الخميس 9 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

سالم المري: قطاع الفضاء العربي يعيش عصراً ذهبياً

سلطان النيادي في اتصال مباشر من على متن محطة الفضاء الدولية (من المصدر)
14 ابريل 2023 02:55

آمنة الكتبي (دبي) 
قال المهندس سالم حميد المري، المدير العام لمركز محمد بن راشد للفضاء: قطعت دولة الإمارات خطوات بارزة في مجال استكشاف الفضاء، ونحن فخورون في المركز بأن نكون في طليعة هذه الإنجازات الرائدة على مدى السنوات القليلة الماضية، شاهدنا تطورات مهمة في صناعة الفضاء في الدولة، وذلك من خلال إطلاق الأقمار الاصطناعية مثل دبي سات1، ودبي سات2، وخليفة سات، وغيرها من الأقمار، جاء ذلك خلال فعاليات سلسلة «لقاء من الفضاء»، بتنظيم مركز محمد بن راشد للفضاء في متحف المستقبل. وتابع المري: أصبحنا موجودين حول العالم من خلال المهام الفضائية المأهولة البشرية إلى محطة الفضاء الدولية، ولدينا مهمات حول كوكب الأرض، ولدينا مهمة حول كوكب المريخ، ونحن في طريقنا إلى القمر من خلال المستكشف راشد وبذلك لدينا مهمة حول القمر.
وأضاف: ولأول مرة في تاريخ دولة الإمارات والمنطقة والعرب نتواجد حول كوكب الأرض وحول كواكب أخرى والقمر، من خلال مهمات بشرية واستكشافية وعلمية، ومع كل مهمة نقوم بها نخوض محطات مفصلية عديدة في هذه المسيرة، ونحن على مشارف تنفيذ محطتين جديدتين خلال الأسبوعين المقبلين، وهما بدورهما يحصلان لأول مرة في تاريخ المنطقة، ستكون المحطة الأولى مع المستكشف راشد، والثانية أول مهمة سير في الفضاء بتاريخ العرب، والتي من المقرر أن يقوم بها رائد الفضاء السلطان النيادي برفقة رائد الفضاء ستيفن بوين.

وأوضح أن المستكشف أصبح حالياً في مدار القمر، استعداداً للهبوط على سطحه بعد نحو أسبوعين يوم 25 من أبريل الجاري، وبذلك يدخل مرحلة جديدة وخطرة، إذ إنها تحتمل النجاح أو عدمه، بنسبة 50%، فالهبوط على سطح القمر بحد ذاته فيه مخاطرة كبيرة نظراً لبيئته الصعبة.
وأضاف: حيث ينعدم الغلاف الجوي، ولا يوجد احتكاك لمركبة الهبوط مع الهواء للتخفيف من تسارع عملية الهبوط، ومن ثم سيكون الاعتماد بالكامل على استخدام أنظمة الدفع، وهذه العملية لم ينجح فيها سوى 3 دول، تاريخياً، هي الولايات المتحدة الأميركية والاتحاد السوفييتي والصين.
وبين أن المستكشف ينتقل بعد مرحلة الهبوط إلى تحديين جديدين هما خروج المستكشف من مركبة الهبوط، وتشغيله بنجاح والبدء بالمهمة العلمية، ونطمح بأن نكون رابع دولة على مستوى العالم تنجح في عملية الهبوط على سطح القمر، ومواصلة عمليات المستكشف. 
وأضاف: أما اللحظة التاريخية الثانية، فهي «طموح زايد2» مع رائد الفضاء سلطان النيادي، ليصبح أول رائد فضاء عربي يخوض مهمة السير في الفضاء، مبيناً أن النيادي خضع لتدريبات طويلة امتدت لمدة 5 سنوات تحضيراً لكل ما تتطلبه المهمة.
10 عمليات تدريب  
وتابع: حيث خضع لأكثر من 10 عمليات تدريب خاصة، تستغرق كل منها 6 إلى 8 ساعات في أكبر حوض بالعالم، في داخله مجسم يحاكي محطة الفضاء الدولية، وتعتبر عملية الخروج من المحطة دقيقة جداً، وتنطوي على خطورة وصعوبة، فلا يتم إقرارها إلا عند الضرورة وبعد التجهيز والتدريب الكامل لها.
الحياة في الفضاء 
وبدوره تحدث سلطان النيادي رائد الفضاء الإماراتي، في اتصال مباشر من على متن محطة الفضاء الدولية، لمدة 20 دقيقة عن مدى تأقلمه مع طبيعة الحياة في الفضاء بعدما قضى 40 يوماً على متن محطة الفضاء الدولية، كما تحدث عن أهم التجارب العلمية التي قام بها حتى الآن، موضحاً أن دولة الإمارات خطت خطوات مهمة في مجال الفضاء، في جانب الرحلات المأهولة والأقمار الاصطناعية والمسابير، وطموحنا أن نواكب العالم في هذا المجال الثري بالعلوم. 
وبين النيادي أنه سيبدأ خلال الأشهر القادمة إجراء التجارب العلمية الخاصة بالجامعات الإماراتية، مشيراً إلى أنه بدأ في عدة تجارب علمية مع طاقم الفريق والتي شملت إجراء تجارب على أنسجة القلب، وعلاج مرض السكري، واختبار إمكانية طباعة أنسجة غضروف الركبة في الفضاء. وحول الرهبة التي يعيشها رائد الفضاء، خلال الرحلة قال النيادي: «من الطبيعي أن يخاف الشخص من الأشياء غير المألوفة بالنسبة له، خصوصاً إذا كان هذا الأمر هو رحلة إلى الفضاء، وفي مركبة تعمل على أطنان من الوقود»، موضحاً أنه خضع لتدريبات تؤهله للتعامل مع مختلف الحالات الطارئة، مبيناً أن الحماس الذي سيطر عليه كان أكبر من الخوف، خصوصاً أنه يعمل ضمن فريق مميز في محطة الفضاء الدولية.

