الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

برامج لبناء الكوادر الوطنية في الذكاء الاصطناعي

برامج لبناء الكوادر الوطنية في الذكاء الاصطناعي
27 يونيو 2022 00:49

 يوسف العربي (أبوظبي)

 تتسارع خطى الجامعات والشركات العاملة في الإمارات لتدريب المواطنين والطلبة الجدد على تقنيات الذكاء الاصطناعي، وسط استيعاب متزايدٍ لأهمية تقنيات الذكاء الاصطناعي و«البلوك تشين»، حيث تتدخل تلك التقنيات في ازدهار وتطور العديد من الصناعات والمجالات.
وأكد خبراء الأهمية القصوى لإعداد المواطنين لاستخدام وتعلم تلك التقنيات الحديثة، حيث أصبحت الآن جزءاً من حياتنا وتطبق في الكثير من المجالات. 
وتقدم تلك التقنيات الحديثة موجة جديدة من الفرص الاقتصادية والرقمية لجميع القطاعات في الدولة، وتعزز سمعة الإمارات وريادتها العالمية في مجال التقنية، وبالتالي تصبح رائدة في مجال الاقتصاد الذكي الذي يدعم ريادة الأعمال والقدرات التنافسية العالمية، وسط توقعات بأن يعزز الذكاء الاصطناعي الاقتصاد الإماراتي بنحو 182 مليار دولار بحلول 2035، حسب تقرير «إكستنشر».
 ويقع محور بناء الكوادر والعقول في صميم استراتيجية هيئة الاتصالات والحكومة الرقمية ليقودوا دفة الابتكار لصياغة واقع جديد أكثر تطوراً وإبهاراً في عصر الثورة الصناعة الرابعة.
واستفاد من برامج الأكاديمية الافتراضية التي أطلقتها الهيئة نحو 80 ألف متدرب، كما حصل 100 ألف شخص من 120 دولة على تدريب متكامل عبر مركز إبداع الحكومة الرقمية. 

  • نعمت الجيار
    نعمت الجيار

قالت الدكتورة نعمت الجيار مدير مركز التميز للذكاء الصناعي وعلم البيانات في كلية الرياضيات وعلوم الحاسوب في جامعة «هيريوت وات - دبي» لـ «الاتحاد»: «أهمية الذكاء الاصطناعي في حياتنا اليومية تتزايد يوماً بعد يوم، ومن المتوقع أن يكون التأثير الأقصى لهذه التقنية في الخدمات المالية، والرعاية الصحية، والنقل، وصناعات التخزين، ما يزيد من أهمية تدريب وتأهيل الكوادر على هذه التقنية».
وأضافت، أن أهمية الذكاء الاصطناعي تنعكس على نواحٍ كثيرة، حيث تقدر دراسة «الذكاء الاصطناعي العالمية» لشركة «PwC» أنه بحلول عام 2035، ستكون 30% من الوظائف معرضة للخطر بسبب استبدال العنصر البشري بالآلة. ولفتت الجيار إلى أن تلك المؤشرات تزيد الطلب على إعادة تشكيل المهارات الضرورية لتلبية المتطلبات المتغيرة التي تتماشى مع هذا التطور الذي نشهده.  ونوهت بأن تقنية «البلوك تشين» تحظى بأهمية بالغة، حيث تعمل على إحداث ثورة في القطاع المالي من خلال تحسين طريقة إجراء المعاملات، مع تقديم أعلى مستوى من الشفافية في الوقت نفسه، حيث إن عنصر الأمان هو القوة الرئيسية وراء الانتشار السريع لتكنولوجيا «بلوك تشين»، مما يدفع الشركات المالية والبنوك للتكيف مع تلك الاتجاهات المتغيرة.
ولفتت إلى أنه مع صقل المهارات في الأعمال التي تدعم «بلوك تشين» والذكاء الاصطناعي، سيكون لدى الموظف المواطن القدرة على استخدام، والاستفادة من هذه التقنيات، وبالتالي تحويل الصناعات وقيادة نماذج الأعمال المثمرة.
ونوهت بأن هذا التأهيل لن يساعد على التقدم إلى المناصب العليا فحسب، بل ستضع المواطن أيضاً في طليعة التغيير من خلال تقنية «بلوك تشين»، يمكن أن يكون صانع القرار فيما يتعلق الأمر بالتعاون التجاري وتبنى التكنولوجيا. 

