الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

سيرة ملونة لمعاناة الإنسان والمرأة والوطن

سيرة ملونة لمعاناة الإنسان والمرأة والوطن
21 أكتوبر 2018 02:26

غالية خوجة (دبي)

دبي مدينة المستقبل، تحتفي بانفتاحها على العالم، بمختلف حضوراته الإيجابية، وضمن هذه المنهجية القائمة على الأبعاد الإنسانية، نشاهد كيف أصبحت دبي متحفاً ثقافياً إبداعياً يستوعب الاختلافات المفيدة والمتفاعلة حضارياً.
وضمن إيقاعات دبي المتسارعة، يأتي معرض مسارات وآثار الفن الأفريقي المعاصر، المقام في غاليري طبري آرت سبايس Tabari Artspace، المركز المالي العالمي بدبي، قرية البوابة، المستمر لغاية (10) نوفمبر القادم، مسلطاً الضوء على المشهد الفني الأفريقي المعاصر، بالتعاون مع مؤسسة آرت هاوس Arthouse، وهي مبادرة نيجيرية معروفة بدعم المواهب الإبداعية المحلية من خلال برامج الإقامة الدولية.
تضمن المعرض مشاركة (3) فنانين من الجيل الجديد، هم الفنانة ننجي أوميوكو Nengi Omuku، والفنانة الإعلامية تينا أديبول Tyna Adebowale، والفنان البصري متعدد الوسائط تيري أوسو Thierry Oussou.
وتبدو الأعمال خارجة عن تقليدية روايات الرمل الذابلة، لتدخل في عالم الحداثة، لكن من خلال سرد قضايا أفريقية أساسية إنسانية قديمة ومعاصرة، تتمحور حول عذابات وأحلام وطموحات المرأة، وحول معاناة الوطن المجسدة من خلال معاناة الشخوص والخطوط والألوان، وهذا ما نلاحظه في أعمال تيري أوسو المشيرة بقوة إلى الآثار المنهوبة من أفريقيا، بطريقة مفاهيمية تجريبية فانتازية، محورها الإنسان الذي يبدو وجهاً متجولاً في اللوحات، مستذكراً آثاره الماضية، من خلال لحظة تبدو مثل «المومياء»، إلاّ أنها تعود إلى الزمن الحياتي من خلال العناصر الأخرى المفككة بين الحب والأرض والحياة.
بينما توحي أعمال ننجي أوموكو بحيوية نابضة، تنتهج التفكيكية بطريقة «الكولاج» كي لا يظل الجسد معياراً، بل رمزاً لدلالات إنسانية كبرى، تتحرك مفرداتها بين الكتلة والفراغ لتخرج من تدرجات اللون الأحمر الحاد إلى هوامش الضوء المطلة على الطبيعة والذات والآخر، وتعبر من بوابات المعاناة بألوان حادة متمردة، تتحول إلى نصوص لونية وحكايات من الآلام والتحديات، ثم لتدخل في تحولات الروح المضاءة بشعاع أصفر وأبيض برمزية موحية بالتفاؤل رغم جميع ملامح الحزن.
وتعكس أعمال تينا أديبول ما يجول في الأعماق متحركاً بين الخيوط البيضاء والسوداء بطريقة دائرية وإهليلجية متداخلة، تترك نقاطها مع ديناميتها رسومات مختلفة، تبعاً للدلالات التي يبصرها المتلقي، لتجتمع برمزيتها وعناصرها بهيئات وملامح إنسانية متنوعة، منها وجه إنساني متأمل، يرفض القيود، ويطارد آثار حلمه الأبيض المشتت كمراكز لونية متوزعة في اللوحة، توزعاً يشبه شريط المورثات (DNA)، تجمعها الناصية بنقطة حمراء كأنها انعتاق مع أول شعاع لشمس فجر جديد.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©