الثلاثاء 28 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

تصميم بيئة العمل بأناقة يقود إلى التميز المؤسسي

تصميم بيئة العمل بأناقة يقود إلى التميز المؤسسي
25 يونيو 2011 20:25
تمثل بيئة العمل المحك الأساسي نحو تحقيق عوائد إنتاجية عالية، فهي المكان الذي يقضي فيه الموظفون وقتهم ليصبوا جهودهم وتفكيرهم نحو النجاح، والاهتمام بديكوراته وإكسسواراته تعني الخروج من نمط العقار التقليدي إلى أجواء تتميز بالمرونة والقدرة على تعزيز أداء الموظفين وإيجاد بيئة عمل متميزة. حول مدى انعكاس بيئة العمل وطبيعته على أداء الموظفين، تطلعنا هلا التركي استشارية تصميم الديكور على العديد من النقاط المهمة في هذا المجال. تقول هلا: بات عدد كبير من المؤسسات يدرك تأثير جمال مكان العمل في تسريع وتيرة التغيير الإيجابي داخل المؤسسة عبر تحسين أداء وزيادة إنتاج الموظفين، وشهدنا مؤخراً لجوء مؤسسات القطاع العام إلى تبني المناهج الحديثة في مجال الإدارة مثل تسهيل وتبسيط الإجراءات وتعديل السياسات وإعادة هيكلة مؤسساتهم وإدخال أنظمة تقنية المعلومات بهدف دفع ودعم عملية التحويل والتغيير. دراسة ميدانية وتتابع هلا: كشفت دراسة مهمة صدرت مؤخراً عن شركة غنسلر - الشركة المتخصصة في الهندسة المعمارية والتصميم - أن التصميم السيئ لمواقع العمل يكبد الشركات الأميركية خسائر بقيمة 330 مليار دولار نتيجة انخفاض مستويات الإنتاجية سنوياً. ولفتت هذه الأرقام المقلقة اهتمام الشركات إلى ضرورة تجاوز تصوراتها حول بيئة العمل، حيث تتجاوز هذه البيئة بكثير مفهوم العقار التقليدي أو المكان العادي الذي يعمل فيه موظفوها. كما ساهمت هذه الأرقام في رفع مستوى إدراك الشركات للدور الإيجابي الكبير الذي تلعبه مواقع العمل ذات التصميم في تعزيز أداء الموظفين، حيث تعد هذه التصاميم من المبادرات المؤسسية الاستراتيجية التي تعزز من تميز الموظفين وتنفيذ المهام المؤسسية. تأثير المباني وتضيف التركي قائلة: تعتبر المباني في واقع الأمر أكبر دافع للموظفين للقيام بأعمالهم بالصورة المطلوبة، كما تثبت أنها أكثر حوافز التغيير تأثيراً عند تنفيذها وتوظيفيها بشكل فعال. وقد يكون وضع تصميم لمبنى جديد مثابة سبب مقنع للمؤسسة كي تضع أهدافاً جديدة والسعي لتحقيقها، وهذا يتطلب أكثر من مجرد الانتقال إلى مبنى جديد أو تجديد المبنى القديم. فالأمر يتطلب برنامجاً استراتيجياً يتم فيه نظم كل عنصر من عناصر البناء والتصميم الجديد مع الهدف الاستراتيجي للمؤسسة؛ لذا ولتحقيق أكبر أثر ممكن فإن عملية وضع خطط وبرامج إنشائية لا بد لها أن تسير بالتزامن مع جهود التخطيط الاستراتيجي لأي مؤسسة. ومن أهم الأهداف التي يحققها إعادة تصميم مؤسسات العمل تحسين الإنتاج، وتخفيف كثافة وتزاحم العاملين، رفع الروح المعنوية في محيطهم، جذب القوى العاملة، والاستفادة المثلى من الموظفين، وتخفيض نسبة الغياب، وتواصل واتصال أفضل بين العاملين مع العملاء، والحد من أضرار البيئة وتقليص حجم النفايات والمهدورات. الغرض من البناء وتشير التركي إلى أنه عادة ما يجري تشييد كل بناء لغرضٍ معين، حيث يجب أن تدور اعتبارات التصميم الأساسية حول هذا الغرض. كما يتوجب علينا التساؤل حول كيفية تحقيق النتيجة التي نرغب بها والدور الذي يمكن أن يلعبه البناء في دعم وتسهيل وتمكين هذا الغرض. وإذا ما أردنا أن يحقق البناء الغرض المطلوب، فمن الواجب علينا تحديد جوانب التصميم التي لا بد أن تكون