الجمعة 17 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

من 1969 إلى 2019.. 50 عاماً ترسم إثارة البحر

من 1969 إلى 2019.. 50 عاماً ترسم إثارة البحر
26 سبتمبر 2019 00:03

مصطفى الديب (أبوظبي)

للبحر تاريخ وأمجاد ولتراثه عشاق من الأجداد إلى الأحفاد، هم من صنعوا أمجاده وسطروا تاريخه وبنوا كيانه، حتى طفا بشعار الفخر على سطح الماء. أساسه متغلغل في النفوس وحبه ساكن القلوب، حتى وضح على الوجوه، ولأنها أرض زايد الخير كان أول من شعر بهم هو من عرف أن تراثهم هو تراث وطن يجب أن ينهض مع البنيان، ويصبح ذا أساس وكيان. قبل خمسين عاماً من الآن وتحديداً في عام 1969، انطلقت سباقات الشراع البحري بتوجيهات من المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان «طيب الله ثراه»، من هنا من أبوظبي عاصمة التراث، وتحديداً من جزيرة السعديات وحتى «خور بغال» النادي السياحي حالياً، حيث كانت منصة التتويج.

كان زايد حاضراً بقلبه قبل جسده، أراد أن يبعث برسالة للبحارة في المحامل، من يحرك بالشراع ومن يمسك الدقل بيد ومن يضع الدستور في القلب، وذاك الذي يشد الحبال، من يميلون مع التيار وأولئك الجالسون في مقدمة المسار، ذاك النوخذة قائد المحمل من يفكر دوماً في سرعة السير ليسبق هؤلاء الذين بجواره إلى نفس المسار.
أراد المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان (طيب الله ثراه) أن يقول لهم نحن معكم من أجل تراثنا وتاريخنا من أجل آبائنا وأجدادنا، ومن أجل مستقبل أبنائنا وبعدهم أحفادنا، تابع بشغف مسار السباق، وقف بنفسه على المنصة هنأ الأبطال، وسلم على كل المشاركين من الرجال والشباب الصغار ليزرع فيهم حب البحر وسباقاته. هذا المشهد الذي نقله سعيد سالم الرميثي أحد المشاركين في السباق الأول، وأحد المؤسسين للرعيل الأول لسباقات التراث البحري.
تحدث الرميثي بشغف وكأنه يرى السباق أمامه حالياً، قائلاً: «أيام جميلة وسباقات مثيرة، ليت الشباب يعود يوماً، تجاوز عمري الخمسة والستين عاماً، لكنني عدت شباباً بمجرد أن أتحدث عن عشقي، البحر وسباقاته عن المحمل وصولاته وجولاته، عن ذلك الشراع الذي يميل مع التيار، وذاك البحار الذي يصارع الأمواج ويتحدى الصعاب عشقاً في المركز الأول.
ويضيف الرميثي: «السباق كان من دون فئات محددة، حيث لم توجد وقتها فئات مثل 43 قدماً و60 قدماً أو 22 قدماً والبوانيش، مشيراً إلى أن معظم المشاركين كانوا يتسابقون بالبوانيش الخشبية التي تعد الأقدم بين كل هذه الفئات». وشدد على أن السباق كان من جزيرة السعديات حتى منصة التتويج، التي كانت في النادي السياحي القديم بجوار أبوظبي مول وفندق ميرديان حالياً، وكان المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، حاضراً ومتابعاً للسباق من البداية وحتى النهاية، حيث كان السباق فكرته، وأراد أن يجمع به أهل البحر في حدث واحد.
وأكد الرميثي أن البحر وسباقاته هي حياته وعشقه الأبدي، مشيراً إلى أنه لا يزال يشارك حتى الآن في السباقات، ولديه محامل ولكنه لا يقود بنفسه، وشدد على أن السباقات البحرية انطلقت من أبوظبي، ثم انتشرت بعدها في باقي الإمارات وعلى رأسها دبي، مؤكداً أن الجميع ظل يشارك من دون فئات، والسباقات كانت مفتوحة للكل لمدة طويلة، حتى بدأت التقسيمات تقريباً بعد عشر سنوات على بداية السباقات البحرية، وتحديداً في عام 1979، وكانت البداية مع فئة 43 قدماً التي ظلت هي المسيطرة لفترة طويلة، والجميع كان يتسابق فيها فقط، حتى دخلت بعدها بفترة، ربما تزيد على السنوات الخمس، فئة الـ 60 قدماً.
وعبر سعيد سالم الرميثي عن سعادته البالغة بالطفرة الكبيرة التي وصلت إليها السباقات البحرية، مؤكداً أن دعم القيادة الرشيدة هو السبب الرئيسي وراء هذه الطفرة، وأن سباق مهرجان دلما التاريخي أصبح أهم علامة مميزة للبحر، والجميع يفتخر به وبالمشاركة فيه، كونه الأكبر والأطول على مستوى العالم.

أحمد الرميثي: فخورون بالرعيل الأول
قال أحمد ثاني مرشد الرميثي، رئيس مجلس إدارة نادي أبوظبي للرياضات الشراعية واليخوت، إن الجميع فخور بالرعيل الأول الذي شارك وأسس السباقات التراثية البحرية، مؤكداً أن المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، هو من وجه بإقامة هذه السباقات، والفضل يعود إليه في الحفاظ على هذا الإرث وعشق تراث الآباء والأجداد. وتابع: «نحن في نادي أبوظبي للرياضات الشراعية واليخوت، نهدف دائماً إلى نشر الثقافة التراثية البحرية بين الشباب، كما نسعى إلى تعزيز روح التواصل بين الأجيال القديمة والشباب، باعتباره أفضل وسيلة للحفاظ على التراث البحري. وأشار إلى أن القيادة الرشيدة تدعم التراث البحري بكل قوة، ولولا هذا الدعم لما كان هذا الزخم الذي تتميز به السباقات، ولما كان الإقبال الكبير على المشاركة والذي يصل إلى الآلاف في سباقات كثيرة.

ماجد المهيري: تجسيد الحلم
قال ماجد عتيق المهيري، المدير التنفيذي لنادي أبوظبي للرياضات الشراعية واليخوت، إن والده كان ضمن المشاركين في السباق البحري الأول عام 1969، وتحدث معه كثيراً عن تفاصيل كثيرة في هذا السباق، وكيف كان المسار وكيف كانت المحامل نفسها من دون أرقام ولا حتى فئات؟ مشيراً إلى أن سعادة الجيل الأول بهذا السباق لا توصف، لاسيما وأن الجميع وجد ضالته، ووجد حلمه يتجسد حقيقة في هذا السباق. وشدد على أنه نفسه تعلم الكثير من خبرة الجيل الأول، ومن حكمتهم، سواء في الحياة بشكل عام أو في السباقات البحرية بشكل خاص.

قائمة الشرف
سالم الرميثي
محمد بن راشد الرميثي
علي بن أحمد الرميثي
محمد بن عتيق الفلاسي
محمد أحمد بن ديلان المزروعي
عتيق المهيري
محمد بن ظاعن المهيري،
راشد جمعة بن خادم المهيري،
خميس بن راشد بن علي الرميثي
صباح بن محمد بن كداش الرميثي
خليلي بن مطر المنصوري
سعيد بن أحمد الملوتي الرميثي

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©