الخميس 2 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

سنورس بالفيوم.. منطقة هادئة تحولت إلى "مفرخة للإرهاب" بمصر

سنورس بالفيوم.. منطقة هادئة تحولت إلى "مفرخة للإرهاب" بمصر
10 أغسطس 2019 01:08

أحمد عاطف، عبدالله أبوضيف، شعبان بلال (القاهرة)

يبدو أن الجماعات الإرهابية المسلحة التي تكونت منذ الثمانينيات في محافظة الفيوم (130 كم جنوب غرب القاهرة) التي كان على رأسها «الشوقيون» و«الناجون من النار» و«الجماعة الإسلامية» و«التكفير والهجرة»، وغيرها من جماعات الدم، تركت أثراً وذيولاً لأتباعها بتشكيل أجيال متتالية من المتشددين الذين وصل بهم الأمر مؤخراً إلى الانضمام في صفوف تنظيم «داعش الإرهابي» وظهر ذلك جلياً في واقعة الإرهابي محمود شفيق المتورط في حادث تفجير الكنيسة البطرسية بالعباسية قبل أعوام.
وأعلن الأمن المصري أمس الأول تصفية 8 إرهابيين في المحافظة التاريخية للتنظيم، ومنهم الانتحاري عبد الرحمن خالد محمود، وهو ابن مدينة سنورس، قرية جبلة تبعد 130 كم جنوب غرب القاهرة.
«الاتحاد» زارت قرية الانتحاري الذي تسبب في استشهاد 23 مصرياً في تفجير معهد الأورام. يقول «عماد» نجل عمدة قرية «الجبلة» إن الإرهابي عبد الرحمن خالد خرج من القرية منذ عام وإنه خريج كلية دار العلوم، مشيراً إلى أن الفترة الأخيرة لم تشهد تواجده من الأساس داخل القرية، واشتبه فيه جيرانه بسبب تصرفاته وملابسه وأفكاره التي كان واضحاً عليها التطرف بشكل كبير.
وأضاف لـ«الاتحاد» أن أحد أقارب الإرهابي سبقه في التنظيم في وقت سابق، ومن المعروف مشاركتهم في عمليات إرهابية سابقة وآراؤهم المتطرفة التي تم تحذيرهم على إثرها. منزل من طابقين، بوابة حديد، واسم العائلة يتوسطه، تمر عليه فينظر إليك الجميع بغرابة، الأمر نفسه أدى إلى سؤال أحدهم يدعى «إبراهيم» عن من هو الإرهابي عبد الرحمن محمود، بعد عناء رد إبراهيم بعد التأكد من الهوية الصحفية أنه كان أحد المعروفين في القرية بحكم انتمائه لهذه العائلة التي يعرف عنها تشددها الديني، مشيراً إلى أن الفترة الأخيرة شهدت غيابه تماماً عن القرية لمدة قاربت العام، إلا أن أحداً لم يتخيل أنه ينتمي رسمياً لتنظيم إرهابي.
وأضاف جار الإرهابي لـ«الاتحاد» أنهم فوجئوا بعد نشر صورة عبد الرحمن باعتباره أحد الإرهابيين، خاصة وأنه كان معروفاً عنه تشدده لكن لم يكن يتخيل أحد أن يصل به الأمر حد تفجير مكان مثل معهد الأورام. وقالت عناصر إخوانية منشقة وجيران في نطاق قرية الإرهابي تحدثوا لـ«الاتحاد» إن الانتحاري عبدالرحمن خالد حاصل على شهادة كلية دار العلوم، فيما كان شقيقه إبراهيم خالد طالباً بمرحلة الثانوية العامة، وأوضحوا أن والدة الإرهابي بنت عم والدهم، وكلهم ينتمون لعائلة إخوانية متشددة لم تظهر حقيقتهم إلا بعد تولى المعزول مرسي الحكم ومن بعدها شاركوا في مظاهرات الإخوان عقب ثورة 30 يونيو.
وأوضح الأهالي لـ«الاتحاد» أن والدته وأخواله وأعمامه معظمهم متشددون ومعروفون باسم منزل «عائلة جمعة» ومشهورون هناك بتجارة المواشي، وشاركوا في اعتصام رابعة الإرهابي وتورطوا في حريق النجدة ومركز الشرطة هناك بعد سقوط حكم الإخوان، وخاصة عمه والذي يدعى «كامل»، لافتين إلى أن القصة خلفها طبيب بشري يدعى «ظريف» وهو المتعلم الوحيد في العائلة وهو قيادي في الإخوان وهو من أدخل عبدالرحمن في الجماعة. وفجر جيران ومنشقون من الإخوان في قرية جبلة بسنورس، معلومات حول الإرهابي حسام الذي كانت كنيته الحركية «معاذ»، وأن والده ووالدته كانوا مسيحيين وأسلما، كما أن والده الآن مقيم بإحدى الدول العربية ويعمل بها، موضحين أن حسام تم تجنيده من قبل الإرهابي عبدالرحمن منفذ التفجير.
وحول تحليل موقف مركز سنورس وأن كل عناصر الخلية من هناك، يقول اللواء أشرف أمين مساعد وزير الداخلية المصري الأسبق، إن محافظة الفيوم خاصة بعض المراكز فيها ومنها سنورس، لها تاريخ معروف مع الإخوان، موضحاً أنها تعتبر من المناطق التي تتجمع فيها تكتلات الإخوان في أماكن معينة، لافتاً إلى أن هناك مناخاً خاصاً يصعب اختراقه، ويعتبر أكبر تجمع لأعداد من الإرهابيين. وأشار مساعد وزير الداخلية الأسبق لـ«الاتحاد» إلى أن هناك ظهيراً صحراوياً يسمح للإرهابيين بتأمين أنفسهم وتهريب السلاح، موضحاً صعوبة تتبع هذه العناصر في بعض المناطق.
وقرية جبلة هي واحدة ضمن 177 قرية ونجعاً بمركز سنورس، تعاني من الأمية وقلة التنمية وانتشار أزمات الصرف الصحي، إلى جانب اشتهارها بمهنة الزراعة.
وتعتبر الدكتورة سوسن فايد، أستاذ علم الاجتماع بالمركز القومي للبحوث في مصر، أن هذه القرية وغيرها في محافظة الفيوم بيئة خصبة لاستقطاب وتجنيد الشباب من قبل تنظيم الإخوان والجماعات الإرهابية، موضحة أن السبب في ذلك هو انتشار الجهل وأنصاف المتعلمين والفراغ الفكري والأمية الثقافية.
وشددت أستاذ علم الاجتماع على أن عاملاً آخر يسهل عمليات الاستقطاب وهو وجود نسبة بطالة وتهميش وفراغ فكري وعدم وجود دور اجتماعي نتيجة للفقر، موضحة أن محافظة الفيوم من أكبر المحافظات التي تعاني من الفقر، بالإضافة إلى استقطاب الشباب بالرغبات المالية والعقدية.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©