الجمعة 10 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

شركات عالمية لـ«الاتحاد»: الإمارات «ملهمة» للإجراءات البيئية

شركات عالمية لـ«الاتحاد»: الإمارات «ملهمة» للإجراءات البيئية
14 ديسمبر 2023 02:07

يوسف العربي (أبوظبي)

تسابقت شركات عالمية في طرح مبادراتها وابتكاراتها في مجال الاستدامة في الإمارات بما ينسجم ما خطط الدولة وهدفها بالوصول إلى صفر انبعاثات كربونية بحلول 2025. وأكد رؤساء تنفيذيون بهذه الشركات لـ (الاتحاد) أن الإمارات خلقت بيئة ملهمة وتعاونية تشجع الشركات من جميع الأحجام والصناعات على اتخاذ إجراءات بيئية.
وقالوا، إن الإمارات تتمتع بسجل حافل في العمل المستدام المدعوم بأهداف ملموسة ومشاريع رائدة تحافظ على البيئة والمجتمع وتقوم الحكومة بإطلاق وتنفيذ سياسات وممارسات لتعزيز التنمية المستدامة على المستويين المحلي والعالمي منها الأجندة الوطنية الخضراء- 2030 واستراتيجية الإمارات للطاقة 2050.
وأشاروا إلى أن مؤتمر الأطراف «COP28» لعب دوراً حاسماً في تطوير حلول لتحدي تغير المناخ حيث جمع المؤتمر صناع السياسات والشركات والجهات المتعددة الأطراف والأوساط الأكاديمية والمستثمرين والشركات الناشئة. 

منشأة خضراء 
من جانبه، أكد تيسير عواضة، نائب رئيس التخطيط والهندسة في «فيديكس إكسبريس» الشرق الأوسط وشبه القارة الهندية وأفريقيا أن الإمارات تظهر قيادة واضحة في مجال الاستدامة، كونها أول دولة في منطقة الشرق الأوسط تصادق على اتفاق باريس - وهي معاهدة عالمية لتغير المناخ وتتعهد بتحقيق الحياد المناخي بحلول 2050.
وأضاف، أنه مع وجود العديد من البرامج والمبادرات المطبقة، مثل الاستثمار في مشاريع الطاقة المتجددة وتنفيذ استراتيجيات إدارة النفايات، خلقت دولة الإمارات بيئة ملهمة وتعاونية تشجع الشركات من جميع الأحجام والصناعات على اتخاذ إجراءات بيئية.
وقال، إن «فيديكس» تدرك أن النمو الاقتصادي والاستدامة يجب أن يسيرا جنبًا إلى جنب من أجل مستقبل كوكبنا ولهذا السبب نعمل للمساعدة في تأسيس مستقبل أكثر استدامة من خلال مشاريع مثل مركزنا الإقليمي الجديد في دبي الجنوب.
وأوضح، أن منشأة فيديكس الجديدة والمتطورة، والمصممة وفقًا للوائح ومواصفات المباني الخضراء التابعة لبلدية دبي تشمل ألواح شمسية تولد ما يقرب من ميجاوات واحد من الطاقة وسيتم إرجاع الطاقة الفائضة إلى شبكة كهرباء دبي، مما يدعم زيادة حصة الطاقة النظيفة في الشبكة العامة للكهرباء في دبي.