السير في الفضاء
قال المهندس عدنان الريس مدير مهمة طموح زايد 2: يستعد سلطان النيادي رائد الفضاء الإماراتي لعملية السير في الفضاء لأول رائد فضاء إماراتي عربي، مشيراً إلى أنه من خلال هذا الإنجاز سيجعل دولة الإمارات العربية المتحدة العاشرة عالمياً في مهمات السير في الفضاء خارج محطة الفضاء الدولية.
وأضاف: يقوم رواد الفضاء بالاستعداد لهذه المهمة من خلال التدريب على لبس بدلة الفضاء، والتأكد من جاهزية البدلة من خلال أنظمة الاتصالات والأنظمة الكهربائية ودرجة الحرارة، ومراجعة الخطط الخاصة في عمليات السير في الفضاء، ونظراً للمخاطر العالية المرتبطة بمهمات السير في الفضاء، يتم اختيار رواد الفضاء المؤهلين فقط للقيام بأداء هذه المهمة. فهذه العملية لا تُشكل تحدياً على الصعيد البدني فقط، بسبب بدلات الضغط التي يرتديها رواد الفضاء، بل تتطلب أيضاً قدرات ذهنية كبيرة، حيث يتعيَّن على رواد الفضاء الجمع ما بين التركيز على المهام التي يقومون بها، والحفاظ على سلامتهم، كذلك التفاعل مع الطاقم المتواجد على متن المحطة، وفريق مركز التحكم بالمهمة على الأرض.
وأوضح أن سلطان النيادي خضع لتدريبات مكثفة لأكثر من 55 ساعة في مختبر الطفو المحايد التابع لناسا، في مركز جونسون للفضاء في هيوستن، بولاية تكساس، استعداداً لمهمات السير في الفضاء. وخلال الفترة التي قضاها في مختبر الطفو المحايد، خضع النيادي لـ 9 جولات تدريبية، امتدت كل واحدة منها لنحو 6 ساعات، حيث قام بالتدرب على محاكاة السير في الفضاء تحت الماء باستخدام النموذج الكامل لمحطة الفضاء الدولية.
اضطرابات النوم 
وبين النيادي أنه في بداية المهمة واجه بعض التحديات، منها اضطرابات النوم على متن المحطة، موضحاً أنه يشاهد 16 شروقاً وغروباً يومياً، كما يتطلب الأمر النوم في كيس مخصص لكل رائد، يتم ربطه بالحائط في المقصورة، وينام الرائد فيه، حيث يوجد في داخله حبال يتم ربطها على جسم الرائد، وهناك أيضاً فتحات لليدين، وصمام لتهوية الساقين، وغطاء للرأس.  وحول التحديات الصحية التي قد تطرأ على رواد الفضاء قال النيادي: إن رواد الفضاء لا يمشون في محطة الفضاء الدولية، لذلك تضعف عضلات القدم، الأمر الذي يتطلب ممارسة الرياضة كل يوم لمدة ساعتين، مشيراً إلى أن حالته الصحية الجسدية والنفسية جيدة، حيث تتابع حالته الصحية الدكتورة حنان السويدي خلال وجوده على متن المحطة، كما ستشرف على وضعه الصحي فور عودته من الفضاء في مكان مخصص لفحص رواد الفضاء عند موقع الهبوط.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©