السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

الإمارات والسعودية.. حزم وعزم

الإمارات والسعودية.. حزم وعزم
23 سبتمبر 2020 03:28

أحمد عبدالعزيز (أبوظبي) 

تعتبر العلاقات بين دولة الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية نموذجاً لما يجب أن تكون عليه العلاقات بين الدول العربية، وتمثل إضافة إلى العمل العربي والخليجي المشترك، حيث ترتبط الإمارات بقيادة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، والمملكة بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، بعلاقات تاريخية، يرجع الفضل في تأسيسها إلى المغفور لهما الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، والملك فيصل بن عبدالعزيز آل سعود «طيب الله ثراهما»، اللذين حرصا على التنسيق والتعاون المستمر بين البلدين.
وتشارك الإمارات المملكة هذه الأيام الاحتفالات بيومها الوطني الـ 90، والذي يوافق 23 سبتمبر من كل عام، تأكيداً على عمق العلاقات التاريخية التي تعكس المصير المشترك للشعبين الشقيقين.
صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، أكد في أكثر مناسبة، على عمق الروابط بين المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة، منوهاً بالمواقف المشرفة لخادم الحرمين الشريفين، الرامية إلى تعزيز مستقبل المنطقة، وحماية مصالح شعوبها.
وثمّن سموه المواقف التاريخية للملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وقال: «إن الأجيال القادمة ستذكرها، والتاريخ يسجل بأحرف من نور مساعي خادم الحرمين الشريفين لتوحيد الصف، وترسيخ قوة الخليج في مواجهة المخاطر التي قد تتهدد أياً من دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، الذي كان للسعودية كبير الفضل في تأسيسه».

دور ثنائي 
ويجمع العلاقات بين البلدين دور مهم، لما لهما من إرث تاريخي، وأرضية صلبة موحدة، وأفق مستقبلي، وهو ما أكده صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، خلال زيارته للمملكة العربية السعودية أغسطس العام الماضي، مشيراً سموه إلى أن البلدين يجمعهما مصير مشترك، وأن المملكة هي الركيزة الأساسية لأمن منطقة الشرق الأوسط واستقرارها، وصمام أمانها في مواجهة التهديدات والمخاطر التي تتعرض لها، لما تمثله من ثقل وتأثير كبيرين في الساحتين الإقليمية والدولية، وما تتسم بها سياساتها في ظل قيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، من حكمة واتزان وحسم وعزم في الوقت ذاته. 

جذور راسخة
تسير العلاقات في طريقها نحو آفاق أكثر صلابة بين الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية، كما أنها تتميز بالمتانة، لما تستند إليه من جذور راسخة من الأخوة والتضامن، حيث تقف البلدان معاً بقوة وإصرار في خندق واحد، لمواجهة القوى التي تهدد أمن المنطقة وحقوق شعوبها في التنمية والتقدم والرخاء.
وأبرز الشواهد على متانة العلاقات، ما أكده سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية والتعاون الدولي، في تصريحات لسموه عقب اجتماعات مجموعة العشرين، مشيراً إلى أن البلدين تجمعهما علاقات استراتيجية وتاريخية راسخة، تزداد قوة وصلابة في ظل دعم ورعاية واهتمام قيادتي البلدين الشقيقين، كما تسير العلاقات بين البلدين في آفاق أرحب للتعاون الاستراتيجي، تحت مظلة «مجلس التنسيق السعودي - الإماراتي» الذي يوفر مظلة مثالية لتحقيق التكامل بين البلدين الشقيقين في جميع المجالات.

تعزيــز الشراكـــة
أولت القيادة في البلدين الشباب اهتماماً كبيراً، بإطلاق مبادرات عدة، أهمها إنشاء مجلس الشباب السعودي - الإماراتي، تنفيذاً لتوصيات مجلس التنسيق السعودي الإماراتي الذي يرأسه من الجانب الإماراتي صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، ومن الجانب السعودي صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، ولي العهد، ويضم المجلس في عضويته وزراء ومسؤولين من البلدين. 
ويهدف المجلس إلى تعزيز الشراكة بين الشباب في البلدين، وتبادل الأفكار بينهم، واستثمار طاقاتهم في مجالات وقطاعات عدة، حتى يتم تمكينهم من المشاركة بفعالية في وضع التصورات التنموية المستقبلية، وتشجيعهم على تطوير المبادرات الإنمائية لمواجهة تحديات المستقبل، حيث يعتبر الشباب عنصراً وعاملاً مهماً لتحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية الشاملة والمستدامة، حيث إنهم أكثر الفئات في المجتمعين الإماراتي والسعودي، الذين لديهم رغبة في التجديد والقدرة على استيعاب المتغيرات والتعامل مع المستجدات العلمية والتقنية. 
ويقدم مجلس التنسيق السعودي الإماراتي، الذي أسس في شهر مايو 2016 بتوجيهات من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وأخيه صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، نموذجاً أمثل للتعاون بين الدول وتفعيل أواصره، ويدعم في الوقت ذاته، ضمن منظومة العمل الخليجي المشترك، تنفيذ المبادرات المشتركة، والتي تنعكس إيجابياً على اقتصاد البلدين وزيادة نسبة الاستثمار بينهما، حيث يعمل المجلس على ثلاثة محاور رئيسة، أولها: المحور الاقتصادي، والثاني: المحور البشري والمعرفي، والثالث المحور السياسي والأمني والعسكري.

