الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

علماء ورجال دين لـ«الاتحاد»: الإمارات في مجلس الأمن.. دعم للأخوة والتسامح

مندوبو الدول أثناء جلسة للجمعية العامة للأمم المتحدة (أرشيفية)
13 يونيو 2021 01:31

أحمد شعبان (القاهرة)

ثمن علماء الأزهر الشريف ورجال الكنيسة في مصر، انتخاب أعضاء الجمعية العامة للأمم المتحدة دولة الإمارات العربية المتحدة لعضوية مجلس الأمن للفترة من 2022-2023، وأكدوا أن مواقف ومبادرات دولة الإمارات في نشر السلام العالمي والحوار المشترك بين الأديان واحتضانها «وثيقة الأخوة الإنسانية»، أهّلتها للفوز بهذا المنصب الرفيع خدمةً للإسلام والعرب والإنسانية جمعاء على مستوى العالم.
وأكدوا لـ«الاتحاد» أن دولة الإمارات العربية، منذ تأسيسها على يد الوالد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان «طيب الله ثراه»، وهي تسعى لنشر السلام العالمي، وهو ما جعلها محل ثقة من المجتمع الدولي والمؤسسات السياسية والدينية على مستوى العالم، وبالتالي فإن انتخابها له أهمية كبرى لمُساندة الشعوب ودعم الأخوة الإنسانية، ونشر قيم التسامح، ومكافحة التطرف والإرهاب والتمييز العنصري والكراهية.
وأشاد الدكتور شعبان إسماعيل أستاذ أصول الفقه بجامعة الأزهر، بانتخاب الإمارات عضواً غير دائم بمجلس الأمن الدولي، مؤكداً أن هذا الانتخاب جاء نتيجة لما تُقدمه الدولة من مبادرات وجهد وعمل، من أجل تطبيق أهداف الوثيقة السامية في تاريخ البشرية «وثيقة الأخوة الإنسانية»، مشيراً إلى أن الإمارات أطلقت من أجل هذه الوثيقة العديد من المبادرات، التي تتخطى حواجز الحدود والفوارق الدينية والعرقية، رغم ما يواجهه العالم من جائحة «كورونا» وتداعياتها.
وقال أستاذ أصول الفقه لـ«الاتحاد»، إن دور الإمارات في لم الشمل العربي، ونشر قيم التسامح والسلام العالمي نهج راسخ منذ تأسيس الإمارات، مضيفاً: «هكذا عهدنا دولة الإمارات الشقيقة، وما تقوم به في خدمة المواطن الإماراتي والعربي والإنسانية ككل».
وأكد أن الإمارات تتسم بالتسامح والعيش المشترك والتعاون مع الأطياف والأعراق والأديان كافة، الأمر الذي جعلها محل ثقة من المجتمع الدولي والمؤسسات السياسية والدينية على مستوى العالم، خصوصاً الأزهر الشريف.

مصدر فخر
من جانبها، عبرت الدكتورة آمنة نصير، أستاذ العقيدة الإسلامية بجامعة الأزهر، عن سعادتها بفوز دولة الإمارات الشقيقة بعضوية مجلس الأمن، قائلةً: «شرف كبير لجميع الدول العربية والإسلامية أن تمثلنا هذه الدولة العظيمة العزيزة على قلوبنا في مجلس الأمن الدولي». وأكدت أن هذا الحدث المهم مصدر فخر للعرب والمسلمين جميعاً، وأن هذا الاختيار الدولي لم يأتِ من فراغ، بل بعد عمل جاد وحثيث طوال السنوات الماضية، في خدمة الإنسانية ونشر السلام العالمي، كما قال تعالى: (وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون). 
وأشادت بالتأييد الدولي الواسع لترشح دولة الإمارات العربية المتحدة، والذي شهدته جلسة الاقتراع التي عقدتها الجمعية العامة للأمم المتحدة، وهو ما يؤكد ثقة المجتمع الدولي بالدور المهم والمحوري الذي تلعبه دولة الإمارات على الساحتين العربية والدولية.  واعتبرت أن فوز الإمارات سوف يُسهم في حل كثير من القضايا الدولية التي تتعلق بالعالمين العربي والإسلامي، وسوف يمنحها صوتاً قوياً في قضايا السلم والأمن الدوليين، وحل النزاعات والصراعات التي تتعرض لها بعض الدول العربية، لاسيما في سوريا واليمن وليبيا، ومحاربة الجماعات المتطرفة والإرهابية، مثل تنظيم الدولة «داعش» و«القاعدة».