 ملاحقة التغييرات 
 وقالت الجيار، إنه يمكن للمواطنين ملاحقة تلك التغييرات السريعة من خلال إعادة تشكيل وصقل المهارات للتصدي لفجوة المهارات التي تعانى منها كثير من المؤسسات والشركات، خصوصاً في تلك المجالات، من خلال تطوير المهارات التي ستساعدهم على الحفاظ على وظائفهم، بل وتساعدهم على إتمام مهامهم الوظيفية بكفاءة وسهولة. 
 ونوهت بأن المؤسسات التعليمية والجامعات، على سبيل المثال، قادرة على تزويد الأجيال القادمة بشكل كامل بدورات تدريبية في مجال الروبوتات، والأنظمة الذاتية، والتفاعلية والذكاء الاصطناعي، و«البلوك تشين»، والمزيد من المجالات الحديثة والشائعة. وأوضحت أن المؤسسات التعليمية تعمل على توفير برامج متخصصة للخريجين والموظفين الراغبين في تعلم المزيد وإعادة صقل مهاراتهم في مجالات متخصصة، وهذا بهدف مواكبة التغييرات والتطور السريع لكثير من المجالات المعتمدة على التقنيات الحديثة، بالإضافة إلى إتاحة فرص تدريب للطلبة الحاليين في شركات ومؤسسات بهدف توفير تجربة عملية لهم لكيفية استخدام التقنيات الحديثة، وكيفية الاستفادة منها في شتى المجالات. 

  • يحيى إلهامي
    يحيى إلهامي

خبرات مهنية 
 من جانبه، أكد المهندس يحيى الهامي المدير التنفيذي لشركة «تحالف الإمارات» للحلول التقنية، أن دولة الإمارات العربية المتحدة تأتي في صدارة الدول التي تتطلع إلى تبني أحدث التقنيات، وأن تكون مهداً لتطورها، حيث كانت أولى دول العالم التي تقوم باستحداث وزارة للذكاء الاصطناعي في عام 2017، ومن ثم أضافت إلى مهامها الاقتصاد الرقمي وتطبيقات العمل عن بعد في 2020.  وقال: إن اهتمام شركة تحالف الإمارات للحلول التقنية بمجال التدريب جعله أحد الأركان الأساسية لنموذج أعمالها وكي يكون محركاً مستداماً لرفدها بأفضل الخبرات المهنية في هذا المجال؛ ولذلك تم تأسيس أكاديمية تحالف للتدريب، التي تهدف إلى تزويد الطلبة الإماراتيين والخريجين الجدد بالمعرفة والمهارات اللازمة في مجال تطوير الويب والأمن السيبراني، وذلك من خلال دورات مختلفة حول البرمجة، وتصميم المواقع الإلكترونية، وتطبيقات الويب، والتعافي من الكوارث، والقرصنة الأخلاقية، والتحقيق الجنائي.  وأضاف: «خلال عام 2022 نظمت أكاديمية تحالف برنامجين تدريبيين طويلين (Bootcamps) لطلاب جامعة الإمارات العربية المتحدة، ويشكلان جزءاً من مسؤوليتنا الاجتماعية لرد الجميل تجاه المجتمع، ومشاركتنا في بناء المهارات الرقمية للطلبة في عصر التحول الرقمي، حيث تمكنا من تخريج 25 طالباً تم توظيف أكفأهم لدينا في الشركة، وفي البرنامج الثاني لدينا حالياً أكثر من 80 طالباً». وأوضح أنه تم إنشاء أكاديمية تحالف للتدريب لتقديم الدورات التدريبية لموظفي القطاع الحكومي، والموارد البشرية الوطنية من مختلف القطاعات، من خلال استخدام أحدث البرامج الأكاديمية والمهنية وأحدث التقنيات من قبل المدربين الأكثر مهارة وذوي الخبرة، من أجل تلبية احتياجات الدولة والسوق لمواكبة التغيرات السريعة في العصر الرقمي والإسهام بقدراتهم في مشاريع التنمية الاستراتيجية.

  • علي المويجعي
    علي المويجعي

متغيرات متسارعة
وقال الهامي: إن أهم ما يميز العمل في مجال تقنية المعلومات هو الإيقاع السريع في تجدده، ونجد ذلك في مختلف المجالات التقنية من لغات برمجة ومنصات ومكتبات وخوارزميات، فضلاً عن التنافس الشديد بين الشركات في تقديم الحلول التقنية التي تتمتع بالرشاقة وسرعة الأداء وتلبية المتطلبات، وهذا كله يستدعي التدريب المستمر على أحدث ما تنتجه هذه الصناعة، ومن يتخلف عن تطوير نفسه اليوم لن يجد له مكاناً في سوق العمل غداً. من جانبه، قال علي المويجعي، عضو مجلس إدارة «رنبروك» لاستشارات تكنولوجيا المعلومات: إن الإمارات تتمتع بريادة إقليمية في مجالات الذكاء الاصطناعي، وتعتزم تحقيق الريادة العالمية في هذا مجال التقنيات الناشئة وفي مقدمتها الذكاء الاصطناعي و«البلوك تشين». ونوه المويجعي بأن استراتيجية الإمارات في مجال الذكاء الاصطناعي تركز على الفرد وبناء الكوادر والمهارات، حيث توفر العديد من مسارات التدريب والمعرفة عبر الجامعات والشركات لصقل المعرفة. وقال: إن عمليات التدريب على التقنيات الحديثة تتمتع بأهمية بالغة في قطاع التكنولوجيا بشكل عام والذكاء الاصطناعي على وجه الخصوص، وذلك لملاحقة المتغيرات السريعة في هذه المجالات.

 

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©