السبت 18 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

التجربة الإماراتية في قطاع الفضاء تُعد الأفضل عربياً

التجربة الإماراتية في قطاع الفضاء تُعد الأفضل عربياً
27 فبراير 2023 01:19

آمنة الكتبي (دبي) 

أكد عدد من الخبراء، أن دولة الإمارات حققت نهضة تنموية كبرى في مجال الفضاء، جعلتها في مصاف الدول الرائدة في هذا القطاع، كما تؤكد استدامة برنامجها الفضائي، موضحين أنه خلال سنوات قليلة استطاعت أن تحقق إنجازات فضائية ضخمة، جعلتها الدولة العربية الأولى في هذا المجال.
وبين الخبراء أن دولة الإمارات سوف تسجل إنجازاً فضائياً جديداً من خلال مهمة سلطان النيادي رائد الفضاء الإماراتي والذي سينطلق إلى محطة الفضاء الدولية 27 فبراير المقبل، على متن مركبة الفضاء «سبيس اكس دراجون انديفور»، من المجمع «A39» بقاعدة كيب كانافيرال في ولاية فلوريدا الأميركية، وتستمر لـ6 أشهر.

آفاق معرفية جديدة
أكد الدكتور فاروق الباز، عالم الفضاء والجيولوجيا في وكالة «ناسا» رئيس مركز الاستشعار عن بُعد في جامعة بوسطن، أن الرحلات الفضائية طويلة الأمد تفتح آفاقاً معرفية جديدة للبشرية، مشيراً إلى أهمية التجارب العلمية التي يتم تطبيقها في محطة الفضاء الدولية.
وقال إن دولة الإمارات وضعت خطة مستقبلية للمشاريع الفضائية والتي نفخر بها جميعاً، لافتاً إلى أهمية مهمة سلطان النيادي والتي تمتد إلى 6 أشهر، حيث يتطلع المجتمع العلمي للحصول على نتائجها، مبيناً أن للإمارات تجربة متميزة في قطاع الفضاء، ودوراً تنموياً في المنطقة العربية والعالم، ما يجعلها قادرة على المشاركة في الاستكشاف، وعدم الاكتفاء بدور المتفرج على صناعة الأحداث العلمية.
وقال: إن التجربة الإماراتية في قطاع الفضاء تُعد الأفضل عربياً، وإن نجاحات اقتصادية وعلمية تنتظر الإمارات خلال الأعوام الخمسين المقبلة بسبب إنجازات هذا القطاع، فيما لفت إلى أن أهم المكاسب التي حققتها الدولة هو تأسيس جيل واعد من الشباب يتمتع بخبرات متميزة، وأن نتائج استكشافات المشروعات الوطنية بالفضاء ستكون أساس التنمية للسنوات المقبلة. 

وأضاف: يتميز المشروع الفضائي الإماراتي بتنوعه الكبير الذي شمل العديد من المشروعات مختلفة الأهداف، فهناك مرحلة البدايات التي اتسمت بتطوير وبناء الأقمار الصناعية بغرض التصوير والاستشعار عن بُعد، والتي شملت «نايف 1، ودبي سات 1، ودبي سات 2، وخليفة سات»، وصولاً إلى «MbZsAt»، القمر الصناعي الأكثر تقنية وتقدماً، وهي مرحلة جعلت من الدولة لاعباً رئيساً ومهماً عالمياً، بما قدمته عبر مشروع استكشاف المريخ «مسبار الأمل» الذي يقدم، ولا يزال، معلومات نوعية جديدة للمجتمع العلمي عن الكوكب الأحمر وأسراره، إن هذه الجهود والرؤية المستقبلية لم تتوقف، بل تواصلت لتشمل مشروعات جديدة نوعية، مثل مهمة استكشاف القمر، ومهمة الإمارات لاستكشاف كوكب الزهرة وحزام الكويكبات، وهذه المشروعات الضخمة في مستهدفاتها تعكس قوة الإرادة والفكر المستقبلي الذي تتمتع به الدولة وقيادتها، ما يؤسس لمستقبل مزدهر لها خلال السنوات المقبلة، فضلاً عن تعزيز إسهاماتها ودورها العالمي في هذا القطاع.

وقال الدكتور محمد إبراهيم العسيري الرئيس التنفيذي للهيئة الوطنية لعلوم الفضاء في مملكة البحرين: منذ إعلان دولة الإمارات عن برنامجها الطموح لتأهيل وإرسال رواد إلى الفضاء في عام 2017، اتخذت خطوات واضحة ومدروسة ومتتابعة لتحقيق أهداف هذا البرنامج، والذي تميز بالشفافية والالتزام طويل الأمد. 
وأضاف: لقد كان أول برنامج متخصص لإعداد وتدريب رواد الفضاء على مستوى الوطن العربي، وهدف إلى تأهيل كوادر إماراتية شابة من الجنسين يمتلكون الخبرات والمهارات اللازمة لتمثيل دولة الإمارات والعرب بشكل عام في مهمات فضائية متنوعة، والمساهمة الجادة في تنفيذ العديد من التجارب العلمية التي تسهم في إثراء الحصيلة العلمية للبشرية. 
وتابع: لقد حقق هذا البرنامج نجاحاً باهراً، وأصبح أنموذجاً تقتدي به الدول لتأهيل كوادرها لريادة الفضاء، وتحقيق الإنجازات العلمية والأمجاد التاريخية. 
وقال: نتمنى أن تتكلل هذه المهمة بالنجاح الكامل، وأن يوفق رائد الفضاء الإماراتي الخليجي العربي سلطان النيادي في تنفيذ مهامه ليضيف مجداً جديداً للإمارات والعرب، وليسجل من خلال هذه الرحلة الفضائية الطويلة دخول العرب لعصر الفضاء بقوة. كما استشعرنا الفخر وعشنا ثمانية أيام مليئة بالعلم والمعرفة مع رائد الفضاء هزاع المنصوري في 2019، فإننا على يقين بأن رائد الفضاء سلطان النيادي سيجعلنا نعيش 6 أشهر من الشغف والمتابعة المستمرة لإنجازاته العلمية على متن محطة الفضاء الدولية، وسنتطلع لعودته سالماً غانماً لينقل لشباب العرب الكثير من المعارف وقصة نجاح الإمارات في كتابة تاريخ جديد للعالم العربي في الفضاء.

