطاع بأدائه لهذا الدور أن يصبح نموذجاً لكل من يؤدى دور الأب من بعده، ورغم أنه مثّل عنصر الخير في غالبية أعماله الفنية، إلا أنه برع في استثناءاته المقابلة، حين جسد شخصية الباشا الأرستقراطي والعمدة ورجل الأعمال ورئيس العصابة، وأرجع نقاد ومؤرخون وأكاديميون سر تميزه على الشاشة بالواقعية والصدق وقوة الروح وعمق الحضور والقدرة على الجذب، باستخدامه قدرات خاصة في تلوين نبرات صوته بما يريده من أحاسيس، وأن نظرته كانت تفصح عن أدق ما يحمله في أعماقه من انفعالات.
ولد في حي السيدة زينب في القاهرة، في 13 يناير عام 1897، لوالد ميسور الحال كان يعمل في تجارة الجلود، و كان دائم التردد على مسرح سلامة حجازي، ويصطحب معه أبناءه الثلاثة، حسين ومصطفى وفؤاد، الذي اتجه إلى الفن وحمل اسم فؤاد شفيق، وعشق «حسين» الفن منذ صغره، وحاول في صباه أن يصبح مغنياً، لكن صوته لم يسعفه، بسبب إصابته بمرض في أحباله الصوتية، وأثناء دراسته الثانوية انضم إلى فريق الهواة بالمدرسة، وكان مدربه إسماعيل وهبي شقيق الفنان يوسف وهبي، وشارك في أول مسرحية في حياته عام 1916 أمام روز اليوسف، التي كانت تقوم بدور البطولة فيها، ثم ترك المدرسة وانضم لجمعية «إحياء التمثيل العربي» مع عدد من زملائه، ومنهم بشارة واكيم وعباس فارس وحسن فايق وأحمد علام ومحمد عبد القدوس، ولمع اسمه حين قام ببطولة مسرحيتي «جريمة الإسكندرية» و«عاقبة الطلاق»، وانضم بعد ذلك لفرقة جورج أبيض، ثم «رمسيس»، ثم فرقة «الاتحاد التمثيلي» عام 1934، والتي كان يشرف عليها زكي طليمات، وحين أنشئت الفرقة القومية عام 1935 انضم إليها، وحصل في المسرح على لقب «ممثل من الدرجة الممتازة»، واتجه للعمل في السينما منذ كانت صامتة، وفي 1931 شارك في فيلم «صاحب السعادة كشكش بيه» أمام نجيب الريحاني، وتوالت بعده أفلامه التي تجاوزت 150 فيلماً، تنوعت بين الاجتماعية والدينية والتاريخية والغنائية والتراجيدية والرومانسية والكوميدية، ومنها «ليلى بنت الصحراء» و«سلامة في خير» و«بابا أمين» و«رد قلبي» و«بين الأطلال» و«أنا حرة» و«أمير الانتقام» و«البنات والصيف» و«لحن الوفاء» و«شارع الحب» و«موعد مع السعادة» و«شفيقة القبطية» و«ألمظ وعبده الحامولي» و«بلال مؤذن الرسول» و«في بيتنا رجل» و«الحرام» و«رابعة العدوية» و«زقاق المدق» و«الناصر صلاح الدين» و«وا إسلاماه» و«المماليك» و«المراهقات» و«رسالة غرام» و«أغلى من حياتي»، وشارك خلال رحلته في العديد من المسرحيات، ومنها «تاجر البندقية» و«أنطونيو وكليوباترا» و«مدرسة الفضائح» و«القضاء والقدر» و«الناصر» و«العباسة» و«شهر زاد» و«العشرة الطيبة» و«مصرع كليوباترا» و«الأرملة الطروب» و«الندم»، كما قدم عدداً من المسلسلات الإذاعية والتلفزيونية، وحصل على وسام العلوم والفنون من الرئيس جمال عبد الناصر في عيد العلم عام 1962.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©