الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الترفيه

سعادتك حسب شخصيتك!

سعادتك حسب شخصيتك!
13 ديسمبر 2018 01:36

كثير من الناس يدّعون امتلاك بوصلة السعادة، ويعتبرون أن لها طريقاً واحداً بتفاصيل لا تحتمل التعديل أو التنقيح. مشكلة هذا الطرح هي أن الناس مختلفون. ما يناسب زيداً قد لا يناسب عمراً، ولكل منا خصوصيات وظروف حياتية وتركيبة نفسية وتفضيلاته الشخصية. لو لم تكن «بوصلة السعادة» هذه مرنة بشكل يتسع لتنوع الناس واختلاف خلفياتهم، لما ناسبت كثيرين. فالسعادة الحقيقية تأتي بمقاسات وألوان وتفاصيل مختلفة تناسب كل طبيعة شخصية!
في دراسة نشرت مؤخراً في «كارنت سيكولوجي»، أجراها الباحثان البولنديان بوجانوسكا وبيوتروسكي حول هذا الموضوع.. وجدا أن شخصية الإنسان «الصفات المزاجية، والقيم الذاتية»، لها دور في تحديد نوع سعادته!
كيف ذلك؟

أصناف السعادة
هناك نوعان رئيسان من السعادة.. سعادة المتع، وسعادة المعنى.. سعادة المتع معناها شعور الإنسان بمشاعر إيجابية أكثر عند قيامه بأمور ممتعة «تختلف من شخص لآخر».. بينما تتحقق سعادة المعنى حين يدرك الإنسان أهدافه ويتطلع لقيمه العليا ويسعى لتطوير نفسه «بطرق تختلف من شخص لآخر»، أي أنها سعادة مرتبطة بمعنى الحياة والقيم الشخصية، أكثر من ارتباطها بالمشاعر الإيجابية وفعل الأشياء الممتعة. وجدوا في هذه الدراسة أن الناس المتسرعين «أي الذين يتخذون قراراتهم سريعاً دون إبطاء»، يعرفون في حياتهم سعادة المشاعر والمتع.. لأنهم لا يؤجلون الاستمتاع بالحياة..
بينما وجدوا أن من لديهم قيم الانفتاح على التغيير «الرغبة في التطور وتوسيع المدارك» والتسامي «كالقيم الروحية والأخلاقية»، يعرفون في حياتهم سعادة المعنى.. يكون لهم هدف سامٍ وإحساس بالواجب، وسعادتهم نابعة من قيامهم بما له قيمة بالنسبة لهم..

الصفة المشتركة
لكن العلماء وجدوا أن هناك صفة عجيبة، تزيد فرص الإنسان للوصول لكل من سعادة المتع وسعادة المعنى.. فما هي؟
كانت هذه الصفة هي -ببساطة- النشاط! الشخص النشيط يستطيع تحقيق نوعي السعادة، لأنه كثير الحركة والسعي لتحقيق أهداف كثيرة، وهو ما يعطي لحياته المعنى.. كما يكون أكثر عرضة لفعل أشياء ممتعة.. فالشخص الكسول لن يذهب ليجرب التزلج على الجليد أو لعب مباراة كرة أو السفر في رحلة سفاري في الغابات أو حتى التنزه في الشارع.. الأنشطة البدنية ممتعة، ولكن لن يعرفها الشخص لو كان كسولاً!

ما الذي نستفيده من كل هذا؟
أولاً: أن السعادة لا تأتي بمقاس واحد، ولكل منا تفضيلاته وملابسات حياته التي تفرض عليه طريقة تفكير تجعله متميزاً عن غيره من الناس. ثانياً: أن الحيوية والنشاط شرط أساسي للسعادة على عكس ما يشاع.. الكسل قد يبدو مغرياً وجذاباً، لكنه لن يقود لشيء على المدى الطويل.. لو أردت السعادة حقاً تحرك من مكانك لتسعى إليها!

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©