جزءاً لا يتجزأ من هذا البناء، إذ يتوجب علينا توفير هذه العناصر والشروط في تصميم المبنى الذي نرغب بإنشائه. ومن خلال تطبيق الإدارة السليمة للبرامج والمشاريع، سيكون في مقدورنا ضمان سير مبادرات التصميم بما يتناسب مع الطموحات والمهام الاستراتيجية التي نسعى لتحقيقها. تفاصيل صغيرة تجد هلا التركي أن لكل جانب من جوانب التصميم تأثير على بيئة العمل، فتقول: على سبيل المثال، يخفض اتجاه البناء نحو أشعة الشمس والرياح السائدة من التأثير السلبي على بيئة العمل. دور الأثاث ويزيد كفاءة استخدام المبنى عند تخفيض عدد الممرات وزيادة المناطق المخصصة للعمل لتتضمن جميع المناطق التي تستطيع تنفيذ أعمالك الأساسية فيها. وفي نهاية المطاف، يتوجب علينا إيجاد التوازن المطلوب بين رأس المال والتكاليف التشغيلية. وحول دور الأثاث في خلق بيئة عمل مريحة تؤكد التركي قائلة: هذا يعد عنصر مهماً، حيث يبذل الناس جهوداً كبيرة لتجاوز المعوقات والعقبات التي تواجههم في المواقع التي يعملون فيها. ويعود السبب في بذل تلك الجهود إلى الطريقة التي تم وضع الأثاث بها في المكان المخصص للعمل. وتجدر الإشارة إلى أن هذا الأمر يرتبط بصورةٍ كبيرة بالجانب الثقافي الذي تتمتع به الدائرة أو الشركة التي يعمل فيها الموظف. وعلى سبيل المثال، تفضل الدول الغربية الأماكن المفتوحة والتفاعلية، حيث تعتمد الشركات على المناطق المفتوحة المشمسة التي تتميز بجاذبيتها وتنوع تصاميم الأثاث الموجودة فيها، الأمر الذي يعزز من التفاعل السلس بين الموظفين ويوفر مناطق مخصصة لتجاذب أطراف الحديث وعقد ورش العمل واللقاءات. تأثير الإنارة تضيف التركي: كما تلعب الإنارة، وبشكلٍ خاص الإنارة الطبيعية، دوراً كبيراً في توفير بيئة العمل المريحة، حيث تشير الدراسات إلى أن موظفي المكاتب الذين يجلسون بالقرب من النافذة يتميزون بإنتاجية أعلى، فضلاً عن تمتعهم بمستويات أفضل من الرضا بفضل الإنارة الطبيعية التي تدخل إلى مكاتبهم عبر النافذة. كما أن هناك فوائد متعددة للإنارة الطبيعية، حيث أكدت دراسة نشرها المختبر الوطني الأميركي للطاقة المتجددة، المختبر التابع لوزارة الطاقة الأميركية، أن ضوء النهار أو الإنارة الطبيعية يترافق مع “مستويات أعلى من الإنتاجية، وانخفاض في نسبة غياب الموظفين، وانخفاض عدد الأخطاء في نتائج العمل، فضلاً عن تمتع الموظفين بوجهات نظرٍ إيجابية وبمستويات أقل من التعب وإجهاد العين”. وكشفت الدراسة التي أجراها باتشنر أن جودة الإنارة تلعب دوراً مهماً في إنتاجية الموظف، فقد أثبتت أن الموظفين العاملين في ظروف إنارة ذات جودة عالية ينفذون أعمالهم بشكلٍ أسرع وبعدد أقل من الأخطاء مقارنةً مع نظرائهم الذين يعانون من الإنارة ذات الجودة المنخفضة. أهمية الألوان تعتبر التركي الألوان جزءاً أساسياً في منهجية التصميم، حيث يجب أن تحاكي أجواء العمل ولعب درو إيجابي في إبراز صورة المكاتب باعتبارها الرسول الأول في الصورة المرئية لأي بيئة عمل. أما بالنسبة للألوان التي تساهم في بناء تلك الصورة، فتتصدر الألوان الفاتحة قائمة معظم مصممي الديكور، وبالطبع مع صبغة خفيفة من الألوان الفرحة مثل الأخضر والأصفر والأحمر أو الأزرق والتي يحكم استخدامها تبعاً لبيئة العمل ومجال نشاطها وتساهم الألوان المفعمة بالحيوية في تنشيط الموظفين، في الوقت الذي ترفع فيه الألوان الزاهية من مستويات راحتهم.
المصدر: دبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©