السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

مواطنات يدرن أكبر مصهر ألمنيوم في العالم

مصنع الإمارات للألمنيوم (من المصدر)
29 أغسطس 2020 00:43

يوسف البستنجي (أبوظبي)

تدير مواطنات خطوط الإنتاج في مصهر الألمنيوم الأكبر في العالم، التابع لشركة الإمارات العالمية للألمنيوم، ليبرهن على أن الدولة لم تستثمر فقط في البنى التحتية والتشييد والبناء، بل استثمرت أيضاً وفق رؤية استراتيجية صائبة في بناء الإنسان، الذي يشكل المورد الأساسي الذي لا ينضب لتحقيق التنمية المستدامة.
وضمن سياسة تنمية الموارد البشرية لدولة الإمارات، خاضت مواطنات غمار المنافسة في حقول كانت حتى وقت قريب حكراً على الرجال، لما تحتاجه من جلد وصبر، وأثبتن بتشجيع من قيادة الدولة، وبدعم وحماية من الأنظمة والقوانين السارية، أنهن قادرات على تحقيق المساواة بين الجنسين، في جميع مجالات العمل والإنتاج، ابتداء من المشاركة في عمليات الإنتاج الأساسية، وصولاً إلى أعلى المناصب في الدولة.

نجاح وريادة
إلى ذلك، تقول ميثاء فرج، مهندسة رئيسية في قسم التحكم في العمليات في الشركة، يعد العمل في قطاع يهيمن عليه الرجال تجربة صعبة وفريدة من نوعها بالنسبة للمرأة، لكنها تؤكد أنها استطاعت عبر هذه التجربة اكتساب الثقة والاستقلالية وتحقيق النجاح والريادة فيه، وتوضح أن الشركة زودتها بالموارد اللازمة لتطوير مهاراتها التقنية والقيادية.
وتذكر ميثاء لـ«الاتحاد»: «بالإضافة للتدريب الذي حصلت عليه في الشركة محلياً، أرسلتني الشركة ضمن برامج أكاديمية دولية داخل الدولة وخارجها ومنحتني الفرصة للمشاركة في المؤتمرات الدولية، ما سمح لي بالانضمام إلى شبكة قطاع الألمنيوم في جميع أنحاء العالم».

 

  • مواطنات يدرن أكبر مصهر ألمنيوم في العالم
    مواطنات يدرن أكبر مصهر ألمنيوم في العالم

 

وعن طبيعة عملها، تقول ميثاء: إنها مهندس رئيسي في التحكم بالعمليات في القسم الفني، وهي مسؤولة عن مراقبة وتحليل مؤشرات الجودة المهمة، ومحركات التكلفة الرئيسة لخط الإنتاج، والمرافق المرتبطة به والمواد الخام، وأنظمة تكنولوجيا المعلومات من أجل تشغيل فعال، وضمان التشغيل السلس، والحفاظ على الميزة التنافسية للشركة في صناعة الألمنيوم.
وتشير إلى أن الأكثر تحدياً في وظيفتها هو مواكبة التطورات التقنية المتغيرة باستمرار، وضمان تحديث معرفتها على الدوام، والحفاظ على إنتاجيتها خلال أداء مهام متعددة».
وحول عملها في قطاع كان حكراً على الرجال، تقول: «العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات ليست خاصة بجنس معين، والأمر يتمحور حول المهارات والقدرات التي يمتلكها من يرغب بالعمل في هذه القطاعات، والهندسة بجوهرها هي ابتكار الأشياء الجديدة والمفيدة»، مشيرة إلى التطور الكبير في الوعي الاجتماعي العام الذي يحققه المجتمع المحلي، فعائلتها قدمت الدعم الكبير لها طوال الفترة، كونها مؤمنة بقدراتها، وفخورة بعملها في الحقل الهندسي.

حكم مسبق
من جهتها، تقول آمنة قريبان، وهي مشرف أول، في قسم الصحة والسلامة والأمن والبيئة والجودة، في شركة الإمارات العالمية للألمنيوم: إن الناس عامة قد يكون لديهم حكم مسبق على عمل النساء في قطاعات ظلت فترات طويلة حكراً على الرجال، لكن التجربة تثبت اليوم أن المرأة قادرة على القيام بتلك الأعمال بكفاءة عالية لا تقل عن كفاءة زملائها الرجال، خاصة في دولة الإمارات حيث تحظى المرأة بدعم وتحفيز وحماية وتشجيع منقطعة النظير، ضمن السياسة التنموية للدولة. 

 

  • مواطنات يدرن أكبر مصهر ألمنيوم في العالم
    مواطنات يدرن أكبر مصهر ألمنيوم في العالم

وفيما واجهته من صعوبات في عملها، تقول: «على الرغم من الصعوبات في البداية، إلا أن اكتسابي الخبرات اللازمة للقيام بمهامي على خير وجه، بمرور الوقت، أكسبني احتراماً كبيراً من زملائي»، مضيفةً: «كنت أواجه غالباً ضغوطات كبيرة لإثبات جدارتي المهنية، ما دفعني إلى العمل بجد كبير، وبذل جهود استثنائية للارتقاء بمسيرتي المهنية».
وتؤكد آمنة، أن مجالات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات هي قطاعات مهمة جداً، من حيث توافر الفرص الوظيفية الواسعة في الشركات الوطنية، إضافة إلى أنها قطاعات تحفز العاملين فيها على الابتكار والبحث، وتعلم أشياء جديدة على الدوام.
وحول مهامها الوظيفية، توضح آمنة أنها تشغل منصب خبيرة الصحة المهنية، أي أنها مسؤولة عن تحديد المخاطر داخل مكان العمل، وتقديم الحلول للتغلب عليها، وتقليل مخاطر الحوادث في مكان العمل لأقصى حد، والتخفيف من الآثار السلبية للعمل في الظروف الضارة، ومراقبة المواد الكيميائية التي يتعرض لها العاملون، لحمايتهم من أي آثار محتملة على صحتهم.

رحلة ممتعة
تعمل ميرفت النعيمي، خبيرة في حفظ الصحة المهنية لمنطقة الكربون ومنطقة الطاقة في شركة الإمارات العالمية للألمنيوم، ومسؤوليتها تقتضي ضمان عدم الإضرار بصحة الموظفين، من خلال جولات أسبوعية وعمليات تفتيش في المنطقة لفحص معدات الحماية الشخصية للموظفين، ومرافق الرعاية في المنطقة، والمواد الكيميائية الموجودة في غرف التخزين.
وعن تجربتها، تقول: إن العمل في مهنة صناعية، وتحديداً في قطاع الألمنيوم، تجربة بارزة في النمو والتطور على الصعيدين المهني والشخصي، ورحلة ممتعة بالنسبة لها، وترى أن العمل في هذه المهنة يعزز شعورها بالانتماء.
وتوضح، أنها كانت شغوفة بالمواضيع المتعلقة بالبيئة والصحة ما دفعها إلى دراستها، لافتة إلى أن عائلتها فخورة بها وداعمة لها، ولا سيما أن والدتها تعمل في مجال الرعاية الصحية وهي مصدر إلهامها، وتؤكد: «نحن هنا نعمل في بيئة إيجابية، محفزة على الإنتاج والابتكار، والعمل يسير بسلاسة وفاعلية».

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©