هل نشهد قريباً قيام اتحاد للأدباء والكتاب في دول الخليج العربي، بعد أن تم قبل أيام، انتخاب الإعلامي الزميل محمد الحمادي رئيس جمعية الصحفيين الإماراتية، رئيساً لاتحاد الصحفيين الخليجيين؟ هذه خطوة تبدو ضرورية اليوم أكثر من أي وقتٍ مضى من أجل الاقتراب أكثر وأكثر من حلم توحيد رؤية الأدباء في بلداننا تجاه القضايا الفكرية والفنية، والذهاب بعيداً لخدمة الأدب الخليجي على مستوى النشر والطباعة والفعاليات والأنشطة والحقوق المهنية وقضايا الملكية الفكرية وغيرها. وخصوصاً أن الأدب في منطقتنا يعاني من ضياع حقوق المؤلفين بما يؤثر على استمرارية الكاتب الذي يصل إلى طريق مسدود دائماً فيما يخص حقوقه كمؤلف، بل إن بعضهم قد يضطر لأن يدفع من جيبه لنشر أعماله الأدبية.
وكما أتذكر، فإن فكرة إنشاء اتحاد خليجي للأدباء كانت مطروحة على الدوام، وسبق أن اجتمع رؤساء اتحادات الكتاب في دول مجلس التعاون وناقشوا مشروع إنشاء الاتحاد الخليجي منذ سنوات، ولكن لا أعرف حتى الآن إلى أين وصلت هذه الخطوات، ونأمل حقاً أن يُعاد طرح المشروع من جديد وإعلان قيامه على أرض الواقع.
وأذكر أيضاً أن مشاريع أخرى شبيهة مثل «جمعية السينمائيين الخليجيين» طُرحت في السابق، بما يدل على ارتفاع سقف الطموحات لدى أبناء الخليج للتوحّد في كيانات أكبر لتعزيز تعاونها الفكري والاجتماعي. إذ تبدو الساحة الخليجية اليوم بحاجة ماسة إلى مثل هذه الاتحادات المهنية أكثر من أي وقت مضى في ظل تشتت الرؤى وتداخل الخطابات فيما يخص بعض القضايا التي تهم أوطاننا. ولا بد أن تكون هناك كلمة موحدة لأدباء المنطقة ومفكريها، كلمة حقيقية تعلو فوق اللغط السائد حالياً على وسائل التواصل الاجتماعي التي يخوض فيها كائن من كان من غير دراية وإدراك لموضوع الأدب والفكر كأساس جوهري في كياننا الخليجي.
وعلى مدى أكثر من مئة سنة، شهدت دول الخليج العربي تحولات كبرى على مستوى الأدب، وتنتج دولنا الخليجية الست اليوم، كماً هائلاً من الأدب العربي الحديث، وتحتضن مدننا أكبر معارض الكتب، ولدينا عواصم خليجية للنشر العربي، ونحتضن كبريات الجوائز الأدبية العربية، بما يجعل من المنطقة المركز الثقافي والفكري الذي يمكن الاستفادة من تراكم تجاربه لتأسيس سوق كبرى لصناعة الأدب العربي والارتقاء به فنياً وجمالياً. ووجود اتحاد خليجي للأدباء خطوة مهمة وضرورية في هذا السياق.