السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

"تعزيز السلم": الإمارات دار التسامح والسلام

"تعزيز السلم": الإمارات دار التسامح والسلام
8 ديسمبر 2018 00:44

إبراهيم سليم (أبوظبي)

أكد المشاركون في مؤتمر «حلف الفضول: فرصة للسلم العالمي»، الذي ينظمه منتدى تعزيز السلم في المجتمعات المسلمة في ختام أعماله أن الإمارات فضاء الإنسانية ودار التسامح والسلام المستدام معربين عن فائق الشكر وجزيل الثناء لدولة الإمارات العربية المتحدة على كريم ضيافتها وحسن وفادتها، متوجهين بأسمى عبارات الامتنان إلى صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، وألبسه حلل العافية، وإلى صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، رئيس المجلس التنفيذي لإمارة أبوظبي، وإلى أصحاب السمو حكام الإمارات.
كما توجه المشاركون في هذا الملتقى إلى العلي القدير بالدعاء بالرحمة والمغفرة وعلو الدرجة والمنزلة للأب المؤسس الشيخ زايد وبدوام الأمن والأمان والرخاء والسعادة والإخاء والريادة في هذه الأرض الطيبة أرض الإمارات العربية المتحدة. وأوصى المشاركون في المؤتمر الذي ينظم تحت رعاية سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية والتعاون الدولي، وترأسه معالي الشيخ عبدالله بن بيه رئيس المنتدى ورئيس مجلس الإمارات للإفتاء، وبمشاركة 800 من العلماء والمفكرين، بإنشاء لجنة لإعداد ميثاق لحلف الفضول وأن تقترح النصوص التنظيمية المتعلقة بتكوينه طبقاً لقوانين دولة المقر، وإعداد «ميثاق حلف الفضول» الجديد، ووضع خارطة طريق لتحقيق أهدافه، في تشكيل جبهة عالمية من القادة الدينيين والعلماء والعقلاء، لصناعة ثقافة السلم وترسيخ قيم الفضيلة في المجتمع البشري.

حيث عقد المؤتمر
كما أوصى المؤتمر بالدعوة إلى المزيد من التفكير المشترك لوضع خارطة طريق وتقديم مبادرات علمية وميدانية، لتحقيق أهداف حلف الفضول الجديد، كما أوصى رواد حلف الفضول الجديد أن يرسخوا ويطوروا نموذج قوافل السلام ليصبح آلية للتعاون والتعايش وتقليداً يتم العمل على تعميمه والاستفادة منه، كما أوصى المؤتمر القيادات الدينية المشاركة بالعمل على إشراك كافة العناصر الفعالة في المجتمع وخصوصاً فئتي النساء والشباب لما لهم من تأثير كبير على نجاح هذا النوع من المبادرات، كما دعا إلى إدراج القيم المشتركة بين العائلة الإبراهيمية في مناهج التربية والتعليم على المستوى العالمي والتعاون مع المؤسسات الدولية ذات الاختصاص كمكتب الأمم المتحدة للتعليم ومنظمة اليونيسكو، كما دعا الإعلام ليكون شريكاً فعّالاً في هذا الحلف من خلال التعريف وتسليط الضوء على النماذج الإيجابية والقصص الملهمة التي تساهم في نشر قيم السلم والتعايش بين الناس.

عبدالله بن بيه ومحمد مطر الكعبي يكرمان مفتي مصر شوقي علام

البيان الختامي
وجاء في البيان الختامي الذي ألقاه الدكتور محمد مطر الكعبي رئيس الهيئة العامة للأوقاف والشؤون الإسلامية الأمين العام لمنتدى تعزيز السلم: انطلاقاً من قول الله عز وجل «وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان» وتيمّناً بحلف الفضول الذي شهده نبي الإسلام عليه الصلاة والسلام قبل بعثته، وأثنى عليه بعدها، وأبدى استعداده للمشاركة في مثله- مع أن رواده لم يكونوا مسلمين- لكونه حلفاً قائماً على مكارم الأخلاق والقيم الإنسانية المشتركة بغض النظر عن أي معتقد ديني أو انتماء قبلي.
وتابع البيان: بيّن علماء الشريعة في هذا الملتقى مشروعية الأحلاف والمعاهدات في الإسلام، وإلزاميتها ومقاصدها والحاجة الماسة إلى ترسيخها وحمايتها، ومراعاة تطورها في صيغتها الوطنية -أي عقود المواطنة الحديثة- والدولية، وموجبات الحاجة إلى حلف فضول جديد، بالنظر إلى الأوضاع العالمية الراهنة والمخاطر الواقعة والمتوقعة، الناجمة عن سيرورات النموذج الحضاري المعاصر. كما تطرق المؤتمرون في 12 جلسة و5 من ورش العمل إلى دور الأديان في معالجة الأزمات الإنسانية الراهنة وتعزيز السلم الأهلي وروح المواطنة والتعايش والتضامن والأمن في العالم. مشددين على مكانة المرأة والإعلام في خدمة هذه الأدوار والقيم النبيلة.

