السبت 11 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

«بيت العائلة الإبراهيمية» يستضيف منتداه الأول للتعايش السلمي

«بيت العائلة الإبراهيمية» يستضيف منتداه الأول للتعايش السلمي
22 فبراير 2023 02:34

أبوظبي (الاتحاد)

 يرحّب بيت العائلة الإبراهيمية بالزوار من جميع أفراد المجتمع في دور العبادة الثلاث المسجد والكنيسة والكنيس، اعتبارًا من 1 مارس المقبل، وبإمكان الزوار حجز الجولات الإرشادية مصحوبة بمرشدين، والتي يمكن حجزها عبر الموقع الإلكتروني.
وافتتح بيت العائلة الإبراهيمية، المركز الجديد للتعلم والحوار وأداء الشعائر الدينية في منطقة السعديات الثقافية في أبوظبي، يوم الخميس الماضي، ويضم الموقع ثلاث دور عبادة متميزة، مسجد الإمام أحمد الطيب، وكنيسة قداسة البابا فرنسيس، وكنيس موسى بن ميمون - بالإضافة إلى مساحات مشتركة للتلاقي والحوار.
وتم تنظيم جولة للإعلاميين، أمس، للاطلاع على دور العبادة الثلاث في بيت العائلة الإبراهيمية، متساوية الأحجام والمكانة في رمزية تعكس الديانات الثلاث.
واستضاف المركز، يوم الجمعة الماضي، المؤتمر الأول للحوار بين الأديان، منتداه الأول متضمناً سلسلة من حلقات النقاش بين الأديان والثقافات بمشاركة كبار المؤرخين والشخصيات الدينية والعلماء من جميع أنحاء العالم. 
وألقى معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، وزير التسامح والتعايش، الكلمة الرئيسة الأولى في المنتدى، حيث سلط الضوء على دور ومكانة بيت العائلة الإبراهيمية، قائلاً: «يجسّد هذا المنتدى من خلال المتحدثين المتنوعين المشاركين فيه، قيم دولة الإمارات العربية المتحدة المتمثلة في التفاهم المتبادل والتعايش السلمي، ويعدّ بيت العائلة الإبراهيمية الذي تم افتتاحه شهادة على التعددية الثقافية لمجتمعنا. ومن ثم فهو مكان مثالي للحوار بين الأديان».
واشتملت الجلسة الأولى التي شارك فيها نيافة الكاردينال ميغيل أنخيل أيوسو جيكسو، والحاخام الأكبر يهودا سارنا، وفضيلة البروفيسور محمد المحرصاوي، وأدارها القاضي محمد عبد السلام، أمين عام اللجنة العليا للأخوة الإنسانية، على حوار ثري حول الإنجازات المهمة التي تحققت منذ توقيع وثيقة الأخوة الإنسانية من قبل قداسة البابا فرنسيس، رئيس الكنيسة الكاثوليكية وإمام الأزهر أحمد الطيب في عام 2019.
وفي الكلمة الرئيسية الثانية، التي ألقاها الكاردينال ميشال فيتزجيرالد، الرئيس الفخري للمجلس البابوي للحوار بين الأديان، قال نيافته: «إنها نية وأمل قداسة البابا وإمام الأزهر أحمد الطيب والقيادة الرشيدة لدولة الإمارات، أن تكون وثيقة الأخوة الإنسانية معروفة للجميع. وينطلق بيت العائلة الإبراهيمية من هذا الأمل، تجسيداً لروح الوثيقة ومبادئها وقيمها الإنسانية».
وسلطت الجلسة الثانية، التي شارك فيها معالي الدكتور زكي أنور نسيبة، المستشار الثقافي لرئيس دولة الإمارات العربية المتحدة، والحاخام الأكبر ديفيد روزين، المدير العالمي للشؤون الدولية في الكونغرس اليهودي الأمريكي، وأدارتها الأستاذة مارييت ويسترمان، نائبة رئيس جامعة نيويورك أبوظبي، الضوء على أهمية الحوار والتفاهم بين الثقافات في تعزيز السلام والتسامح، وتأثير جهود الدبلوماسية الثقافية في تحقيق ذلك.
وركزت الجلسة الختامية على تمكين الشباب من خلال الحوار بين الثقافات بمشاركة كل من مي الهاجري، مندوبة شباب الإمارات السابقة لدى الأمم المتحدة، وصمويل سيفرز، ويزن شحادة، وماثيو أيوب، المؤسسين الثلاثة لجمعية التسامح الشبابي.
كما ألقت كلمة الاختتام معالي الدكتورة هدى نونو، وهي أول سفيرة لمملكة البحرين وأول سفيرة يهودية لدولة عربية في واشنطن العاصمة.
وخلال حفل افتتاح بيت العائلة الإبراهيمية الذي أُقيم بتاريخ 16 فبراير، قال معالي محمد خليفة المبارك، رئيس بيت العائلة الإبراهيمية: «يأتي تأسيس بيت العائلة الإبراهيمية ليشكل رمزاً لقيم دولة الإمارات العربية المتحدة الراسخة في الاحترام المتبادل والتعايش السلمي، وهي القيم التي يجسدها الوالد المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه. وبيت العائلة الإبراهيمية نموذج للتعايش والتعددية الثقافية التي تمثل السمة الأبرز لمجتمعنا المتنوع، في دولة تحتضن اليوم أكثر من 200 جنسية من حول العالم. ونأمل أن يكون هذا الصرح مصدراً لإلهام أجيال المستقبل ومنارة تجمعهم لتسليط الضوء على إنسانيتنا المشتركة وأملنا بعالم متفاهم ومتعايش بسلام».
ويضم بيت العائلة الإبراهيمية، دور عبادة ثلاثاً، صمّمها المهندس المعماري العالمي السير ديفيد أدجايي، هي، مسجد وكنيسة وكنيس، متساوية الأحجام والمكانة في رمزية تعكس الديانات الثلاث على اختلافها، يتخذ كل مبنى شكل مكعب يبلغ عمقه ثلاثين مترا وعرضه ثلاثين مترا وارتفاعه ثلاثين مترا.

