الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

الإمارات تكافح «كورونا» بمنظومة صحية رائدة عالمياً

حسين عبد الرحمن الرند
8 يونيو 2020 00:48

أبوظبي (وام)

 اتبعت دولة الإمارات نموذجاً فريداً من الإجراءات الاحترازية والتدابير الوقائية، لاحتواء فيروس كورونا المستجد «كوفيد- 19» وعدم تفشيه، من خلال مواكبة تعليمات وتوجيهات منظمة الصحة العالمية، بتطوير إجراءات الفحص الطبي للقادمين إلى الدولة، وتعزيز اكتشاف الحالات استباقياً، من خلال توسيع الفحوص المخبرية، والتتبع النشط للمخالطين، وتوفير أماكن العزل الصحي المهيأة، وتطوير بروتوكولات العلاج المناسب للحالات المصابة.
وفعلت وزارة الصحة ووقاية المجتمع، بالتعاون مع الجهات الصحية الأخرى في الدولة، خطة الأوبئة والجائحات قبل وصول الفيروس إلى الإمارات، وتم تحويل بعض مراكز الرعاية الصحية الأولية إلى مراكز تقدم الخدمة 24 ساعة، بما فيها خدمة الحالات الطارئة وإفساح المجال للمستشفيات للحالات الصعبة المصابة جراء الوباء، ومراقبة عدد الأسرّة في كل إمارة، والتنسيق فيما بينهم وبين الجهات الصحية حول عدد الأسرة المتوفرة.
كما تم الإسراع في إنشاء عدد من المستشفيات الميدانية، لدعم الطاقة الاستيعابية للمنشآت الصحية بالدولة، التي لديها أكثر من 130 مستشفى، وأكثر من 150 مركزاً صحياً للرعاية الصحية الأولية، وطاقم طبي مستعد من الأطباء والتمريض مدعوم بأكثر من 10000 متطوع من المواطنين والمقيمين، أسهموا بمؤازرة جهود خط الدفاع الأول بفعالية.
وبفضل القدرات المتميزة للمنظومة الصحية بالدولة، والدعم المتواصل من القيادة الرشيدة، التي وفرت إمكانات استثنائية للجهات الصحية، ومع توفر أكثر من 25 ألف طبيب في دولة الإمارات لعلاج والعناية بالمرضى، بمعدل 2.6 طبيب لكل ألف شخص في الدولة مقابل 1.5 عالمياً و2.4 في أوروبا، وتعد نسبة الوفيات في الإمارات من الأقل عالمياً بحوالي 0.6%، ومعظمهم من حملة الأمراض المزمنة وأمراض القلب، بينما عالمياً بلغت نسبة الوفيات 6%، وفي دول مثل إيطاليا والسويد تصل من 10 إلى 13%.. في حين بلغت نسبة حالات الشفاء في الدولة حوالي 20%، وهي تتساوى مع النسبة العالمية لحالات الشفاء، والتي تتزايد يومياً بفعل العلاج المتبع.

الكادر الطبي المواطن
وأظهر الكادر الطبي المواطن تفوقاً في الإشراف والعمل الميداني، إذ بلغ عدد الأطباء المواطنين أكثر من 2000 طبيب بكفاءات ومؤهلات عالية، كانوا على رأس لجنة الجائحات في الدولة، ولجنة الأمراض المعدية، ولجنة العلاج للأمراض السريرية، بالإضافة إلى فريق التوعية بفيروس كورونا المكون من كوادر ذات كفاءة من الأطباء والممرضين والمثقفين الصحيين جميعهم من الكادر الإماراتي، كما كانت الفرق الطبية المشرفة على مرضى العزل والحجر الصحي، برئاسة أطباء إماراتيين متخصصين في طب الأسرة والرعاية الصحية الأولية في أكثر من 20 مبنى في الدولة.

