كثيرة هي الملاحظات التي نسمعها من الأطراف المختلفة بشأن «العتاب» على المنظومة الرياضية، خاصة في أنديتنا، وذلك من الأشخاص الذين توالوا على مسيرتها في مراحل مختلفة، وسمعت ذلك أيضاً من بعضهم في دول الجوار، والذين كان لمساهماتهم أثر إيجابي في بعض مراحلها، إلا أن تجاهلهم، ونكران جميلهم في مرحلة البناء أثرا على نفسياتهم، وجعلا منهم خصوماً لأنديتهم يتمنون انتكاستها في كل منافساتها، لأنهم يشعرون بمدى الغبن تجاههم.
فالأندية في قرارات إشهارها هي أندية رياضية ثقافية اجتماعية، سرعان ما تحولت إلى أندية رياضية فقط، وزادت حدة ذلك في مرحلة الاحتراف التي نعيشها، ولم تعد الأندية مكاناً جامعاً لهم كما ألفوها، بل وأصبحت بيئة طاردة لهم، ولم يعد التواصل معهم في المناسبات الرياضية قائماً كما اعتادوه، باستثناء ناديين أو أكثر في مختلف أرجاء الدولة، الأمر الذي تسبب في نكران ما قدموه لأنديتهم في مرحلة الهواية، وما بعدها أيضاً.
ووصل الأمر ببعضهم إلى مقاطعة أنديتهم التي كانوا يوماً يتغنون بها في مجالسهم ولقاءاتهم مع مختلف شرائح المجتمع، ولمست ذلك من بعض الأخوة في دول الجوار، وكأن واقعنا ليس حكراً علينا، وإنما في كل الدول، وحتى معظم الدول العربية التي تعيش الواقع نفسه بخلاف الأندية الأوروبية التي تأسست على الاحتراف، ولم يكن يوماً بيئة اجتماعية لمنتسبيها، وأصبحنا نحن كذلك مع الاحتراف، بل وقبله بسنين طويلة، ولم نسمع بدعوة أحد أنديتنا لرموزها لمناسبة اجتماعية، أو لحضور مباراة، أو ملتقى لتبادل أطراف الحديث عن مسيرة النادي في أيامهم، وما يعيشونها اليوم في زمن الاحتراف، وتوافر كل سبل التلاقي باستثناء القلة القليلة جداً من الذين غضوا النظر عن التجاهل الذي يلقونه من القائمين على بعض الأندية.
لذلك أوجه ندائي للقائمين على الأندية بضرورة التواصل مع الأجيال السابقة التي عملت بكل إخلاص وتفانٍ، وتقدير جهودهم في مرحلة التأسيس والبناء، فالأجيال متواصلة، والرياضة يجب أن تكون جامعة لكل الأجيال ليزرعوا حب أنديتهم في أبنائهم وأحفادهم، فتواصل الأجيال مهم في تواصل الإنجازات، ولن يتحقق ذلك إلا في تواصل الأجيال في مختلف الأزمان، فلا مستقبل دون حاضر، ولا حاضر دون ماضٍ، نتفاخر به جميعنا، فتواصل الأجيال يشكل رافداً مستمراً ومستقراً لأنديتنا في مراحلها القادمة.