القيم الإنسانية
وقال السير ديفيد أدجاي، مصمّم بيت العائلة الإبراهيمية: «استلهمنا تصميم بيت العائلة الإبراهيمية من القيم الإنسانية المشتركة التي تجمعنا حول العالم، وهي تُجسد بطبيعتها القواسم المشتركة بين الأديان الثلاث. تستكمل دور العبادة بعضها بعضاً، رغم تفردها برسالتها الخاصة التي تعكس تطور الثقافة المتعلقة بالأديان عبر الأزمان. من خلال بناء بيت العائلة الإبراهيمية، تؤسس دولة الإمارات صرحاً يشكّل علامة فارقة لما تمثله من مكانة ودور عالميين. ونأمل أن يمكّن بيت العائلة الإبراهيمية -في احتفائه بالديانات الإبراهيمية الثلاث- أفراد المجتمع من مختلف المعتقدات من التعلم والمشاركة في تعزيز التعايش السلمي لدى الأجيال القادمة».
من جهته، قال معالي الدكتور محمد حسين المحرصاوي، الرئيس المشارك للجنة العليا للأخوة الإنسانية، والرئيس السابق لجامعة الأزهر: «إن بيت العائلة الإبراهيمية يأتي ترجمة حقيقية لبنود وثيقة الأخوة الإنسانية التي تدعو إلى ضمان التسامح والتعايش المشترك وكفالة حرية العقيدة وحماية دور العبادة، وهذا البيت هو الشاهد على نهج دولة الإمارات العربية المتحدة وقادتها نحو تعزيز حوار الأديان والتسامح والتعايش بين الجميع، كما أنه نموذج للتعايش والتقارب والاحترام المتبادل من أجل الإنسان».

نموذج مثالي
وبدوره قال نيافة الكاردينال ميغيل أنخيل أيوسو جيكسوت، رئيس المجلس البابوي للحوار بين الأديان في الكرسي الرسولي: «يجسد بيت العائلة الإبراهيمية نموذجاً مثالياً لجميع أفراد المجتمع من مختلف الأديان والثقافات والتقاليد والمعتقدات للعودة إلى الجوهر، والمتمثل في المحبة، محبة الجار. إنّ المركز يرسخ جهوده لتعزيز الحوار والاحترام المتبادل، ويعمل في خدمة الأخوة الإنسانية ونحن نسير معاً على دروب السلام».
وقال الحاخام الأكبر السير إفرايم ميرفيس للجماعات العبرية المتحدة للكومنولث: «في هذا اليوم، اجتمعنا معاً للاحتفال بهذا الصرح التاريخي الذي يجمعنا على محبة الله - بيت العائلة الإبراهيمية. من اليوم فصاعداً، دعونا نستخدم هذا المركز لنعزز فيه التفاهم والوئام والسلام ونؤكد أنّ قيمنا الإنسانية المشتركة تجمعنا دوماً».
ويعكس بيت العائلة الإبراهيمية، القيم الراسخة لدولة الإمارات العربية المتحدة المتمثلة في التقريب بين الناس والثقافات، والتنوع الذي تتسم به أبوظبي والإمارات بشكل أوسع، كموطن مجتمعات متعددة الثقافات نابضة بالحياة من مختلف المعتقدات. يستلهم المشروع مبادئ وثيقة الأخوة الإنسانية التي وقعها قداسة البابا فرنسيس وفضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب في أبوظبي عام 2019.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©