الشفافية والإفصاح
وعلى صعيد إدارة التحدي الصحي إعلامياً، فقد التزمت وزارة الصحة بمعايير الشفافية والإفصاح التام عن البيانات، لمنع انتشار الشائعات وتطويق نتائجها السلبية، كما حرصت الدولة على التعامل بحكمة ووعي، وعدم تعطيل الحياة الطبيعية، من خلال تكريس نظام العمل عن بعد للمؤسسات والتعلم عن بعد للمدارس، مستفيدة من البنية التحتية والرقمية المتطورة، وتنفيذ برنامج التعقيم الوطني، وإطلاق حزمة محفزات للاقتصاد لدعم أنشطة البنوك وقطاع الأعمال وتخفيف العبء والرسوم على الشركات والأفراد.
 كما تم إشراك المجتمع في جهود احتواء المرض، من خلال التوعية وتحفيز مبادرات المسؤولية المجتمعية.. فيما تميزت جهود الفرق الطبية بإجراء عدد قياسي في معدل الفحوصات الخاصة بـ«كورونا».
وأسست الإمارات أكبر مختبر لتشخيص «كورونا» في العالم خارج الصين، إسهاماً في تمكينها من مواصلة المتابعة النشطة، وتوفير أعلى معدلات الفحص قياساً بعدد السكان على مستوى العالم وفقاً لبيانات منظمة الصحة العالمية.

التباعد الجسدي
واتبعت الدولة الأسلوب التدريجي في إجراءات تقييد الحركة، ولم تطبق إجراءات الحظر الشامل إلا في منطقة واحدة، وأطلقت حملات توعية حول «التباعد الجسدي» وملازمة المنازل، وعدم الخروج إلا للضرورة، آخذة في الحسبان الصحة النفسية للأفراد، وفي هذا الخصوص وفرت وزارة الصحة ووقاية المجتمع خدمة الدعم النفسي عن بعد للمتأثرين نفسياً بتداعيات الفيروس، وتقديم الإرشاد النفسي المناسب للأفراد.

إشادة الصحة العالمية
وقال الدكتور حسين عبد الرحمن الرند، الوكيل المساعد لقطاع المراكز والعيادات الصحية في وزارة الصحة ووقاية المجتمع: إن إشادة منظمة الصحة العالمية باستعداد الدولة لمكافحة وباء «كوفيد- 19» وقوة مخزونها الطبي، يؤكد قدرة الإمارات على مواجهة التحديات الطارئة، من خلال الاستعداد والجاهزية وفق أرقى المعايير العالمية.
وأضاف أنه مع شح المستلزمات الطبية عالمياً، نرى دولة الإمارات ترسل يومياً المستلزمات الطبية للدول المحتاجة في دلالة على المخزون الاستراتيجي لديها وخططها الاستباقية لحالات الطوارئ، كما أن الفحوصات المخبرية لفيروس كورونا متوفرة في المستشفيات والمراكز الصحية ومراكز الفحص بالسيارة للمواطنين والمقيمين على حد سواء.
 وعززت دولة الإمارات، من خلال دورها الإنساني الجهود العالمية لمجابهة فيروس كورونا، فقدمت إمدادات طبية إلى الكثير من الدولة حول العالم، واستضافت في مدينة الإمارات الإنسانية العديد من رعايا الدول الشقيقة والصديقة، بعد إجلائهم من بؤر المرض، كما ساهمت مدينة دبي للخدمات الإنسانية بدعم عمل المنظمات والوكالات الدولية للإغاثة، وهو ما كان محلّ إشادة من منظمة الصحة العالمية.

الوعي المجتمعي
 أولت وزارة الصحة ووقاية المجتمع اهتماماً بالغاً برفع مستوى الوعي المجتمعي، حول فيروس كورونا المستجد «كوفيد- 19»، وضمان وصول المعلومات الصحية الصحيحة والحد من انتشار الشائعات، عبر إطلاقها منصة وطنية توعوية، تضم مركز معلومات عن الفيروس تحت شعار «صحتكم واجبنا»، حيث تمثل المنصة قاعدة بيانات، تتضمن كافة التوصيات والاحتياطات والإرشادات، التي حددتها منظمة الصحة العالمية والجهات الصحية في الدولة للوقاية من الفيروس والحد من انتشاره، بالإضافة لإطلاقها منصة الدكتور الافتراضي «أداة التقييم لفيروس كورونا المستجد».  
كما أطلقت الوزارة، الاستبيان الوطني الذكي الأول من نوعه على مستوى الدولة المتخصص، بقياس مستوى الوعي الصحي بمرض فيروس كورونا المستجد «كوفيد- 19»، وتقييم فاعلية الإجراءات والممارسات التي يتبعها أفراد المجتمع للوقاية من الفيروس، بهدف توفير قاعدة بيانات متكاملة لتعزيز الإجراءات الوقائية، وتقييم فاعلية الممارسات التي يتبعها أفراد المجتمع للوقاية منه، حيث يعطي الاستبيان صورة واضحة عن مستوى الوعي العام للمجتمع حول الفيروس، ويقدم دلالات ومخرجات هامة تدعم جهود الدولة في مكافحة الوباء.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©