عدد اليوم
تمضي دولتنا الحبيبة بثبات واقتدار في تواضع يبهر العالم.. وبصلابة وثقة تعرف للآخرين قدرهم.. وتبذل أقصى جهودها محققة المراكز الأولى في العديد من المجالات، بمشاركة فاعلة من قيادتها الرشيدة وجهد أبنائها، لتحوز إعجاب القوى الكبرى في العالم وفي مقدمتها الصين التي وصفت الإمارات بأنها «لؤلؤة لامعة» على طريق الحرير، وسيتعزز دورها في مستقبل جديد للتجارة الدولية والعلاقات الاقتصادية والتنموية عبر مبادرة «الحزام والطريق» التي يسعى كثير من دول العالم للانضمام إليها.
إن ما رأيته خلال زيارة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، إلى الصين، الأسبوع الماضي، فاق المعتاد، وتفوقت الدولة على نفسها وأصبحت الورقة الرابحة لدول كثيرة ومنها جمهورية الصين الشعبية.
وطرحت الزيارة تساؤلات عديدة، فماذا يعني أن تعتبر الصين الإمارات شريكها الاستراتيجي الأول في المنطقة؟ وأن يوقع القطاع الخاص الإماراتي خلال هذه الزيارة 16 مذكرة واتفاقية تفاهم بين مؤسسات إماراتية وصينية في العديد من المجالات؟
وأن يعلن وزير الاقتصاد الإماراتي أن الهدف المرجو بلوغه في عام 2030، زيادة حجم التجارة بين الإمارات والصين إلى 200 مليار دولار (خمسة أضعاف الرقم الحالي)؟ وأن يصف وزير خارجية الصين الإمارات بأنها «لؤلؤة لامعة» على طريق الحرير؟.
إن هذه التساؤلات والخواطر، تؤكد أن الإمارات تكتب تاريخاً جديداً في الصين وهو نمط جديد ومبتكر في العلاقات الدولية والتوجهات المستقبلية، لتصبح الزيارات الخارجية للدولة أداة جديدة لترسيخ البناء والتنمية داخلياً وخارجياً بالتعاون مع الشركاء الاستراتيجيين.
إن الإمارات تدير 75 ميناء حول العالم وتخدم منطقة يصل عدد سكانها حوالي ملياري نسمة، وتنعم باستقرار أمني وسياسي وتحتل المرتبة الأولى في العالم العربي كقوة ناعمة والمركز الأول في المنطقة في سهولة القيام بالأعمال وفي مؤشر النزاهة، ولديها تنوع اقتصادي قوي وبنية تحتية متطورة، والمستثمر الأنشط خارجياً، إضافة إلى امتلاكها نظاما ماليا صلبا.
لقد تعاملت القيادة الصينية مع القيادة الإماراتية، وأعجبت بتواضعها وبطريقة عملها، فالصينيون معجبون جداً بالإمارات «نموذجاً اقتصادياً لتجربة فريدة».
إننا في الإمارات ننعم بقيادة لها حضور واحترام أينما ذهبت.. قيادة اكتسبت احترام العالم لخلقها وتواضعها.. قيادة تقود أبناءها في ميدان العمل والإنجاز.
وبهذه الزيارة، أخذت العلاقة بين الإمارات والصين منحنى تاريخيا جديدا وذلك نتيجة الجهد والعمل الدؤوب الذي تقوم به قيادتنا وحكومتنا الرشيدة وأصحاب المعالي النشطون المكلفون بملف الصين وسفير الدولة في الصين، علي عبيد علي الظاهري.
