الثلاثاء 7 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

فاطمة طاهر.. طموح عابر للحدود

فاطمة طاهر.. طموح عابر للحدود
22 أكتوبر 2021 01:04

دينا جوني (دبي) 

حين تدخل طالبات جامعة زايد مكتبها، سريعاً ما يصبن بعدوى النجاح والتفوق، فصورها مع قيادات الدولة وشهاداتها المعلقة على الجدران والموزعة على سطح المكتب تحرك في نفوسهن إحساساً بالفخر والتحفيز في آن واحد، فهم يرون أمامهن ما يطمحن إلى تحقيقه: امرأة أكاديمية مواطنة أثبتت نفسها بالجهد والعزم وحققت النجاحات محلياً ودولياً. إنها الدكتورة فاطمة طاهر مساعدة عميد في البحوث وخدمة المجتمع في كلية الابتكار التقني، التي اعتبرت أن عملها البحثي ساعدها في تمثيل دولة الإمارات العربية المتحدة في أبرز المؤتمرات الدولية، ورفع من سمعة الجامعة التي تتشرف بأنها تحمل اسم مؤسس الدولة المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان «طيب الله ثراه».
وقالت الدكتورة فاطمة طاهر في حوار مع «الاتحاد» إنها سجّلت في عام 2020 أول براءة اختراع رسمية أميركية في جامعة زايد، وهي الباحث الرئيس فيها، وستساعد براءة الاختراع المسجلة وجميع الأبحاث الأخرى جامعة زايد في عملية التصنيف والاعترافات الدولية لبرامجها التدريسية وفي تحقق المزيد من التقدم على المستويين المحلي والدولي، وسيتم ذلك من خلال الأبحاث الطبية التي أنجزتها الدكتورة فاطمة طاهر ولها تأثير كبير في المجتمع، وفي الاقتباسات البحثية.
وقالت: إن الجامعة تنفذ توجهات الدولة في التركيز على البحث العلمي الجامعي، ولهذه الغاية تقدّمت هي بالعديد من المقترحات للتوسع في الجانب البحثي من خلال تأسيس مركز داخل الجامعة واستقطاب الباحثين والخبرات العلمية من سوق العمل ومختلف الصناعات، بهدف جسر الفجوة بين التعليم الأكاديمي وسوق العمل. وأكدت أن إدارة جامعة زايد تدعم أساتذتها بكل ما أوتيت من قدرات لتعزيز ثقافة البحث العلمي لديهم ونقلها للطلبة. 
وعن إنجازاتها الفردية، قالت د. فاطمة طاهر إنها نشرت أكثر من 100 ورقة بحثية في مجلات ومؤتمرات دولية ذات تأثير كبير، وعملت كعضو في لجان التوجيه والتنظيم والبرامج الفنية للعديد من المؤتمرات الدولية.
وإلى جانب ذلك، شرحت أن عملها الأكاديمي في جامعة زايد أعطاها الفرصة لتكون قدوة لطالبات مواطنات هن قائدات المستقبل، فهي لا تمل من تشجيعهن على التركيز في دراستهن الجامعية لكي يذقن طعم التفوق الذي لا يضاهيه أي شعور آخر، وقالت إن أمهات الطالبات يستعنّ بها أيضاً لكي تتحدث مع بناتهن لحثّهن على استكمال تعليمهن قبل التفكير والإسراع في خطوة الارتباط. 
ولفتت إلي أن اهتماماتها البحثية تصب في مجالات معالجة الصور، والذكاء الاصطناعي وتحليل الصور الطبية المتعلقة بالكشف المبكر عن الخلايا السرطانية، وزرع الكلى، والتوحّد، وصور الرنين المغناطيسي للدماغ، مع استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي في جميع الأبحاث.
وتشغل د. فاطمة طاهر مركز رئيسة معهد مهندسي الكهرباء والإلكترونيات المعروف بـIEEE في الإمارات العربية المتحدة منذ عام 2019 ولغاية عام 2022، وهو عمل تطوعي بالكامل، يساعدها على تمثيل دولة الإمارات المتحدة في الخارج مما يمكنها من استقطاب المؤتمرات العالمية ذات التأثير الكبير، كما أنه يعدّ فرصة مهمة للباحثين المتواجدين في الدولة لنشر أبحاثهم في هذه المؤتمرات ومقابلة العلماء الذين يتواجدون عادة في هذه المؤتمرات العالمية.
وتعدّ د. فاطمة طاهر من الرواد في استخدام الذكاء الاصطناعي للكشف عن تأثير «كوفيد-19» في الرئة بالتعاون مع هيئة الصحة بدبي الذين زوّدوها بـ 2000 صورة طبية بالأشعة السينية لمرضى كورونا من أجل دراسة تأثير الفيروس على الرئة، وإمكانية اكتشاف هذه الأضرار في مرحلة مبكرة باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي. كما أنها نشرت أكثر من أربع أوراق بحثية في المجلات العالمية عن «كوفيد-19».
وتتبع د. فاطمة طاهر أجندة واستراتيجية واضحة في جميع أبحاثها، إذ لديها العديد من المشاريع المشتركة مع جامعات عالمية مثل مختبر علم الأحياء في جامعة لويزفيل، كنتاكي في الولايات المتحدة الأميركية، وقد أجرت هناك بحثاً في مجال معالجة الصور الطبية لمشروع الكشف المبكر عن إصابة الرئة باستخدام صور الصدر 4D-CT، بالإضافة إلى الكشف المبكر عن سرطان البروستاتا بالتعاون مع الأستاذ الدكتور أيمن الباز رئيس المعمل.
وبحث آخر مع مركز أبحاث الاتصالات في كينجز كوليدج لندن، المملكة المتحدة، وذلك في مجال معالجة الصور الطبية وتحليلات البيانات، بدعوة من البروفيسور ميشا دوهلر، أستاذ الاتصالات اللاسلكية في كنج كولج في لندن.

دعم كبير
أكدت الدكتورة فاطمة طاهر أن هذه الإنجازات تعود إلى الدعم الكبير الذي تقدمه جامعة زايد عبر تغطية المصاريف المتعلقة بالزيارات البحثية التي تقوم بها خلال فترة الصيف، وكذلك الدعم الحكومي في تشجيع المرأة وإشراكها في النهضة العلمية للدولة.

ماساتشوستس للتكنولوجيا
ضمن المشاريع المشتركة أيضاً، أجرت بحثاً مع ماساتشوستس للتكنولوجيا في بوسطن، الولايات المتحدة الأميركية، في مجال معالجة الصور الطبية والتعلم الآلي والذكاء الاصطناعي، وقد دُعيت من قبل الدكتور روي ويلش، أستاذ إدارة العمليات العالمية في إيستمان كوداك، وأستاذ الإحصاء وعلوم البيانات.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©