قوة البيانات
وقال: باعتبارنا أكبر شركة نقل سريع في العالم، فإننا ندرك أهمية اتخاذ الإجراءات اللازمة لمواجهة تحديات المناخ ونؤمن بالتأثير الإيجابي الذي يمكننا إحداثه لصناعتنا ومجتمعنا واقتصادنا.
وأضاف: في دولة الإمارات تلعب الشركات الصغيرة والمتوسطة دوراً حاسماً حيث تساهم بما يصل إلى 63.5% من الناتج المحلي الإجمالي غير النفطي وإدراكًا للدور الهام الذي تلعبه الشركات الصغيرة والمتوسطة، فإننا نعرف أيضًا أن هذه الشركات ترى قوة البيانات في تشكيل استراتيجية قوية للاستدامة.
وأكد، أن الرؤى الشاملة لانبعاثات الكربون تعد أمراً حيويًا بالنسبة لهم لاتخاذ قرارات مستنيرة وتوفير الشفافية تتيح رقمنة هذه البيانات للشركات تحديد المناطق كثيفة الكربون وتحسين كفاءة الطاقة وتوصيل المقاييس مع أصحاب المصلحة بسلاسة.
وقال: تجسد أداة «رؤى فيديكس للاستدامة» هذا المبدأ حيث تتيح هذه المنصة السحابية المتقدمة لعملائها إمكانية الوصول المباشر إلى بيانات الانبعاثات في الوقت الفعلي تقريبًا على الموقع الرسمي سواء بالنسبة للشحنات الفردية أو بيانات الحساب التاريخية المجمعة مع مراعاة بعض الاستثناءات. وبشكل فريد تزود الأداة مقاييس مثل طريقة النقل ونوع الخدمة والمناطق الجغرافية.
وأوضح أنه بفضل تصميمه الذي يركز على المستخدم، يمكن للشركات بسهولة إنشاء تقارير الانبعاثات وتصدير هذه النتائج لإعداد تقارير الاستدامة والتخطيط الاستراتيجي.
وقال: إن التزامنا يمتد إلى ما هو أبعد من الحلول التكنولوجية حيث نواصل دعم المنظمات غير الحكومية العالمية والمؤسسات الأكاديمية وقادة الحفاظ على البيئة من خلال الاستثمارات الخيرية الإستراتيجية وتركز هذه التعاونات على إنشاء مدن مستدامة وتقليل الازدحام وانبعاثات الغازات الدفيئة، وتمكين أعضاء فريقنا من المشاركة في جهود الحفاظ على البيئة محلياً. وأضاف: نحن نقيس تقدمنا بشكل مستمر مقارنة بالأهداف الطموحة والتي تركز على تحقيق عمليات محايدة للكربون بحلول عام 2040. هذه الأهداف تدفع ابتكاراتنا وجهودنا لتعزيز قدرات الأدوات لدينا وأيضاً خدماتنا.

شراكات 
من جانبه، قال سعد توما، مدير عام شركة IBM في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا: تتمتع دولة الإمارات بسجل حافل في العمل المستدام المدعوم بأهداف ملموسة ومشاريع رائدة تحافظ على البيئة والمجتمع وتقوم الحكومة بإطلاق وتنفيذ سياسات وممارسات لتعزيز التنمية المستدامة على المستويين المحلي والعالمي منها الأجندة الوطنية الخضراء 2030 واستراتيجية الإمارات للطاقة 2050 وغيرها الكثير.
وأشار توما إلى أن IBM قامت بالتعاون مع جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي لتطوير تقنيات الذكاء الاصطناعي للجغرافيا المكانية للحد من الانبعاثات الغازية، وتخطيط الجزر الحرارية الحضرية، وإعادة التشجير وتعزيز مرونة المناخ. 
وأوضح، أن هذه النماذج التي يتم تدريبها على المعلومات الجغرافية المكانية مثل صور الأقمار الصناعية تمثل فرصة فريدة لمكافحة تغير المناخ لأنه على عكس نماذج الذكاء الاصطناعي التقليدية المصممة لمهام متخصصة، فإن نماذج الأساس الجغرافي المكاني، التي تشمل بيانات الأقمار الصناعية والطقس، تعمل على توفير تمثيلات معرفية باستخدام كميات ضخمة من البيانات المرتبطة بالمناخ والتي تتيح الاكتشاف السريع للرؤى والحلول البيئية. 
وقال: بالإضافة إلى ذلك، أعلنت IBM عن شراكة جديدة مع جامعة الشارقة تشمل تقديم حلول مياه مستدامة والتي سيتم توسيع نطاقها من خلال برنامج IBM الخاص بالاستدامة لإفادة المجتمعات المحلية في جميع أنحاء الإمارات وستقوم جامعة الشارقة ببناء نموذج وتطبيق لرصد والتنبؤ بظروف التوصل إلى المياه في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
وأضاف: نتعاون مع مركز الإحصاء-أبوظبي لدعم استراتيجيته الخاصة بالنمو، وتعزيز بصمتهم الرقمية وبناء استراتيجية مستدامة عبر مختلف عملياتهم ويتيح هذا التعاون للمركز الاستفادة من قدرات إدارة مصادر التطبيقات التي يوفرها برنامج Turbonomic لأتمتة العمليات وتحسين أداء البنية التحتية الرقمية وتقليل التكاليف.
وفي قطاع تكنولوجيا الاتصالات في الدولة، تستخدم اتصالات من &e البرمجيات الخاصة بالاستدامة التي توفرها IBM، لتعزيز استراتيجية الحوكمة البيئية والاجتماعية والمؤسسية للشركة. 
وتهدف اتصالات من e& إلى وضع أسس متينة لمعايير الاستدامة من خلال تحديد مسار لتحقيق هذه الأهداف باستخدام تقنيات معينة للعمليات الخاصة بالعقارات والمنشآت وللإدارة الذكية للأصول وتعزيز كفاءات مركز بياناتها وبيئتها السحابية وأعباء العمل بشكل ديناميكي وتحد من الهدر في الموارد.

