الأحد 12 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

أصحاب الهمم وأجندة الخمسين المقبلة

بشرى الملا
21 ديسمبر 2021 01:30

د. بشرى الملا
إنّ عملية دمج أصحاب الهمم تتطلّب اتخاذ تدابير فعّالة لتمكينهم من بلوغ أقصى قدرة من الاستقلالية والمحافظة عليها، واستثمار إمكاناتهم على أكمل وجه، وضمان إشراكهم بشكل تام في جميع نواحي الحياة، حيث يرتبط تحقيق تلك الأهداف بشكل وثيق مع إزالة الحواجز السلوكية والمؤسساتية والفيزيائية القائمة في المجتمع والتي تعوق وصولهم ومشاركتهم الفعالة في مختلف القطاعات والمجالات، لاسيّما في مجالات الصحة والتعليم والعمل والخدمات الاجتماعية والخدمات العامة، بالإضافة إلى توفير الخدمات والبرامج التأهيلية ذات الجودة لتنمية مهاراتهم وصقل وتعزيز جهوزيتهم للمشاركة في مختلف نواحي الحياة.
إن تمكين أصحاب الهمم من العيش في بيئة محفزة ودمجهم في المجتمع ليكونوا أعضاءً منتجين هي مسؤولية مشتركة، تقع على عاتقنا جميعاً في مختلف المؤسسات والجهات المحلية والاتحادية، وفي القطاع الخاص والقطاع الثالث، فالحواجز والعوائق التي تقف في طريق أصحاب الهمم وتحول دون تمكّنهم من القيام بالعديد من الأنشطة، أصبحت اليوم تُعالج ضمن رؤية شاملة وخريطة طريق واضحة المعالم تتضمّن خدمات متكاملة ذات جودة عالية في إطار تنمية اجتماعية مستدامة، قائمة على البيانات والأدلة لأصحاب الهمم وأسرهم.
لقد جاءت استراتيجية أبوظبي لأصحاب الهمم التي أطلقتها دائرة تنمية المجتمع من قبل صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة ورئيس المجلس التنفيذي لإمارة أبوظبي، في عام 2020، والتي تُمثل تطوير منظومة متكاملة من السياسات والبرامج التي تضمن تمكين أصحاب الهمم، وتعزز إسهاماتهم ودورهم الرئيسي في مسيرة التنمية، لتدعم جهود الدولة في العمل على بناء ثقافة مجتمعية ومنهج حياة يؤمن بأهمية أصحاب الهمم، ويضع رؤية موحدة تحقق أهدافهم وتطلعاتهم.
ولا بد من الإشارة إلى أن التقدم الحاصل في تنفيذ الاستراتيجية مرتبط بتضافر وتكاملية الجهود بين مختلف الجهات، لضمان توفير خدمات متكاملة وذات جودة عالية، وإشراك أصحاب الهمم في عملية التحول نحو مجتمع دامج، وخلق بيئة تتيح الوصول المتكافئ للحقوق والخدمات والفرص في جميع مراحل الحياة.
ونحن بدورنا في دائرة تنمية المجتمع نتطلع ومن خلال هذه الاستراتيجية التي ستكتمل في عام 2024، إلى إيجاد تغيير حقيقي مستدام وطويل الأمد في واقع أصحاب الهمم، ورفع جودة حياتهم لجعل إمارة أبوظبي نموذجاً عالمياً في توفير بيئة حاضنة ودامجة، عبر تسخير الجهود كافة لدعمهم، كونهم جزءاً لا يتجزأ من المجتمع.
التزامنا مستمر بالعمل على توفير بيئة دامجة وممكّنة لأصحاب الهمم، فهم جزء من النسيج المجتمعي في أبوظبي ودولة الإمارات ولهم حقوق وواجبات كغيرهم من أفراد المجتمع، وسنعمل من خلال الاستراتيجية على ضمان إيجاد مجتمع خالٍ من الحواجز، يضمن الحياة الكريمة لهم ولأسرهم.
وختاماً، فإن الاهتمام والحرص الكبير وتقديم كافة سُبل الدعم والدمج في مختلف مجالات الحياة، يظهر حرص قيادتنا الرشيدة على تمكين أصحاب الهمم، بما يتمتعون به من إرادة صلبة وقدرات وإمكانيات، حيث تم إطلاق العديد من المبادرات والبرامج والسياسات التي تستهدف الارتقاء بتطلعاتهم والعمل على تحقيقها خلال السنوات المقبلة، فهم يتصدرون أجندة التنمية الوطنية خلال السنوات الخمسين المقبلة.
المدير التنفيذي لقطاع التنمية المجتمعية - دائرة تنمية المجتمع أبوظبي

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©