توظيف الكراهية
وعقدت أمس خمس ورش لعرض تجارب بعض المؤسسات في نشر ثقافة السلام، وإطعام الطعام، حسبما يرمي الملتقى من وراء تشكيل حلف الفضول العالمي بين الأديان، وترأست الورشة الأولى البارونة بولا الدين عضو مجلس اللوردات البريطاني.
وقال الدكتور فيصل بن عبد الرحمن بن معمر الأمين العام لمركز الملك عبدالله بن عبد العزيز العالمي للحوار بين أتباع الأديان، إن الحوار بين أتباع الديانات والثقافات هو الطريق لتجاوز كل العقبات. ولكن علينا أن نتساءل كيف يمكن لنا التأكد من قدرتنا أو قدرة المختلفين على الحوار؟ كيف يمكن منع الجاهلين من توظيف الكراهية؟ كيف يمكن لنا الهروب من سجن التطرف؟
ودعا القادة الدينيين إلى إقناع أتباعهم للتغلب على اليأس والانغلاق، ويتعين أن تكون جميع أعمالنا بالتشاور والنقاش، ومن ثم ننطلق على أرض الواقع لمواجهة مشكلات الكراهية. وعرض معمر بعض تجارب مركز الملك عبدالله بن عبد العزيز للحوار.

الحوار والتواصل
وترأس محمد سعيد النيادي المدير العام للهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف، الجلسة الثانية وتناولت موضوع نحو حلف فضول جديد – فرصة للسلم العالمي، تحدث فيها كل من كاثرين لور مديرة العلاقات بين الأديان في الكنيسة اللوثرية الانجيلية في الولايات المتحدة. فعرضت تجارب عدة مرت بها، إلا أنها نوهت بحقيقة فرحتها ورسوخ قناعتها بضرورة الحوار والتواصل مع الآخرين من مختلف الأديان، مشددة على ضرورة مواصلة هذا الجهد للوصول إلى التحالف المأمول أو المنشود من وراء هذا الملتقى، إذ لا خيارات أخرى أمامنا لوقف زحف الكراهية المستشرية في هذه المرحلة الصعبة من تاريخ البشرية.
بدوره الشيخ حمزة يوسف نائب رئيس منتدى تعزيز السلم في المجتمعات المسلمة، رئيس كلية الزيتونة، تحدث عن تجربة عايشها، تحكي قصة مطور أعمال مسلم اشترى قطعة أرض قائم عليها مبنى بصليب كبير، لتنفيذ بعض المشاريع، ولما علم سكان المنطقة، حاول بعضهم الاحتجاج، فكان رد القائمين على الأمور البلدية والدينية في المنطقة، أنه لا مجال للاعتراض، فبادرهم المطور بأنه سيبقي على الصليب كما هو، بل سيعمل على تزيينه، فما كان من المحتجين إلا الاعتذار. وهكذا تكون نتائج الحوار العقلاني والعمل بوحي القيم الدينية والأخلاقية. واستخلص أن الناس لو احتكمت للعقل لتفاهموا على كل ما يتعلق بشؤون دنياهم.
أما الدكتور روبيرت سيلرز رئيس برلمان الأديان العالمية- الولايات المتحدة، فقال: « أواصل من حيث انتهى الزملاء، لأنني لا أريد أن أكرر ما قالوه، مع التأكيد على كل ما قالوه، والتشديد على أن الحوار هو الأساس الصلب في العلاقات السليمة بين البشر، وأن تعليم قيم الفضيلة في المدارس يساهم في تكوين أجيال متسامحة. ويجب علينا أن نتعلم قبل أن يمضي الوقت؟ وأن نتعلم كيف نخاف من الشريرين، ونتعلم كيف نحب الآخرين. منوها بأن ذلك من أغنية في فيلم عن مضمون التسامح وأهمية استغلال قبل فوات الأوان، مؤكداً أننا مطالبون عندما نعود إلى أوطاننا بالتأمل للتوصل إلى أفضل وسيلة لتحقيق ذلك.