رحلات طويلة الأمد
وحول أهمية الرحلات طويلة الأمد لرواد الفضاء والمجتمع العلمي، قال العسيري: إن للمهمات الفضائية طويلة الأمد دوراً أساسياً ومهماً في زيادة فهم الإنسان للفضاء، وتعزيز قدرته على استكشافه، والاستفادة منه في المستقبل. الرحلات طويلة الأمد لرواد الفضاء دائماً ما تزخر بإجراء التجارب العلمية في المجالات كافة، بالإضافة لمراقبة الأرض. 
وتابع: هذه الرحلات والتي تتم حالياً من خلال المكوث في محطة الفضاء الدولية (ISS) على ارتفاع حوالي 415 كيلومتراً عن سطح البحر ساهمت وبشكل كبير في خدمة المجتمع العلمي والبشرية بشكل عام من خلال ما نتج عنها من ابتكارات حسنت من مستوى العيش على الأرض وما قدمته من حلول للكثير من التحديات، كما أنها تمهد الطريق للبشرية للسفر في الفضاء سواء للقمر أو لما هو أبعد من ذلك مثل كوكب المريخ. وأضاف فمن المعلوم أن محطة الفضاء الدولية مجهزة بالكثير من المعدات المتقدمة لتنفيذ مختلف أنواع التجارب وفي مجالات كثيرة، مثل الزراعة وعلم البكتيريا وعلم الفيروسات، ودراسة الخلايا ودراسة تأثير الجاذبية على مختلف الكائنات الحية، وغيرها الكثير، فالرحلات الفضائية طويلة الأمد هي خطوة من خطوات البشرية لسبر هذا الكون الواسع.

فخر للجميع
قال الدكتور رمزان بن عبدالله النعيمي وزير الإعلام في مملكة البحرين: إن مهمة سلطان النيادي رائد الفضاء الإماراتي تُعد فخراً لجميع الدول العربية، كونه أول رائد عربي ينطلق إلى محطة الفضاء الدولية لمدة 6 أشهر، موضحاً مدى نجاح مشروع الإمارات لرواد الفضاء والذي يحرص على تأهيل الرواد لخوض مهمات فضائية جديدة.
وبين مدى تعاون دولة الإمارات مع مملكة البحرين في المشاريع الفضائية، حيث يُعد «ضوء 1» ثمرة للتعاون البناء بين وكالة الإمارات للفضاء والهيئة الوطنية لعلوم الفضاء في البحرين، موضحاً أنه تم استلهام اسم القمر الصناعي «ضوء 1» من عنوان كتاب الضوء الأول، وهو من تأليف الملك حمد بن عيسى آل خليفة، ملك مملكة البحرين، ويحكي الكتاب جوانب مهمة من تاريخ المملكة. وتابع: وتم تصميم وبناء القمر الصناعي «ضوء 1» بأيدٍ وكفاءات بحرينية وإماراتية من مختلف التخصصات الهندسية، وعمل الفريق المشترك على إنجاز المشروع في مختبرات الفضاء بدولة الإمارات، كما نأمل بتوسيع نطاق التعاون في مجال الفضاء بين كل من دولة الإمارات واليابان.
وقال إن هذا المشروع يعتبر نموذجاً يحتذى به للتعاون العلمي والتقني لخدمة البشرية عبر الاستغلال السلمي للفضاء.

إنجاز جديد
أكد الدكتور علاء النهري نائب رئيس المركز الإقليمي لعلوم وتكنولوجيا الفضاء بالأمم المتحدة، أن مهمة سلطان النيادي رائد الفضاء الإماراتي والتي تمتد إلى 6 أشهر تُعد إنجازاً جديداً تضيفه دولة الإمارات إلى قائمة إنجازاتها الفضائية، موضحاً مدى أهمية المهمات طويلة الأمد.
وبين أن دولة الإمارات العربية المتحدة تؤكد مجدداً من خلال مشاريعها الفضائية إيمانها بالعلم الحديث والذي لا خيار عنه للنهضة بالبلاد في ظل التنمية المستدامة والتي تدعمها القيادة السياسية بالدولة، وتعزيز موقعها ضمن الدول الرائدة في علوم الفضاء على المستوى العالمي، وتؤكد إيمانها بالعلم طريقاً للنهضة والتنمية. 
وأكد أن دولة الإمارات ترسل رسالة إيجابية من المنطقة العربية إلى العالم بأسره عن قدرة العرب على الانخراط الفاعل في مسيرة العلوم الحديثة، والمنافسة في مضمار التقدم العالمي في أحد أدق مجالاته وأعقدها، وهو مجال علوم الفضاء السحيق، مع إرسال رسالة إلى العالم عن قدرة العرب على استيعاب وابتكار أعقد التكنولوجيات لمسايرة العلوم التقنية الحديثة، ومنافسة أعرق الدول المتقدمة في أدق مجالاته وأعقدها، وهو مجال الفضاء والفلك.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©