التزامات 
وقال، إنه لدى الشركة مجموعة من الالتزامات الرئيسية التي تظهر أولوياتنا لدعم اقتصاد صافي الصفر حيث ستحقق شركة IBM صافي انبعاثات غازات الدفيئة صفرا بحلول عام 2030 وفي عام 2022، خفضت الانبعاثات بنسبة 63.3٪ مقارنة بسنة الأساس 2010.
وستقوم شركة IBM بتحويل 90٪ من النفايات غير الخطرة من مدافن النفايات والحرق بحلول عام 2025.
وستبدأ IBM مشاركة 100 عميل أو مشروع بحثي بحلول عام 2025 لأغراض بيئية ومنذ يناير 2021، قامت الشركة بتوثيق 40 مشاركة أو مشروعا من هذا القبيل.

جاهزية تامة 
وأكد نيل كولكوهون، رئيس شركة إبسون أوروبا والشرق الأوسط أن دولة الإمارات تضطلع بدور فاعل في مبادرات مكافحة تغير المناخ، وهي تجسد جاهزيتها للمساهمة في التقدم العالمي المحقق في هذا السياق من خلال نجاحها في استضافة أحد أهم الفعاليات في هذا المجال مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ (COP28).
وقال: مع تنامي الأولويات الإقليمية الخاصة بالاستدامة، فإن المبادرات مثل الرؤية البيئية 2030 (أبوظبي) والمبادرة الاستراتيجية للحياد المناخي 2050 تسلط الضوء على التزام منطقة الشرق الأوسط بدفع الازدهار الاقتصادي من خلال الممارسات الواعية بيئياً.
وأضاف: تعد مبادرات الطاقة المتجددة مثل الاستثمارات الضخمة في مصادر الطاقة المتجددة وخاصة الطاقة الشمسية، من ضمن أبرز جوانب التنمية المستدامة وفي هذا السياق، يُعتبر مجمّع محمد بن راشد آل مكتوم للطاقة الشمسية في دبي أحد أكبر مجمعات الطاقة الشمسية التي تهدف إلى تزويد المنطقة بالطاقة النظيفة.
وقال: بصفتها شركة عالمية في مجال التكنولوجيا، تواصل إبسون البحث عن سبل مبتكرة لتعزيز الاستدامة وتحديد معايير جديدة متعلقة بالتقنيات الخضراء وتحدد الرؤية البيئية 2050 لشركة إبسون معايير جديدة للاستدامة المؤسسية، وتتوافق في الوقت نفسه مع أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة، إذ تعهدت الشركة باستثمار 770 مليون يورو (ثلاثة مليارات درهم تقريباً) لتعزيز مبادرات الاستدامة وجعل الشركة «سالبة للكربون» وغير معتمدة على الثروات الطبيعية الأرضية بحلول عام 2050.
وقامت إبسون مؤخراً بتجديد رؤيتها المؤسسية «إبسون 25» من خلال التركيز على أربعة أولويات أساسية ضمن إطار عملها الاستراتيجي، وهي: تعزيز الاستدامة في الاقتصاد الدائري، ودفع حدود القطاع الصناعي، وتحسين جودة الحياة، والوفاء بالمسؤوليات المجتمعية ولتحقيق هذه الأهداف، فإن إبسون تتمتع بكل القدرات التي تتيح لها تحفيز الابتكار في ستة مجالات رئيسية هي: الطباعة المنزلية والمكتبية، الطباعة التجارية والصناعية، والابتكارات الصناعية، والابتكارات البصرية، والابتكارات المتعلقة بأسلوب الحياة العصري، والأجهزة الدقيقة.
وقال تتطلع إبسون من خلال هذه المبادرات إلى تقديم حلول جديدة مبتكرة مثل حلول الطباعة التي تم إطلاقها حديثاً والتي تستخدم ما يصل إلى 30% من البلاستيك المعاد تدويره وتتمتع بحد أدنى من استهلاك الطاقة.
وأضاف: توفر هذه الحلول تجربة تحول رقمي مستدامة ومبسطة، مع توظيفها في ذات الوقت للأتمتة بهدف تجنب الحمل الزائد من المهام اليدوية كما أن الحلول التي توفرها إبسون مثل سلسلة طابعات WorkForce الحبرية للأعمال، تستخدم تكنولوجيا الطباعة الخالية من الحرارة وتكنولوجيا Micro Piezo المبتكرة من إبسون وذلك للمساعدة في زيادة الإنتاجية، وتوفير الطاقة، وتقليل النفايات، وخفض انبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون، وتوفير الوقت، والتقليل من أعمال الصيانة اللازمة.وحول دور التقنيات المتقدمة والذكاء الاصطناعي في خفض الانبعاثات الكربونية قال إن إبسون توظف التقنيات المتطورة والذكاء الاصطناعي من أجل خفض انبعاثات الكربون بصورة ملموسة وتنفيذ التزامها بالاستدامة وتشمل مبادراتها الرئيسية في هذا السياق الصيانة عن بعد وتكنولوجيا واستخدام الروبوتات في عمليات الإنتاج وتحسين سلسلة التوريد والصيانة الوقائية والإدارة الذكية للطاقة حيث تقوم إبسون بدمج مصادر الطاقة المتجددة في الشبكة عبر استخدام الذكاء الاصطناعي في الإدارة الذكية للطاقة. 