أيادٍ بيضاء
ورأى الدكتور أحمد كريمة، أستاذ الشريعة بجامعة الأزهر، أن انتخاب الإمارات لمجلس الأمن جاء نتيجة طبيعية للمبادرات التي تقوم بها في نشر قيم التسامح والأخوة الإنسانية ومكافحة التطرف ونشر السلام العالمي، مؤكداً أن الإمارات دولة عروبية حتى النخاع، وتطبق وسطية الإسلام. 
وأكد كريمة أن التأييد الدولي، الذي حصلت عليه الإمارات، جاء لأن قادة الإمارات يُبصرون أهمية خدمة الإنسانية جمعاء، وأنشأوا مراكز دولية دراسية مُعتمدة معنية بمكافحة التطرف والإرهاب في الإمارات والعالم، مثل «هداية» و«صواب» و«منتدى تعزيز السلم في المجتمعات غير المسلمة»، مؤكداً أن هذه المراكز تدل على أهمية ما تنتهجه وتدعمه وتشجعه دولة الإمارات، وتُسهم في نشر السلام المجتمعي، وتساعد على طرح معالجات للغلو والتشدد والتطرف، ومداواة التكفير والجنوح للعنف الفكري والمسلح. ونوه «كريمة» بأن قيادة الإمارات الرشيدة، بفضل النيات الصادقة المُخلصة، استطاعت إرساء نظام سياسي قلّ نظيره بين العرب والمسلمين، وكيان اقتصادي مُتفرد في مدة وجيزة من الزمان، مثمناً أيادي قادة الإمارات البيضاء للمسلمين وغيرهم من العرب والعالم.  وشدد على أن الاختيار الموفق لدولة الإمارات لهذه العضوية يعتبر تاجاً على جبين العرب، ودرة فخار للمسلمين أن يكون في هذا المحفل العالمي من يُمثل العرب والمسلمين ومن ينوب عنهم في حل قضاياهم ومشاكلهم، قائلاً: «تحية من الأزهر الشريف، وتهنئة خالصة صادقة لأنفسنا، لأن الإمارات هي العرب والعرب هم الإمارات».

صيد عالمي
وثمن القس بولا فؤاد رياض كاهن كنيسة مارجرجس المطرية بالقاهرة، انتخاب الإمارات في مجلس الأمن الدولي، مؤكداً أن المبادرات الإنسانية التي تُطلقها دولة الإمارات والمعنية بنشر قيم التسامح ومكافحة التطرف والإرهاب والتعايش السلمي بين الشعوب جميعاً مع اختلاف أعراقهم ودياناتهم، زادت من رصيد الإمارات عالمياً للترشيح والفوز بهذا المقعد. وأكد كاهن كنيسة مارجرجس أن مجلس الأمن الدولي سوف يستفيد من خبرة الإمارات في مجال نشر قيم التسامح والسلام والمبادرات، التي تُطلقها انطلاقاً من مبادئ الأخوة الإنسانية، وينبذ الجميع الكراهية ويتصدوا للشقاق والنزاعات والحروب، ويتم نشر ثقافة السلام بين شعوب العالم المحبة للسلام، متمنياً كل التوفيق والنجاح لدولة الإمارات في دورها العالمي، داعياً الله أن يُعين الإمارات على بذل المزيد من العمل والعطاء الإنساني، حتى تعم القيم الإنسانية في العالم.

