الإثنين 6 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

خطوة تزيح الهم وتريح النفس.. هل تبوح بأسرارك؟

خطوة تزيح الهم وتريح النفس.. هل تبوح بأسرارك؟
23 أغسطس 2019 02:03

أشرف جمعة (أبوظبي)

كشفت دراسة أجرتها جامعة كولومبيا الأميركية، دراسة شملت أكثر من ألف شخص من 29 دولة، للتعرف على تأثير الاحتفاظ بالأسرار في صحة أفراد المجتمع وخلصت الدراسة إلى أن تركيز الشخص نفسه على أسراره الشخصية يؤثر سلبا على صحته، وأن الأشخاص الذين يميلون إلى الكتمان أكثر عرضة للمشكلات الصحية، ومن ثم تعكير صفو النفس وعدم اعتدال المزاج، وطرحت سؤلاً أيهما يشعرك بالراحة أكثر كتمان سرك أم البوح به؟ في إشارة إلى أن كتمان الأسرار في داخل النفس الإنسانية، قد يضر بها، والبوح نوع من التفريغ الداخلي والإفضاء الذي يزيح الهم، وخطوة أكثر أماناً لراحة الإنسان، وتجنب أسر القلق وربما المرض.
وتقول الدكتورة أمينة الماجد استشارية أسرية: تكتنز الطبيعة البشرية بالكثير من الأسرار، وهو ما يجعل العديد من الناس يعيشون عالماً خاصاً، ممتلئاً بالهموم والشعور بالكآبة، وأنه على الرغم من عدم احتمال الكثير من أفراد المجتمع لأسرارهم، لذا من الأفضل أن يكون هناك متنفس، لأن البوح جزء من العلاج وأنه إذ ما استطاع المرء أن يبوح إلى صديق يثق فيه، فإن ذلك من دواعي الفرج والشعور بأن هناك من هو جدير بأن يبوح إليه الإنسان بسره، لافتة إلى أنه ليس بالضرورة أن تفشي كل الأسرار، لكن هناك بعض الأشياء التي تحتاج إلى مشورة ورأي.

تخفيف الضغوط
وترى الماجد أنه من ضمن الأسباب، التي تجعل العديد من أفراد المجتمع لا يبوحون ببعض أسرارهم، عدم ثقتهم في الآخرين، وخشية إلا يظل السر سراً، وأن هؤلاء الأشخاص، الأكثر معاناة لما يكتمون في صدورهم، ولذا من الممكن لمن يشعر بالعناء أن يتوجه إلى أحد مكاتب الاستشارات النفسية التي بوسعها أن تخفف الضغوط.
ويشعر سليمان إبراهيم 45 عاماً «موظف» بالراحة أكثر عندما يفضي ببعض أسراره إلى أحد أصدقاء العمر، الذي يرى فيه العقل الراجح والرأي السديد، فهو الوحيد من وجهة نظره الذي يستطيع أن يبوح له بما في نفسه، موضحاً أنه مر بإحدى المشكلات، التي كادت تؤدي إلى انهيار الحياة الزوجية، لكنه خرج من هذه الأزمة بفضل البوح، والاستماع إلى النصائح الصائبة، والعمل على ضوئها.

رأي ومشورة
وتعيش شيماء مصطفى 54 عاماً على حافة القلق، حيث عانت كثيراً من اضطرابات النوم بسبب احتفاظها بأسرارها وعدم قدرتها على البوح بها، خاصة أنها لا تثق في أحد وأنها لا تزال تصر على موقفها، مؤكدة أنها غير مرتاحة لهذه الطريقة التي تتعامل بها مع أسرارها، ورغم شعورها بالأمان حين تتصرف بهذا الشكل لكنها ليست في حالة من السعادة، وعلى الرغم من أنها على يقين بأن البوح جزء من راحتها النفسية لكنها لا تستطيع الإقدام على ذلك وأنها ستظل هكذا إلى أن تعثر على من تشعر بأنها أهل للرأي والمشورة.

أسرار لا تقال
ويورد خالد ناصر 33 عاماً أنه عادة ما يفكر جيداً قبل الحديث عن أسراره، خاصة أن هناك أسراراً لا تقال، فيفضل كتمانها مهما كلفه الأمر، مشيراً إلى أنه من الممكن أن يتحدث عنها إلى أحد الأصدقاء، بعد أن يتخير من يملك الرجولة الحقة، فيفضي إليه بسره ويتحدث إليه بحثاً عن حل للمشكلة، التي تؤرقه، وبهذه الطريقة يخرج من المآزق التي تضعه الحياة فيها، ولفت إلى أنه من هؤلاء الذين يرون في البوح النجاة من الضيق والألم والاكتئاب رغم أنه على يقين بأن ليس كل الناس لديها هذه الطبيعة، وذلك بسبب الخوف من المجهول، فقد يبوح المرء بسر ويكتشف أنه أصبح معروفاً للآخرين.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©