المهارات المستقلة 
قال فيكرام مالهوترا، المدير العام لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، آوتسايزد، إن هناك أهمية عالمية للدور المحوري لدولة الإمارات في تعزيز الاستدامة واستضافة مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ (COP28) حيث انسجمت أهداف المؤتمر مع الرؤية طويلة المدى التي تتبناها الدولة نحو الاستدامة حيث استعرض أبرز الحلول المبتكرة لتحقيق ذلك، وحفز فرص التنويع الاقتصادي، وعزز تبادل المعارف، مما أكد على الريادة العالمية لدولة الإمارات في التصدي للتغيرات المناخية.
وأضاف: تعمل منصة آوتسايزد على سد فجوات المواهب من خلال تسهيل إمكانية الوصول إلى مجموعة مميزة من المتخصصين والاستشاريين للعمل على مشاريع معينة ولمدة محددة، ولدعم الفرق الحالية، وتسهيل انضمام المهارات المرنة المستقلة المؤهلة لتأدية الأدوار التي يشغلها عادةً موظفون دائمون وتعمل هذه المرونة على تعزيز كفاءة القوى العاملة وسرعتها، مما يساعد الشركات على التكيف مع الاحتياجات المتغيرة والحفاظ على إنتاجيتها.
وأكد أن العمل مع المهارات المستقلة عن بعد يقلل من الانبعاثات، ويحافظ على الموارد، ويعزز التوازن بين العمل والحياة، بما يتماشى مع أهداف الاستدامة في دولة الإمارات والممارسات الصديقة للبيئة التي تشجعها الدولة.

تكنولوجيا السفر
قال علي حيدر، مدير منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا، نومادك، إنه وفقاً لتقرير نشرته مجلة Atmospheric Environment، تساهم شركات الطيران بحوالي 3.5% في انبعاثات تغير المناخ وجاءت استضافة الإمارات لمؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ (COP28) كنقطة محورية لتسليط الضوء عالمياً على التزام المنطقة بالتصدي لتغير المناخ.
وأضاف: يتجلى التزامنا بالاستدامة في نهجنا المبتكر لجعل السفر أكثر صداقة للبيئة وذلك من خلال تطبيق الهاتف المتحرك ومنصتنا الآمنة سهلة الاستخدا وتسخّر نومادك التكنولوجيا المتطورة لتبسيط ورقمنة عملية مشاركة بيانات المسافرين مما يساعد على تقليل استهلاك الورق.
وقال: علاوة على ذلك، يساعد اعتمادنا نهجاً قائماً على العمليات الروبوتية المؤتمتة من تبسيط وأتمتة عملية تقديم الطلبات أونلاين، مما يعزز الكفاءة ويقلل الحاجة إلى النماذج الورقية اليدوية ويتوافق هذا النهج المتمثل في الاستغناء عن الأوراق والاستفادة من تقنية العمليات الروبوتية المؤتمتة مع أهداف الاستدامة في المنطقة خاصة لدوره في تحسين تجربة السفر والتقليل من تأثيرها البيئي.
وقال نحرص في نومادك على تحليل تعليقات عملائنا ونتائج الاستبيانات عن كثب لفهم تفضيلاتهم المتعلقة بالاستدامة، حيث ترشد هذه الرؤية مبادراتنا لتحسين الخدمة وتساعدنا على البقاء في المقدمة فيما يتعلق بالامتثال للوائح التنظيمية في مجال السفر.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©