السبت 18 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

"كابوس" يأكل ميزانية الأسرة

"كابوس" يأكل ميزانية الأسرة
11 ديسمبر 2019 01:48

دبي (الاتحاد)

بصيص الأمل الذي يتمسك به أولياء الأمور في الوطن العربي لجعل أبنائهم نجوماً في الملاعب، جعلهم عرضة للوقوع في فخ «أكاديميات البيزنس» المنتشرة في ربوع الوطن العربي والتي تحولت إلى تجارة رائجة ومشروع رابح، نظراً لما تجنيه هذه الأكاديميات من أموال طائلة، بسبب الإقبال الكبير من الأطفال الصغار الذين يحملون عائلاتهم فوق طاقاتهم، بحثاً عن الحلم الضائع.

لنا أن نتصور أن أكاديمية ريال مدريد في مصر تطلب 5 آلاف جنيه لقبول الطفل في الأكاديمية، ثم ألف جنيه شهرياً، وهي نسبة عالية، خاصة إذا كان دخل الفرد في مصر يتراوح ما بين 3 إلى 4 آلاف جنيه وربما أقل، أي أن طفلاً واحداً يستهلك أكثر من ثلث دخل الأسرة، وربما نصف الميزانية، لأنه خلاف الاشتراك هناك مصاريف أخرى، منها الانتقالات والمصروف الخاص وغيرها، وتبدأ أسعار الأكاديميات الشعبية من 400 جنيه شهرياً، وترتفع في الأكاديميات العالمية إلى ألفي جنيه شهرياً. وتزداد الأزمة في محافظات مصر مع تراجع الدخل، في ظل ارتفاع نسبة الفقر إلى أكثر من 32% من سكان مصر، طبقاً لما أعلن عنه الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء المصري.
وفي الإمارات رغم ارتفاع دخل الفرد، فإن أسعار الأكاديميات الخاصة مرتفعة أيضاً، في ظل رغبة أولياء الأمور بوضع أطفالهم في أكاديميات متخصصة وتحت إشراف مدربين، وأسماء لامعة، وتطبق الأكاديميات الخاصة نظام الأسبوع مثلما يحدث في أوروبا، وعلى سبيل المثال اشتراك أكاديمية أرسنال الإنجليزي حوالي 4000 درهم في 12 أسبوعاً، وريال مدريد 1250 درهماً في 4 أسابيع، وبرشلونة 6500 درهم، ويوفنتوس أكثر من 8 آلاف درهم سنوياً، ومانشستر سيتي 3750 درهماً شهرياً، فيما تسجل أكاديمية إسبانيول بعجمان 600 درهم شهرياً، وقد تزيد هذه الأسعار أو تقل، بناء على عدد الأسابيع وعدد الحصص التدريبية في كل أسبوع.
ولا يبتعد المغرب العربي في تونس والجزائر والمغرب عن نفس دائرة الأسماء الكبيرة التي تحملها الأكاديميات الخاصة، والاستعانة بنجوم المغرب السابقين، ليكونوا سفراء لهذه الأكاديميات، مثل عزيز بو دربالة نجم المغرب السابق سفير أكاديمية الإنتر في المغرب، بجانب أكاديميات أخرى، منها أكاديمية أرسنال الإنجليزي، وأكاديمية باريس سان جيرمان، ثم أكاديمية محمد السادس، ناهيك عن الأكاديميات الأخرى، على سبيل المثال لا الحصر، النادي الخاص بالدار البيضاء آنفاً سوكر يوث أكاديمي الذي فتح أبوابه سنة 2009 وإتوال فوتبول أكاديمي، ومازاكافوت بالجديدة، والاتحاد الرياضي حسنية أغادير، ونادي المغرب التطواني.
وحال دول المغرب العربي نفس ما نراه في دول العراق والأردن ولبنان والسودان، فدائماً ما تتحول الأكاديميات إلى كابوس يبدد أحلام الفقراء بـ«قوت يومهم» في ظل أن هذه الأكاديميات لم يخرج من جنباتها لاعباً وصل للمستوى العالمي، أو لاعباً موهوباً من المواهب المنتشرة في شوارعنا العربية، لتقع العائلات ضحية في أكاديميات تتلاعب بالأسماء الكبيرة للأندية الأوروبية وتبدد ميزانياتهم.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©