الأربعاء 8 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

بحث استخدام التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي لرصد التهديدات الحيوية

متحدثون في جلسات اليوم الأول للملتقى (تصوير: عادل النعيمي)
20 يوليو 2022 02:12

منى الحمودي (أبوظبي)

انطلقت في أبوظبي أمس أعمال اليوم الأول لملتقى استشراف مستقبل الأوبئة المستقبلية والمخاطر البيولوجية، والذي تنظمه الهيئة الوطنية لإدارة الطوارئ والأزمات والكوارث على مدار يومين، بحضور ومشاركة نخبة من الخبراء والمختصين المحليين والدوليين في مجال العلوم الوبائية والبيولوجية. ويهدف الملتقى إلى وضع خارطة طريق مشتركة حول المخاطر والتهديدات البيولوجية المستقبلية، من خلال الاستشراف والتنبؤ لها لتعزيز جاهزية ومرونة القطاعات والمؤسسات في الدولة، وتطوير قدراتها لتخفيف من تداعيات الأوبئة والمخاطر. يذكر أن الملتقى هو جزء من مراجعة وطنية لأزمات أخطار الأوبئة والتهديدات البيولوجية أطلقتها الهيئة الوطنية لإدارة الطوارئ والأزمات والكوارث، بالمشاركة والتنسيق مع كافة الشركاء الاستراتيجيين، شملت عدة ورش عمل تطرقت لعدة محاور منها تقييم مخاطر الأوبئة والتهديدات البيولوجية والجاهزية الإعلامية ومعالجة المعلومات، بالإضافة إلى مراجعة القدرات والمواد الوطنية.
وقال عبيد راشد الحصان الشامسي نائب رئيس الهيئة الوطنية لإدارة الطوارئ والأزمات والكوارث «إن الجهود الوطنية المبذولة في الملتقى تسعى إلى وضع تصور لمستقبل آمن يهدف إلى ضمان صحة وسلامة مجتمع دولة الإمارات وللحفاظ على مكتسبات الدولة ومنجزاتها».

كما أكد الشامسي على أهمية تعزيز نهج الاستباقية واستشراف المستقبل للتصدي لكافة المخاطر والاحتمالات المتعلقة بالأوبئة المستقبلية والمخاطر البيولوجية ودراسة كافة التنبؤات ووضع الحلول المقترحة ومعالجة التحديات.
وشمل الملتقى جلسات نقاشية تتمثل في طرح الأسئلة بأسلوب «ديلفي» بمشاركة كافة الخبراء وممثلي الجهات من الحضور ومناقشة كافة السيناريوهات مختلفة التعقيد ووضع الحلول المقترحة ومعالجة التحديات.
وتضمن الملتقى خلال اليوم الأول عدداً من الجلسات النقاشية التي قدمها خبراء من قطاعات مختلفة ذات صلة بالمخاطر الصحية والبيولوجية، من أهمها البحوث الطبية الحيوية في الإمارات من منظور النظام الصحي، أهمية الاستشراف ودور الحكومات في ذلك وآليات استشراف المستقبل، والسيناريوهات المحتملة والتحولات في النماذج بعد كوفيد-19. بالإضافة لجلسة حول فوائد ومخاطر التكنولوجيا الحيوية في مجال الأوبئة، الوقاية والاستعداد لمواجهة خطر انتقال الأمراض الوبائية من الحيوان إلى الإنسان بنهج الصحة الواحدة، وجلسة التوجهات الاستراتيجية المستقبلية لضمان الأمن البيولوجي. وجلسات ناقشت الأمن والدفاع البيولوجي وأدوات استخدام التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي لرصد التهديدات الحيوية وجلسة مستقبل الدفاع البيولوجي للتصدي للتهديدات البيولوجية.

