عدد اليوم
يسرى عادل (أبوظبي)
أكد محمد سالم الراشدي سفير دولة الإمارات لدى جمهورية إثيوبيا الفيدرالية الديمقراطية أن العلاقات التاريخية بين دولة الإمارات وإثيوبيا شهدت تقدماً ملحوظاً، خلال الأعوام القليلة الماضية، لاسيما في ظل الصداقة المتميزة بين قيادتي البلدين، وتبادل الزيارات واللقاءات بين صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة «حفظه الله»، ومعالي الدكتور آبي أحمد رئيس وزراء جمهورية إثيوبيا الفيدرالية الديمقراطية، وتوسيع التعاون في شتى المجالات وعلى مختلف الصُعد، الأمر الذي منح العلاقات مزيداً من التقدم لتعزز آفاقها إلى مستويات جديدة.
وقال الراشدي في تصريحات خاصة لـ«الاتحاد»، بمناسبة الزيارة التي يقوم بها صاحب السمو رئيس الدولة «حفظه الله» لإثيوبيا، إن مستقبل العلاقات بين دولة الإمارات وإثيوبيا هو مستقبل واعد، يستند إلى أسس راسخة من التعاون في مختلف المجالات، بما يحقق المصالح المشتركة للبلدين والشعبين الصديقين، ولاسيما وأن دولة الإمارات وإثيوبيا يشتركان في الحرص على العمل المشترك والتعاون في العديد من المجالات ذات الأولوية على الصُعد الوطنية أو الإقليمية أو الدولية، بما في ذلك التنمية المستدامة والطاقة المتجددة والابتكار والتكنولوجيا الحديثة ومحاربة التطرف والإرهاب، وتعزيز الاستقرار الإقليمي، ومواجهة آثار تغير المناخ وتمكين المرأة والشباب، وهو ما يوفر أرضية مشتركة لتوسيع آفاق التعاون في مختلف المجالات لتحقيق الاستراتيجيات الوطنية وأهدافهما للتنمية الشاملة.
وأضاف سفير الدولة لدى إثيوبيا: «تعتبر دولة الإمارات من أبرز الشركاء التجاريين لإثيوبيا، وشهد التبادل التجاري نمواً مطرداً في السنوات القليلة الماضية، حيث تشير تقديرات وزارة التجارة الإثيوبية إلى أن حجم التبادل التجاري بين البلدين، بلغ 6 مليارات دولار أميركي»، مشيراً إلى أن عدد المشاريع الاستثمارية الإماراتية في إثيوبيا يقدر بأكثر من 113 مشروعاً.
ولفت إلى أن غرف التجارة والقطاع الخاص في البلدين تضطلعان بدور مهم في تطوير العلاقات الثنائية لتعزيز التبادل التجاري عبر تنظيم الفعاليات التجارية سواء في دولة الإمارات أو إثيوبيا وفتح مزيد من قنوات التواصل بين مجتمعات الأعمال في البلدي، موضحاً أن هناك اهتماماً متنامياً من جانب الشركات الإماراتية بالاستثمار في إثيوبيا، في القطاعات المتصلة بالأمن الغذائي والزراعة والثروة الحيوانية واللوجيستيات.
وتابع: «يمتد التعاون بين دولة الإمارات وإثيوبيا في مختلف المجالات ذات الاهتمام المشترك، حيث يجري تبادل الزيارات واللقاءات الرسمية المستمرة بين كبار المسؤولين في البلدين والتشاور حول مختلف القضايا الهامة، وهو ما يعكس عمق العلاقات الإماراتية الإثيوبية، كما تشكل اللجنة الوزارية الإماراتية – الإثيوبية المشتركة آلية أخرى لتطوير العلاقات الثنائية في مختلف القطاعات، وقد وقع البلدان على العديد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم في مختلف القطاعات بين البلدين، مثل الاقتصاد والصحة والتعليم والبيئة والتكنولوجيا والثقافة والخدمات».
ونوّه إلى أنه علاوة على ذلك كانت إثيوبيا أول دولة أفريقية تعقد دولة الإمارات لجنة مشاورات سياسية معها في 2019.
وذكر سفير الدولة لدى إثيوبيا أن التعاون في مجال التنمية المستدامة بات أمراً ملحاً فرضته التحديات الراهنة، وقد أدركت دولة الإمارات أهمية التنمية المستدامة في أفريقيا وشرعت في العمل على تعزيزها من خلال مجموعة من المبادرات والمشاريع المختلفة في مجالات الطاقة المتجددة والبيئة والاقتصاد الأخضر، بالتعاون مع الدول الأفريقية، بما في ذلك إثيوبيا، كما أن إثيوبيا بدورها تبنت كهدف أساسي في سياساتها الاقتصادية تحقيق التنمية المستدامة من خلال مجموعة من السياسات والبرامج الرامية إلى الحد من الفقر، والإدماج الاجتماعي، وحماية البيئة، والتكيف مع تغير المناخ.
وقال إن اهتمام البلدين بتعزيز التنمية المستدامة انعكس على تعاونهما المشترك في تعزيز الأوضاع في منطقة القرن الأفريقي والتعاون مع الحكومة الإثيوبية، لمواجهة آثار تغير المناخ، وخاصة من خلال موجات الجفاف التي تعتبر الأسوأ منذ 25 عاماً، والتأثيرات الأخرى المتصلة، وهو ما يأتي ضمن حرص دولة الإمارات على دعم الاستقرار في القرن الأفريقي، وإيمانها الراسخ بأهمية السلام والتعايش والتعاون لتحقيق التنمية الشاملة.