اجتماعات
من أبرز التطورات التي شهدها مجلس التنسيق السعودي الإماراتي عقد الاجتماعات المستمرة، والتي كان آخرها في نهاية شهر يونيو الماضي، حيث تم عقد الاجتماع عن بُعد، لمتابعة سير العمل في المشاريع والمبادرات المختلفة التي يجري تنفيذها بين الطرفين في الوقت الراهن بعدة مجالات. 
وسلط الاجتماع الضوء على المحاور الأساسية لاستراتيجيات المجلس خلال المرحلة القادمة، آخذين في الحسبان الظروف والمستجدات الإقليمية التي فرضت نفسها بسبب فيروس كوفيد - 19، للاستفادة من التجارب بكلا البلدين لتطوير بروتوكولات فعالة للتعافي على مختلف المستويات الاجتماعية والاقتصادية. 

خلوة العزم
في ترجمة سريعة لنتائج إنشاء المجلس التنسيقي المشترك، جاء انعقاد «خلوة العزم» التي التأمت على مرحلتين، الأولى في 21 فبراير 2017 بأبوظبي، بمشاركة أكثر من 150 مسؤولاً حكومياً، وعدد من الخبراء في مختلف القطاعات الحكومية والخاصة في البلدين، والتي بحثت سبل تفعيل بنود الاتفاقية الموقعة بينهما، بإنشاء المجلس، ووضع خريطة طريق له على المدى الطويل، ليكون النموذج الأمثل للتعاون والتكامل بين الدول، ولتعكس حرص البلدين على توطيد العلاقات الأخوية بينهما، والرغبة في تكثيف التعاون الثنائي، عبر التشاور والتنسيق المستمر في المجالات ذات الأولوية.
وانعقدت المرحلة الثانية من «خلوة العزم» في 13 أبريل 2017 بالرياض، وناقشت آليات تعزيز المنظومة الاقتصادية المتكاملة بين البلدين، وإيجاد حلول مبتكرة للاستغلال الأمثل للموارد الحالية، وذلك من خلال عدد من المواضيع، أهمها البنية التحتية والإسكان، والشراكات الخارجية، والإنتاج والصناعة، والزراعة والمياه، والخدمات والأسواق المالية، والقطاع اللوجستي، والنفط والغاز، والبتروكيماويات، والشباب، والتطوير الحكومي، والخدمات الحكومية، وريادة الأعمال، والسياحة، والطاقة المتجددة، والاتحاد الجمركي، والسوق المشتركة.

منصة
منصة مجلس الشباب السعودي الإماراتي إحدى المبادرات التي تستند إلى الركائز الثلاث لرؤية المملكة 2030، ورؤية الإمارات 2021 ومئوية الإمارات 2071، بغية إبراز كافة جهود الشباب في البلدين، الرامية إلى المساهمة في تحقيق التنمية المستدامة في محاور عدة، تشمل التعليم، والصحة، والإعلام، وريادة الأعمال، والثقافة، والفنون، والسياحة، والترفيه.

2014
حققت العلاقات الثنائية بين البلدين نقلة نوعية تمثلت في حرص القيادة في كلا البلدين الشقيقين على مأسسة هذه العلاقات من خلال تأسيس لجنة عليا مشتركة في مايو 2014، برئاسة وزيري الخارجية في البلدين، عملت على تنفيذ الرؤية الاستراتيجية لقيادتي البلدين، للوصول إلى آفاق أرحب وأكثر أمناً واستقراراً لمواجهة التحديات في المنطقة، وذلك في إطار كيان قوي متماسك، بما يعود بالخير على الشعبين الشقيقين، ويدعم مسيرة العمل الخليجي المشترك.

2016
في عام 2016، وقع البلدان على اتفاقية إنشاء مجلس تنسيقي بينهما، يهدف إلى التشاور والتنسيق في الأمور والمواضيع ذات الاهتمام المشترك في المجالات كافة، حيث نصت الاتفاقية على أن يجتمع المجلس بشكل دوري، وذلك بالتناوب بين البلدين.

2018
في يونيو 2018، رفعت الإمارات والمملكة العربية السعودية مستوى العلاقات الثنائية بينهما إلى مراحل غير مسبوقة، اشتملت على رؤية مشتركة للتكامل بين البلدين اقتصادياً وتنموياً وعسكرياً، عبر 44 مشروعاً استراتيجياً مشتركاً، ضمن «استراتيجية العزم» التي عمل عليها 350 مسؤولاً من البلدين من 139 جهة حكومية وسيادية وعسكرية.

 

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©