الإثنين 27 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الترفيه

محمد الجهوري: "البيانو".. الأقرب إلى قلبي

محمد الجهوري: "البيانو".. الأقرب إلى قلبي
9 يوليو 2019 01:03

هناء الحمادي (أبوظبي)

الأنامل التي تعزف لتدغدغ الوجدان والأحاسيس والمشاعر، هي نفسها تستطيع أن تتغلغل إلى ثنايا العقل عبر الأذن وترقص على وقع نغمات تغذي الروح، وهذا ما استطاع فعله عازف البيانو الإماراتي محمد الجهوري الذي يسطر قصة نجاح على مدار 20 عاماً، حيث شارك في الكثير من الفعاليات الموسيقية الخاصة بالعزف على البيانو، لكن تظل تجربته على المسرح الروماني في بوخارست هي الأكثر جمالاً وعيشاً بالذاكرة.
الحديث عن علاقة العازف محمد الجهوري بالبيانو نادرة ولها طابع خاص، فقد وجد في العزف عليه متنفساً، وبوابة يطل منها على عالم الموسيقى الخيالي والمبدع، حيث اكتشف ذاته عندما تداعب أنامله مفاتيح آلة البيانو «البيضاء والسوداء»، لتتملك روحه نزعة التحدي والرغبة التواقة لتحقيق الذات بداخله، والتي لم تستطع أي آلة أخرى أن تحققها له، وبذلك أصبح «البيانو» هو الآلة الموسيقية الأقرب إلى قلبه وعقله.

بداية القصة
بدأت قصة الجهوري الحاصل على شهادة البيانو الدولية، بعد اجتياز امتحان عالمي من المجلس البريطاني في عزف البيانو، رغم أنه بدأ العزف في صغره على آلة الأكورديون، لكنه في عام 1999 بدأ يفكر في استخدام آلة البيانو والعزف عليها كهواية، ومن ذلك الوقت وحتى عام 2007 كان يتدرب بمعهد الموسيقى العالمي البريطاني، حتى تعلم قراءة النوتة والسلالم الموسيقية وخاض التدريبات التي تقوي الأصابع، ثم بدأ يعزف بعض المقطوعات السهلة، ومنذ ذلك الحين أصبح البيانو هو رفيقه طوال الوقت.
ويضيف: يعتقد البعض أن تعلم العزف على البيانو يعتمد على نقر المفاتيح وتدريب الأصابع، لكن من وجهه نظر الجهوري، أن على كل راغب في التميز في هذا النوع من الموسيقى أن يتقن القواعد النظرية كما يتقن الجوانب العملية، فالجوانب النظرية كأساسيات النوتة وقراءتها وتاريخ الآلة، وأمور عدة، لا بد من التعرف عليها وإتقانها في هذا المجال الفني الصعب.

أجيال جديدة
في «مركز البيانو» بوزارة الثقافة والشباب وتنمية المجتمع، ينقل الجهوري خبراته في العزف على البيانو للأجيال الجديدة بكل شغف وحب، وعن ذلك يقول «العزف على البيانو ليس بالأمر السهل بل يحتاج إلى الكثير من الوقت للتعامل مع هذه الآلة، وخلال التدريب يتم تعليم الصغار كيفية الجلسة الصحيحة ووضعية اليدين على البيانو، ثم عزف الألحان والمقطوعات البسيطة بكلتا اليدين، والتعامل مع النوتات الموسيقية، بحيث يتقدم المتدرب في المنهج بشكل ممتع ومتدرج»، مؤكداً أن هناك أطفالاً موهوبين يقضون ساعات طوالا في العزف، كما أن هناك آخرين يتعلمون من باب الهواية وليست في ذهنهم نية الاحتراف.

مسرح بوخارست
ويلفت الجهوري إلى أن حلمه تحقق بالمشاركة في الأسبوع الثقافي الإماراتي على المسرح الروماني في بوخارست، حيث استطاع أن يقدم معزوفته الموسيقية للمؤلف وعازف البيانو إبراهيم الجنيبي، وعن ذلك يقول «لن يفارق مخيلتي هذا اليوم التاريخي، حيث تفاعل الكثير من الجمهور الغفير الذي حضر لتذوق سحر العزف على البيانو بأنامل إماراتية، بجانب الغناء الأوبرالي البديع، حيث نجحت وتميزت في تقديم مقطوعات موسيقية تهفو لها الآذان وتتذوقها بشغف».
مبيناً أنه يكفي فخامة المكان ومشاركة الكثير من العازفين مع آلاتهم الموسيقية المتنوعة، أمام مرأى ومسمع مئات الحضور العاشقين للموسيقى، وبالفعل هذه المشاركة ستظل خالدة في الذاكرة مدى الحياة.

شوبان وبيتهوفن
نجح محمد الجهوري في الحصول على المركز الأول في مسابقة «شوبان» الفئة الثامنة، كما حصد الكثير من الجوائز الأخرى التي يفتخر بها ووضعته في مراكز متقدمة بين عازفي البيانو، مبدياً إعجابه بالكثيرين من أساطير الموسيقى في العالم، إلا أن بتهوفن هو المفضل لديه. وعن مستقبل العزف في الإمارات، يرى أن هناك إقبالاً من الشباب الإماراتي على كل أشكال الفنون، الأمر الذي يعكس الوعي المتنامي لأهمية الفنون في نشر الثقافة والتبادل المعرفي بين المجتمعات.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©