البيئة البحثية 
تطرق الدكتور علوي الشيخ علي، نائب مدير عام هيئة الصحة بدبي، عضو مجلس علماء الإمارات واللجنة الطبية العلمية، خلال جلسة البحوث الطبية الحيوية في الإمارات من منظور النظام الصحي، لإنتاجية البحث العلمي في الإمارات خلال 20 سنة سابقة، وأسس البيئة البحثية ودور النظم الصحية المتكاملة في تعزيز المنظومة الصحية. مشيراً إلى أن عدد المنشورات العلمية تضاعفت 16 مرة خلال السنوات السابقة، كما تم تسجيل زيادة ملحوظة في منتج البحث العلمي بالدولة، مما يؤكد على اهتمام المؤسسات المعنية بالبحث العلمي لما له من أهمية بالغة في تحديد التوجهات والمسارات.

وأشار إلى أن البيئة البحثية تعتمد على أربعة أسس وهي صناعة واستقطاب المواهب بالاعتماد على الإنسان، تمكين المواهب والتمويل، الإدارة والثقافة.
وذكر الدكتور علوي الشيخ القيمة المضافة للنظام الصحي الأكاديمي المتكامل، والتي لها دور كبير في تعزيز المخرجات الصحية للأفراد والمجتمع، تحسين الكفاءة وتعزيز النظام الصحي الأكاديمي المبني على الأدلة العلمية، تحسين الحوكمة من خلال فصل التنظيم والتمويل عن تقديم الرعاية، استقطاب استثمارات استراتيجية في علوم الحياة ودعم اقتصاد المعرفة. بالإضافة لتعزيز البحث والابتكار في مجال الصحة والعلوم الطبية الحيوية، دعم توظيف المواهب الاستثنائية والاحتفاظ بها وبناء وتطوير القدرات المحلية في العلوم الصحية.
وفي الختام أكد على أهمية تنويع وتوسيع فرص التمويل البحثي ودور الأوقاف البحثية والإنفاق على البحث والتطوير كنسبة مئوية من الناتج المحلي الإجمالي.

سيناريوهات كوفيد-19
تطرقت الدكتورة خولة الحتاوي، خبير في علم الأحياء المجهرية والميكروبات، لوباء كوفيد-19، وتأثيراته على النظام العالمي، حيث إن لانتشار فيروس كورونا زمنياً وجغرافياً، وامتداد تداعياته بما يشكل تهديداً مباشراً للحياة البشرية، بل تأثيراً على كافة الجوانب السياسية والاقتصادية والاجتماعية.
وقالت: «إن الجائحة خلقت اضطراباً عالمياً يفوق الخيال، وأن هذا الفيروس يعد اختباراً للقدرات وقدرة المجتمعات على الاستجابة بشكل ملائم.»
وأضافت: «يمكن التنبؤ بسلوك كوفيد-19 من خلال السيناريو الذي سيسود، وبالتالي فإن معالجة المشاكل ستؤدي إلى السيطرة على انتشار المرض والحد من الانكماش الاقتصادي والسعي نحو الانتعاش».

وذكرت السيناريوهات المحتملة للعالم ما بعد كوفيد-19، وهي «خط الأساس - حدوث تغيير غير شامل للنظام العالمي» أن يخضع الفيروس للسيطرة جزئياً، وأن يواجه العالم الركود الاقتصادي المعتدل الذي يؤدي إلى التعافي السريع والانفتاح التدريجي للشركات ومناطق السفر وأشكال جديدة من التعليم وبعض الابتكار في قطاع الصحة والقطاعات الأخرى.
أما السيناريو الثاني فهو «التوازن» من خلال الانكماش الاقتصادي لفتح الأعمال، مما يؤدي إلى تخفيف إجراءات منع التجمعات والمجالات الاجتماعية، وحدوث موجة ثانية من العدوى، تواجه بإجراءات صارمة للتباعد الاجتماعي وتطوير تقنيات جديدة. أما السيناريو الآخر، فهو «التحول نشوء نظام عالمي جديد» وتطوير لقاح من خلال التعاون العالمي، والانتعاش السريع في السوق، ورؤية المجتمع والأعمال الصديقة للبيئة وأشكال جديدة من التحالفات، وتحقيق قفزة في العلم والابتكار من شأنها أن تؤدي إلى مراقبة واستعداد أفضل للعدوى والكشف السريع عن الأمراض.

