السبت 18 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

«منافاة العقل» و«في انتظار جودو» و«مدن الرماد» عروض تثري التنوع في مساحة الإبداع

«منافاة العقل» و«في انتظار جودو» و«مدن الرماد» عروض تثري التنوع في مساحة الإبداع
30 سبتمبر 2019 03:04

السيد حسن (كلباء)

قدم مهرجان كلباء للمسرحيات القصيرة في يومه الثالث، ثلاثة عروض مسرحية جميعها مأخوذة عن نصوص عالمية، الأول بعنوان «شيءٌ ما يتكتك هنا» عن نص «منافاة العقل» للكاتب المجري هوباي ميكلوس وإخراج أحمد عبدالله الظنحاني، و«في انتظار جودو» عن نص الكاتب الإيرلندي الشهير صموئيل بكيت وإخراج راشد دحنون، و«مدن الرماد» عن نص الكاتب البريطاني هارولد بنتر وإخراج يوسف محمد القصاب.
وقال فيصل جواد المدير التنفيذي لهيئة الفجيرة للثقافة والإعلام في الندوة التطبيقية لعرض «شيء ما يتكتك هنا»: «هو نص كلاسيكي صرف، ينضم لقائمة عروض العبث المسرحية، كما هي أعمال صموئيل بكيت ويوجين يونسكو وغيرها».
وأضاف جواد: الجديد اليوم هو تناول المخرج الإماراتي أحمد عبدالله راشد الظنحاني لفريق العمل، وقد وقع في فخ الكلاسيكية النمطية في الأداء، وبدا هذا الأداء متسماً بالأداء البحثي الأكاديمي البحت، وهذه بالقطع وإن كانت ميزة فإنها تؤخذ عليه في ذات الوقت.

الإرهاب الأسود
وتناول عرض «شيءٌ ما يتكتك هنا» خبراً عن وجود قنبلة ستنفجر في الفضاء أو الاستديو، وبدأت الأحداث والمواقف تتفق وتتباين، تصرخ وتفكر، تركض وتركن، فلم يعد هناك وقت للتفكير والموت قادم بعد دقائق أو ربما ثوانٍ قليلة.
العرض من تمثيل عبدالله الخديم مدير الخشبة في العرض، وخالد الضنحاني الملك لير، وأسامة المراشدة مساعد المخرج، وحمادة المحيل رجل الإطفاء، وحمد الظنحاني رجل الإطفاء.
نجح المخرج أحمد عبدالله الظنحاني في خلق سينوغرافيا معبرة على خشبة المسرح وقد وضع إكسسواراً غاية في البساطة عبارة عن منضدة وكرسي وأجهزة إضاءة وبعض من أجهزة الكشف عن القنابل، وقد وظفها ببراعة، بينما كانت الإضاءة إلى حدٍّ ما بسيطة.

جودو للمرة الثانية
وقدم مهرجان كلباء للمسرحيات القصيرة عرضه الثاني بعنوان «في انتظار جودو» عن نص صموئيل بكيت ومن إخراج راشد دحنون ومن تمثيل هاكوب عيد بدور ديدي، وراشد دحنون بدور غاغو. وسبق وأن قدم المخرج جاسم سامي غريب ذات النص في العرض المسرحي الذي قدمه المهرجان في يومه الثاني ولكن برؤية مغايرة بعض الشيء، وإن اتفقا شكلاً ومضموناً في عبثية نص بيكيت.
وتمكن المخرج في هذا العرض من تجسيد فكرة النص في شخصين فقط، بينما استخدم جاسم غريب أكثر من خمسة أشخاص في عرضه «في انتظار جودو» وقد أثرى هذا التنوع مساحة الإبداع في النصين لدى المخرجين جاسم ودحنون.

مدن الرماد
وقدم المهرجان في يومه الثالث عرضه الأخير بعنوان «مدن الرماد» عن نص «من رماد لرماد» للكاتب الإنجليزي هارولد بنتر، ومن إخراج يوسف محمد القصاب، وتمثيل خميس اليماحي بدور المجهول، وعبدالعزيز البلوشي في دور الأب والشقيق والزوج، ونور الصباح بدور ربيكا الزوجة، وأسيل زين العابدين بدور ربيكا الشقيقة، ورنيم محمد ربيكا الطفلة، وشيرين أمير جمال بدور ربيكا الأم، وناصر غابش بدور سيد.
وهذه هي المرة الثانية التي يعرض فيها عرض مسرحي مأخوذ عن نص للكاتب الإنجليزي هارولد بنتر، وكان الأول نص «منظر طبيعي» من إخراج خالد الفقاعي وتم عرضه في اليوم الأول للمهرجان.
وتنحصر جميع عروض بنتر العبثية بين المرأة والرجل في كثير من مقاطع تلك النصوص، وقد وظف المرأة هنا في هذا العمل من خلال استدعاء ذاكرة امرأة عانت كثيراً من ويلات الحروب، من التهجير والتعذيب والاغتصاب بأبشع صوره، وعلى المشاهد أن لا يقع في فخ ما يقال على لسان الزوج أو الزوجة، فما يقال ربما ليس مقصوداً وإنما المقصود شيء آخر تماماً، فحديث المرأة في الماضي من المؤكد عند بنتر أنها تقصد الماضي والحاضر والمستقبل في آن واحد وفي رمزية شديدة التعقيد.
وما يمكن قوله في عرض «مدن من رماد» أن المخرج كان متفوقاً في إبداعه على نفسه، وأن مراده من النص قد وصل للجمهور بكل ما أتيح له من إمكانات على خشبة المسرح.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©