متفقون على أن التعليق على المباريات جزء أصيل في المنظومة الكروية المذاعة والمتلفزة للمستمعين وملايين المشاهدين، بالمعلومات التي ترافق سير المباراة عن الفريقين أو المنتخبين، وتضيف لهم الكثير مما يجهلونه، وتثري ثقافتهم الكروية، وتجعلهم يعيشون أجواءها بمتعتها وإثارتها.
 والمعلق الرياضي هو من يثري شغف المستمع والمشاهد وثقافته الرياضية، ويتكبد عناء البحث والتقصي لكل شاردة وواردة عن اللاعبين والمدربين والطاقم التحكيمي للمباراة، وهو ما يزيد شغف المشاهد والمستمع في المتابعة، وأحياناً للتقصي عن المعلومة التي ترد من المعلق لزيادة ثقافته الكروية بقدر شغفه باللعبة والناديين أو المنتخبين، للوقوف على الجزئيات غير المتداولة، والتي يجهلها الكثيرون، فيقف المشجع تحية تقدير للمعلق الذي يثري ثقافته الكروية.
وهذا ما حدا بالمعلقين بالبحث عن المزيد لإثراء ثقافة المتابعين، ويجعلهم يخوضون في أدق التفاصيل عن معشوقتهم ومنتخباتهم وأنديتهم، ومقارنة الواقع بالماضي بإرثهم التاريخي، والمستقبل الذي ينتظرهم، وفي القادم منها، سواء البطولة الحالية، أو التي سيخوضونها، إلا أن بعض معلقينا، ولا إرادياً، يخوضون في بعض الأمور التي تثير الرأي العام والمشاهد لما يتناولونه من انتقادات خارجة عن النص للطاقم الفني واللاعبين، ويصب جام غضبه أحياناً على حكم الساحة ومساعديه، واتحاد اللعبة المحلية والعربية والقارية، وحتى الدولية، وكأنما يبحث عن أعذار إن لم يحقق فريقه أو منتخبه ما يتمناه، ويصب كل غضبه عليهم، ما يزيد من إثارة الرأي العام، ويزرع ثقافة العنف خارج المستطيل إلى المدرجات، وإلى وسائل التواصل الاجتماعي، كما لاحظناه في الأيام الماضية.
التعليق الرياضي علم وثقافة، ودعوة للابتعاد عن العنف والعصبية، وزرع المحبة والتآلف بين الجماهير والمشاهدين، مع إقرارنا بمرور بعض الهفوات والأخطاء إن حدثت، فلا يمكن أن نحمل أي طرف ما لم يستهونا في المباراة، ولم يصل إلى الكمال الذي نتمناه، فالحكام جزء من المنظومة، كما اللاعبون والمدربون، وحتى الأجهزة الإدارية والطبية، وكرة القدم لن يكتمل لها النجاح والتميز دون توافق كل الأطراف، وقبل هؤلاء يأتي المعلق الذي يتابعه الملايين حول العالم بفئاتهم العمرية والثقافية، الذين قد يتأثرون بكل ما يتم تناوله خلال التعليق على مجريات المباراة، وتترسخ فيهم ما يتلقونه من المعلقين من معلومات بشأنها، وتكون مساراً لهم في القادم من الأحداث، ويحكمون على البطولة بمجرد سماع من يكون ضمن الفريق التحكيمي.
فلنكن على مستوى المسؤولية في التآلف بين الجميع بزرع الحب بين كل أطراف معشوقتنا.