خبير أممي: المساعدة في إنهاء أزمات كبرى
أشاد الخبير الدولي، ريتشارد جوان، بفوز الإمارات بمقعد غير دائم بمجلس الأمن الدولي، مشدداً على أن انتخاب الإمارات يساعد، بشكل كبير، على حل مشاكل العالم، نظراً لتأثيرها الدولي المعروف.
وإلى جانب الإمارات، اُنتخبت غانا والبرازيل وألبانيا والجابون كأعضاء غير دائمين في مجلس الأمن. وتحل الدول المنتخبة محل الدول الأعضاء المنتخبة استونيا والنيجر وسانت فنسنت وجزر جرينادين وتونس وفيتنام في الأول من يناير.
ويقول جوان، مدير مجموعة الأزمات الدولية بالأمم المتحدة والمراقب منذ فترة طويلة بالأمم المتحدة: إن الإمارات العربية المتحدة قادرة على لعب دور كبير في منطقة الشرق الأوسط وآسيا، وأماكن أخرى في العالم.
وأوضح جون، في تصريحات لشبكة صوت أميركا، أن للإمارات تأثيراً كبيراً ليس فقط في الشرق الأوسط، ولكن في القرن الأفريقي، ويأمل أعضاء المجلس الآخرون أن يساعد التأثير الإماراتي في استقرار دول، مثل السودان.
ويشير الخبير الدولي إلى أن «عدم تمكن الأمم المتحدة من وقف حرب البلقان في أوائل التسعينيات، وهو ما أدى إلى قصف الناتو في عام 1995، يجعل اهتمام ألبانيا الرئيسي، على جدول أعمال الأمم المتحدة، منصباً على القضايا الإقليمية، لاسيما العلاقات مع كوسوفو».
وتنضم الدول المنتخبة حديثاً إلى الأعضاء الخمسة غير الدائمين الآخرين الحاليين: الهند، وأيرلندا، وكينيا، والمكسيك، والنرويج، والدول الخمس الدائمة العضوية التي تتمتع بحق النقض «الفيتو»: بريطانيا والصين وفرنسا وروسيا والولايات المتحدة.

«الكنيسة الإنجيلية»: الدولة حاملة لواء الإنسانية
أكد القس رفعت فكري، رئيس مجلس الحوار بالكنيسة الإنجيلية والأمين العام المشارك بمجلس كنائس الشرق الأوسط، أن انتخاب دولة الإمارات في مجلس الأمن الدولي جاء لأنها دولة تُؤمن وتُدين بالإنسانية، ومعروفة عالمياً بتسامحها مع كافة الأديان والمعتقدات واحتضانها لكل الناس مع اختلاف عقائدهم، من خلال تطبيق بنود «وثيقة الأخوة الإنسانية».
وأضاف رئيس مجلس الحوار لـ«الاتحاد»، أن ما تقوم به الإمارات من مبادرات عالمية يؤكد احترامها لمبادئ حقوق الإنسان، واحترامها القرارات الدولية والأمم المتحدة، واحترامها الاتفاقيات الدولية التي تتعلق بمناهضة التمييز والعنصرية، واحترام حقوق المرأة والطفل والإنسان بصفة عامة، مؤكداً أن انتخاب الإمارات لمجلس الأمن ضرورة لمُساندة الشعوب ودعم «الأخوة الإنسانية».
وأكد أن الإمارات دولة مهمة ومحورية وجهودها واضحة في غرس ثقافة التسامح وقبول الآخر والتنوع والتعددية، مشيراً إلى أن ما تقوم به الإمارات حقائق وليست شعارات، حيث تستضيف لقاءات ومؤتمرات لدعم الأخوة الإنسانية ونبذ التعصب، وكذلك وثيقة الأخوة الإنسانية التي وقعها شيخ الأزهر وبابا الكنيسة الكاثوليكية في أبوظبي والتي أبهرت العالم، وجعلت الأمم المتحدة تُعلن الاحتفال بها سنوياً على مستوى العالم في 4 فبراير، مؤكداً أن كل هذه المبادرات دلائل تؤكد قيمة دولة الإمارات. ونوه بأن العالم مازال يُعاني بعض التوترات وعدم تحقيق العدالة الإنسانية، وأن هناك ظلماً يقع على بعض شعوب العالم، وتعصباً وكراهية بسبب اللون والجنس والدين، مؤكداً أنه من خلال وجود دولة الإمارات في مجلس الأمن سوف تُدعم القيم الإنسانية التي تنادي بالمساواة والعدالة، ورفض التمييز العنصري واحترام الإنسان، بغض النظر عن جنسه أو لونه أو معتقده، وقبول التنوع والتعددية، ورفض المظالم التي تقع على بعض الشعوب، قائلاً: «أعتقد أن هذه هي الرسالة التي ستحملها دولة الإمارات في مجلس الأمن الفترة المقبلة».

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©