رسخت قطر مكانتها على خريطة الكرة العالمية، بعد نجاحها الكبير في تنظيم نهائيات كأس العالم 2022، ونالت إشادة أعلى الكيانات الكروية في العالم، الاتحاد الدولي، والاتحاد الآسيوي، والاتحادات الوطنية التي تأهلت منتخباتها، والأخرى بحضورها ومشاهدتها، ووسائل الإعلام العالمية التي نقلت الحدث بحيادية، ومن واقع معايشتها، مقارنة بالدول الأخرى التي استضافت البطولة في النسخ السابقة والقارية والإقليمية، وآخرها كأس آسيا 2023 التي تُوج «العنابي» بلقبها.
وحينما قرر «الفيفا» إقامة كأس العالم تحت 17 سنة بصفه سنوية، لم يجد أمامه غير الاتحاد القطري، ليعهد إليه تنظيمها لمدة 5 سنوات متتالية، بدءاً من 2025 إلى 2029، وبمشاركة 48 منتخباً، لمنحها بعد ذلك للاتحادات الأخرى، وتنافسها على تنظيمها والنجاح المنتظر منها في استضافة مختلف البطولات الرياضية، وكما صرح الشيخ جوعان بن حمد آل ثاني، رئيس اللجنة الأولمبية القطرية، بأن القرار يعكس المكانة المرموقة لدولة قطر، ونجاح جديد للرياضة الكاشفة للمواهب العالمية.
فيما أسند «الفيفا» بطولة السيدات إلى المغرب للسنوات الخمس القادمة، تعزيزاً لمكانة الدول العربية، وسعيها لتطوير المنظومة الكروية، والتي تنعكس لاحقاً على المنتخبات الكروية، لتستقطب كأس العالم للرجال كبريات الشركات الراعية لبطولاته، تعزيزاً لوضعه المالي، للمساهمة في تطوير كرة القدم، في الدول الأعضاء البالغ عددها 211 دولة.
ويبدو أن دولنا الخليجية والعربية ستكون شريكاً أساسياً في تطوير كرة القدم في المرحلة المقبلة، بعد النجاحات التي حققتها في استضافتها كأس العالم، والتي تستضيفها السعودية عام 2030، لتضاف إلى نجاح قطر 2022.
والأمل يحدونا في استضافة نسخة من كأس العالم في الإمارات في قادم الأيام، تعزيزاً للنجاحات التي حققتها في استضافة مختلف الأحداث الرياضية، وكأس أمم آسيا الـ11، بمدينة زايد الرياضية في أبوظبي 1996، وأيضاً عام 2019.
كان الحديث قبل كأس العالم 2022، بأن دولة عربية بمفردها لن تستطيع استضافة المونديال، ولابد من مشاركة بعض الدول القريبة منها في التنظيم والاستضافة، إلا أن الأشقاء في قطر أثبتوا للاتحاد الدولي بأن الدول العربية قادرة، ونتيجة لذلك سوف تشهد العقود القادمة، استضافة دولنا بطولات كأس العالم، لما تتوفر لها من بنى تحتية عالية المستوى، وكفاءة كوادرنا الإدارية.