الجمعة 17 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

اهتمامٌ إعلاميٌ عالميٌ واسع بالزيارة البابوية

اهتمامٌ إعلاميٌ عالميٌ واسع بالزيارة البابوية
6 فبراير 2019 01:31

دينا محمود (لندن)

«الزيارة التاريخية»، وصفٌ اتفقت عليه كبريات وسائل الإعلام العالمية، للحديث عن زيارة قداسة البابا فرنسيس بابا الكنيسة الكاثوليكية لدولة الإمارات لحضور «مؤتمر الأخوة الإنسانية» جنباً إلى جنب مع فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف، وكذلك لإحياء قداسٍ يُقام في أبوظبي بحضورٍ حاشد من المسيحيين الكاثوليك المقيمين في الدولة.
وشددت صحيفة «دَيلي تليجراف» البريطانية -التي أفردت كغيرها من الصحف الغربية مساحاتٍ واسعةً من صفحاتها لتغطية فعاليات الزيارة- على أن استقبال الإمارات للبابا في هذا التوقيت يمثل «بارقة أمل» للمسيحيين وغيرهم من الجاليات الدينية المقيمة في منطقةٍ حافلةٍ بالتوترات والاضطرابات مثل الشرق الأوسط.
وفي تقريرٍ لمراسلها مارتين نيولاند، أشادت الصحيفة واسعة الانتشار بأجواء التسامح والحريات الدينية والتعايش التي تسود دولة الإمارات قائلة: إن الدولة تمثل «إحدى البقاع القليلة في منطقة الشرق الأوسط» التي يمارس فيها المسيحيون شعائرهم وطقوسهم الدينية من دون أي مضايقة أو اضطهاد. وأبرزت «دَيلي تليجراف» التصريحات التي أدلى بها البابا نفسه في هذا الصدد، ووصف فيها الإمارات بأنها «نموذجٌ للتعايش والتآخي والتلاقي بين الحضارات والثقافات المختلفة».

نجاح باهر للإمارات
وألقت الصحيفة البريطانية الضوء على النجاح الباهر الذي حققته الإمارات على صعيد التوفيق بين الحفاظ على هويتها العربية والإسلامية ومواكبة مقتضيات العصر بما يتطلبه من تطويرٍ وتحديثٍ وانفتاحٍ على العالم في الوقت نفسه، مُشددةً على أن ذلك حدث بالتزامن مع ترسيخ الاستقرار الاقتصادي والاجتماعي في البلاد، برغم ما يموج به المحيط الإقليمي من اضطرابات.

45 مبنى كنسياً
وتشير «دَيلي تليجراف» في هذا الشأن إلى وجود 45 مبنى كنسياً مُرخصاً في البلاد، بجانب معبدٍ بوذيٍ وآخر هندوسيٍ تحت الإنشاء، فضلاً عن تاريخ الوجود المسيحي في الإمارات الذي يعود إلى عقودٍ طويلة، ولاسيما أن أول جمعية مسيحية تأسست في البلاد عام 1968، وذلك بعد ثلاث سنوات من إقامة أول كنيسةٍ كاثوليكيةٍ في أبوظبي. وعلى الجانب الآخر من المحيط، أكدت صحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية على أجواء الوئام والتناغم والتعايش التي تسود المجتمع في الإمارات، بمن فيه من مقيمين يعتنقون دياناتٍ مختلفةً، قائلةً في هذا الصدد إن بوسع أبناء شتى الأديان مثل «المسيحيين والهندوس.. التعبد علانيةً» وبحريةٍ في الدولة.

نموذج للتعايش
وأشارت الصحيفة في تقريرها حول زيارة البابا، إلى أن ما تشهده الإمارات في الوقت الراهن من ملتقى لحوار الأديان ليس غريباً من نوعه على البلاد، لافتةً إلى أن وزارة التسامح سبق وأن نظمت محافل ومنتدياتٍ مماثلةً في السابق، من بينها ملتقى «بناء الثقة والتعاون بين الأديان» الذي أقيم في مايو 2017 في أبوظبي.
وضرب التقرير مثلاً على الأجواء المثالية التي ينعم بها أبناء الأقليات الدينية المُقيمون في الدولة عبر الإشارة إلى أن عدد المسيحيين فيما بينهم بات يناهز مليون نسمة ويتزايد باطراد، برغم أن العدد الإجمالي لأقرانهم في المنطقة يتقلص بفعل الحروب والعنف والتوترات الطائفية المستعرة في دولٍ أخرى. وأبرز تقرير الصحيفة الأميركية ذائعة الصيت ما قاله البابا فرنسيس عن الإمارات، بأنها أرضٌ تسعى لأن تصبح نموذجاً للتعايش. ولفتت الانتباه كذلك إلى أن بابا الكنيسة الكاثوليكية حرص على أن يبدأ رسالته المصورة -التي بثها قبل أيام وخصصها لرحلته الحالية للدولة- بالقول «السلام عليكم» باللغة العربية. وأشار التقرير إلى أن قداسة البابا أعرب في هذه الرسالة عن سعادته لأنه مُنِح الفرصة لأن يكتب من الإمارات «صفحةً جديدةً في تاريخ العلاقة بين الأديان».
ومن جهتها، أولت صحيفة «دَيلي ميرور» البريطانية -ذات توجهات يسار الوسط- اهتمامها للقداس الذي أحياه البابا فرنسيس في مدينة زايد الرياضية. وأشارت الصحيفة بدورها إلى الطابع «التاريخي» للزيارة، وإلى الاستقبال رفيع المستوى الذي لقيه قداسة البابا خلالها، خاصةً في ضوء كونها الأولى من نوعها على الإطلاق لشبه الجزيرة العربية من جانب بابا للكنيسة الكاثوليكية وهو في منصبه. وفي التقرير الذي تضمن تغطيةً مصورةً مُفصلة لوقائع الزيارة وفعالياتها، أبرزت «دَيلي ميرور» تغريدةً نشرها البابا قبيل وصوله إلى أبوظبي وقال فيها إنه يزور الإمارات «كأخ، لكي نكتب صفحةً من صفحات الحوار معاً، والمضي جنباً إلى جنب على دروب السلام».

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©