في وطن الريادة والرؤى الاستباقية، تتواصل المبادرات والمشاريع المتصلة بالاستعداد للمستقبل بتوفير الممكنات والمهارات للعاملين في الجهات الحكومية للارتقاء بالأداء وإسعاد المتعاملين، وفي هذا الإطار جاء إطلاق الحكومة الاتحادية مبادرة «جاهز»، التي اعتمدها مؤخراً مجلس الوزراء برئاسة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله.
تهدف المبادرة «لتعزيز جاهزية الكوادر والمواهب الوطنية في الحكومة الاتحادية للمستقبل، وتمكينهم بالمهارات الجديدة المطلوبة لتصميم المستقبل والاستفادة من فرصه، من خلال منصة رقمية متكاملة لمهارات المستقبل، تدعم جاهزية الحكومة للمستقبل وترفع مشاركة كوادرها في تنفيذ رؤى القيادة ببناء نموذج حكومي مستقبلي رائد عالمياً، وتعزيز الأداء والإنتاجية والكفاءة والجاهزية المستقبلية لدولة الإمارات».
 المبادرة التي تم تصميمها بالشراكة بين مكتب التطوير الحكومي والمستقبل، والهيئة الاتحادية للموارد البشرية الحكومية تجسد «توجهات القيادة لتمكين فريق العمل الحكومي من مواكبة متطلبات عالم متسارع المتغيرات وفق توجيهات القيادة الرشيدة.
توفر المبادرة منصة رقمية لكل موظفي الحكومة الاتحادية، ضمن 4 مجموعات مهارات مستقبلية تضم 20 مهارة للمستقبل يتم استكمالها خلال عام. وتشمل المهارات الرقمية، ومهارات لتعزيز الإنتاجية وتسريع الإنجاز، إضافة إلى أخرى تتعلق بالبيانات والذكاء الاصطناعي، ومهارات الاقتصاد الجديد. وتشمل المنصة محفظة رقمية لمهارات المستقبل لكل موظف حكومي، تمثل ملفاً شخصياً شاملاً، يربط إنجاز الموظف في اكتساب المهارات بالأداء الوظيفي، ويحصل المشاركون في المنصة على شارات إنجاز عند استكمال متطلبات المهارات المستقبلية ويرتبط هذا الملف عبر المنصة بنظام «بياناتي» الخاص بالحكومة الاتحادية، ونظام الأداء المعتمد في حكومة دولة الإمارات. 
 باختصار «جاهز» تعد نموذجاً حكومياً جديداً لتعزيز المهارات المستقبلية للمواهب الحكومية وضمان جاهزيتها، من خلال «تمكين رأس المال البشري الحكومي، وتزويده بالمعرفة، وتعزيز قدرته على الابتكار، لتوظيف التكنولوجيا الحديثة بما يعزز أداء حكومة دولة الإمارات وتنافسيتها، وينعكس إيجاباً على المجتمع».
ومما يحمل على الارتياح والتقدير أن المبادرة هي ثمرة جهود محلية ولديها نحو 15 شريكاً استراتيجياً من نخبة الجهات الحكومية والشركات العالمية بعيداً عن أكشاك الاستشارات ومندوبيها الذين يتفننون في تسويق تجارتهم البائرة ويحترفون التنقل بين مكاتب الإدارات والجهات لعلهم ينجحون في إقناع أحدهم بجدوى الدراسات التي أعدها خبير من طرفهم بعد أيام من «خلوته» في غرفته بفندق بعيد.
«جاهز» صورة لسباق تعزيز الصدارة والريادة، تجسد رؤية «بوراشد» بأن «إن لم تسبق الوقت سبقك».