الدفاع البيولوجي
من جانبه، لفت الدكتور راشد الغافري، خبير في الأمن البيولوجي وعلم الوراثة الشرعي، خلال جلسته بعنوان «مستقبل الدفاع البيولوجي للتصدي للتهديدات»، إلى أن الدراسات العلمية أثبتت أن جميع المصابين بفيروس كورونا سواء في مرحلة الاحتضان أو ظهور الأعراض يخلفون كميات من الفيروس في مياه الصرف الصحي. وتعتبر مياه الصرف الصحي مستنقعاً يتخذ الفيروس منه بيئة للحفاظ على فعاليته وحيويته، وبالتالي يمكن كشف تمركز الأشخاص المصابين في مختلف المواقع الجغرافية. مشيراً إلى أن مدة بقاء حيوية الفيروس تقدر من 4 إلى 16 ساعة خارج جسم الإنسان، وهناك أعداد كبيرة من الفيروس تخرج من جسم الأشخاص المصابين عن طريق الصرف الصحي.

وذكر نماذج تقصي عبر الصرف الصحي في بعض الدول، منها هولندا في عام 2020، والتي سجلت فيروس كورونا، بينما سجلت السويد عام 2013 فيروس التهاب الكبد الوبائي، وفي نفس العام سجلت إسرائيل وجود فيروس شلل الأطفال، وسجلت هاواي في عام 2010 وجود ميكروب السالمونيلا، وفي عام 2003 سجلت هونغ كونغ 342 حالة وفاة في مبنى سكني بسبب انتشار فيروس سارس.  وفي عام 2020، أكدت فرنسا على وجود 100% إيجابية 23 عينة في الصرف الصحي في العاصمة باريس، بينما أكدت الصيين وجود 67% عينة إيجابية في الصرف الصحي لمدينة ووهان، بينما سجلت مدينة برزبين في أستراليا 22% عينات إيجابية في الصرف الصحي.

التوجهات الاستراتيجية 
ناقش الدكتور مروان الكعبي، رئيس اللجنة الاستشارية العلمية للأمن البيولوجي، خلال جلسته التوجهات الاستراتيجية المستقبلية في الأمن البيولوجي، والتي تعتمد على التعاون والتكامل داخلياً ودولياً، وأهمية الاكتشاف والتعامل المبكر، واستخدام العلوم والتكنولوجيا بشكل أكبر، والتوازن بين إجراءات الحد من المخاطر البيولوجية والحفاظ على البحوث والعلوم.
وذكر الدكتور مروان الكعبي أهم المحاور التي يتطلب التركيز عليها لتحقيق التوجهات الاستراتيجية في الأمن البيولوجي، وهي بناء بنية تحتية وتوفير الموارد اللازمة، القدرات البشرية والخبراء، قدرات كشف وتقصي، قدرات تحليل وتشخيص، قدرات استجابة، قدرات بحثية وأكاديمية مدروسة. بالإضافة لتحقيق التعاون بين الجهات والدول، تبادل المعلومات، توحيد المفاهيم والموارد البشرية والتقنية، التنسيق في تطبيق الإجراءات والتشريع، والتكامل في موجهة التحديات والمستجدات.

محور رئيس
وقال أطرف شهاب، الرئيس التنفيذي لمختبر المئوية بمكتب التطوير الحكومي والمستقبل: «يعد الاستشراف محوراً رئيساً في عمل الحكومات، ولا بد من تركيز الحكومات على الاستشراف عن طريق استخدام آليات مناسبة لاستشراف المستقبل وبناء السيناريوهات المحددة المناسبة لذلك».
وذكر أدوات استشراف المستقبل التي حددها بالسياق والأفق والنطاق المستقبلي، الاتجاهات والدوافع المستقبلية، دوافع تحقيق الأثر وعناصر الغموض، السيناريوهات المستقبلية، والتداعيات وإجراءات الجاهزية المستقبلية.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©