تكريم مفتي البوسنة الأسبق مصطفى سيرتش

الدور القيادي للمرأة
وترأس الدكتور عبد السلام داوود العبادي، أمين عام مجمع الفقه الإسلامي الدولي بجدة- المملكة العربية السعودية، ورشة « الهجرة والحماية والضيافة» وتحدث فيها كل من فضيلة مصطفى سيرتش عضو مجلس أمناء منتدى تعزيز السلم، مفتي البوسنة السابق، والدكتور نزهة الزبيري أستاذة الساميات المقارنة: اللغات والحضارات بجامعة ابن زهر المملكة المغربية، والدكتور ابراهيم مشروح مدير تحرير مجلة السلم، منتدى تعزيز السلم في المجتمعات المسلمة- المملكة المغربية، والدكتورة أمينة حتى مديرة مركز الحوار والعمل – باكستان.
في حين تناولت الورشة الرابعة موضوع «الدور القيادي للمرأة في بناء مجتمعات المواطنة الشاملة». وعقدت برئاسة نايرة حق المديرة التنفيذية لمؤسسة ابن سينا – الولايات المتحدة. وتحدث في هذه الجلسة الدكتورة منال عمر المديرة التنفيذية لمنظمة «عبر الخطوط الحمراء» –وإلواد إلمان مديرة برامج في مركز إلمان للسلام وحقوق الإنسان الصومال كندا، الدكتورة بيسا إسماعيل محاضرة بكلية الدراسات الإسلامية بريستينا- كوسوفو.
وتناولت خاتمة الورش موضوع «دور وسائل الإعلام في بناء السلام – إدارة الصراع والوقاية منه»، وعقدت برئاسة عزيزة نايت سي بها قناة فرنسا 24. وتحدث فيها كل من لاري روس رئيس مؤسسة لاري روس للاتصالات – الولايات المتحدة، والسيد وليام نيل مستشار التواصل الاستراتيجي- المملكة المتحدة.

تضامن عالمي
عرضت سيمونا كروسياني مسؤولة الشؤون السياسية لمكتب منع الإبادة الجماعية ومسؤولة الحماية في الأمم المتحدة – الأرجنتين، تجربتها الطويلة مع منظمة الأمم المتحدة، ومع مكتب الحماية منذ 2008، وقدمت كروسياني تعريفاً للتضامن العالمي، بأنه محاولة للتعاون ومساعدة جميع البشر من دون تمييز، لأن التضامن الاجتماعي حسب التعريفين العلماني أو الديني إنما هو يتعلق بالكرامة الإنسانية، وهو في الحالين يشكل قوة جامعة. مؤكدة أن الجميع معنيون بالأمر، وأن ذلك يتعلق بحس المسؤولية، لتحسين العلاقة بين البشر.

تجربة إنسانية
قالت كوش نيوانو رئيس مؤسسة ريشو كوزاي -كاي- اليابان رئيسة الطائفة «ريشو كوزاي» اليابانية، إن جدها هو مؤسس هذه الجمعية، وأنه بعد لقائه ببابا الفاتيكان شعر بالغضب من نفسه، عندما سأله البابا ماذا تقدمون من مساعدات للمحتاجين، فلذلك أسس منظمة «تحالف أديان من أجل السلام»، وأصدرنا وثيقة عام 1970 تنص بوضوح أننا نحن رجال وسيدات متدينون، نعترف بأننا خُنَّا قيمنا الدينية، وأن الدين لم يفشل في وقف الكراهية، وإنما نحن من فشل في ذلك. وأضافت: « سعينا إلى تشكيل «سفينة الشباب» من أبناء وأحفاد ضحايا الحرب العالمية الثانية، دون أن ننسى معاناتنا جراء القنبلتين الذريتين في هيروشيما وناكازاكي. ومع ذلك قمنا بزيارة الفلبين، وبخاصة منطقة الباتان، التي شهدت ما سميناها «تظاهرة الموت»، واكتشاف مدى الفظائع التي ارتكبها جنودنا في تلك المنطقة. وبعد عودتنا إلى اليابان رحنا نتحدث عما سمعناه وشاهدناه، فازداد عدد المشاركين في سفينة الشباب، وحشدنا تجمعا أكبر وعدنا إلى الفلبين، وأقمنا نصبا سميناه «برج الصداقة»، وكتبنا عليه: نرجوكم سامحونا واغفروا لجنودنا ما قاموا به». وأضافت: «لا يكفي أن نقوم بتطوير مؤسساتنا والاجتهاد في مد يد العون، وإنما يتعين علينا أيضاً التعاون مع الأديان الأخرى. وأنا هنا من هذا الموقع أقول للمسلمين، من خلال معالي الشيخ عبدالله بن بيه، الذي جمعنا في هذا الملتقى العظيم: نحن نمد اليد لكم للتعاون معا، نحن جاهزون للعمل معكم على كل المستويات. ولنا دور بسيط في إطعام الطعام كما تدعون، وتقديم المساعدات في سوريا والسودان وميانمار ومناطق أخرى من العالم.

اقرأ أيضاً... قادة الفكر الديني: الإمارات بوابة تعزيز السلم العالمي والتقريب بين أصحاب الديانات السماوية

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©