عدد اليوم
شريف عادل (واشنطن)
واصل مؤشر الأسهم الأميركية «ناسداك» انطلاقته القوية، التي بدأها مطلع العام الحالي، ليسجل خامس ارتفاع أسبوعي له على التوالي، مرتفعاً بنسبة تجاوزت ثلاثة بالمئة خلال الأسبوع الأخير فقط، ليصل بمكاسبه منذ بداية العام إلى أكثر من 15%.
ورغم تراجعات آخر أيام الأسبوع، التي تجاوزت 1.5% في المؤشر، و1% في مؤشر أس آند بي 500، وثلث النقطة المئوية في مؤشر داو جونز الصناعي، وبعد رفع الفائدة الأميركية يوم الأربعاء بـ0.25%، وتأكيد جيروم باول، رئيس بنك الاحتياط الفيدرالي، استمرار السياسة التشديدية حتى التأكد من القضاء على التضخم الجامح، مازالت المؤشرات الرئيسية الثلاثة في المنطقة الخضراء في عام 2023.
وشهدت تعاملات أمس الأول تقلبات كبيرة، في ظل الإعلان عن نتائج أعمال كبريات الشركات بعد انتهاء تعاملات يوم الخميس، مثل آبل وأمازون وألفابيت (جوجل)، إلا أن سهم آبل كان من بين أسهم معدودة ارتفعت خلال تعاملات يوم الجمعة، رغم عدم تحقيق الشركة توقعات المحللين، سواء فيما يخص الربحية أو إيرادات المبيعات.
وشهدت تعاملات يومي الأربعاء والخميس، في أعقاب رفع بنك الاحتياط الفيدرالي الفائدة الأميركية، ارتفاعات كبيرة للأسهم الأميركية، خاصة مع تجنب رئيس البنك المركزي تخويف المستثمرين من استمرار التضخم المرتفع، فيما اعتبر إشارة قوية لتوجهه نحو إبطاء وتيرة الرفع خلال الاجتماعات القادمة.
ويوم الجمعة، قالت وزارة العمل، إن الشركات الأميركية أضافت وظائف جديدة، خلال شهر يناير المنتهي، أضعاف ما كان متوقعاً، ما زاد من مخاوف استمرار الفائدة المرتفعة، حيث تعطي زيادة الوظائف مبرراً للبنك المركزي الأكبر في العالم للإبقاء على سياساته التقييدية، فاكتست البورصات باللون الأحمر.
وعلى الجانب الآخر من المحيط الأطلنطي، وبعد رفع الفائدة البريطانية والأوروبية بيوم واحد، ارتفعت الأسهم في المنطقتين، حيث أضاف مؤشر ستوكس 600 للأسهم الأوروبية ما يقرب من 0.3% لقيمته، بينما ارتفع مؤشر الأسهم القيادية ببورصة لندن بنسبة 1%، سجل بها أعلى مستوياته على الإطلاق.
وبالتزامن مع بيانات وزارة العمل، تراجعت أسعار النفط، لتسجل أدنى مستوياتها في ما يقرب من ثلاثة أسابيع، حيث أنهت العقود الآجلة لخام برنت تعاملات الأسبوع تحت مستوى ثمانين دولاراً للبرميل، بينما كان السعر لخام غرب تكساس الأميركي 73.39 دولار للبرميل. وتراجع الخامان بنسبة اقتربت من ثمانية بالمئة خلال الأسبوع الأخير، حيث سيطرت أخبار ارتفاع مخزونات النفط الأميركية على الصورة، بينما كان هناك بعض الضبابية فيما ستؤول إليه الأمور مع بدء تنفيذ دول الاتحاد الأوروبي حظرها لشراء منتجات النفط الروسية، وفرضها سقفاً لأسعاره عند نقله بسفنها، اعتباراً من اليوم الأحد.
انتعاش نشاط قطاع الخدمات الأميركي
بعد تسجيل انكماش في نشاط قطاع الخدمات الأميركي، في ديسمبر، أصدر معهد «إدارة التوريد»، تقريراً، أمس الأول، يظهر انتعاش النشاط، بأكثر من المتوقع بكثير في شهر يناير الماضي. وأضاف المعهد أن مؤشر مديري المشتريات الخدمي «بي.إم.آي»، قفز ليصل إلى 55.2 نقطة في يناير الماضي، من رقم معدل هو 49.2 نقطة في ديسمبر السابق عليه.
وتشير قراءة أعلى من 50 نقطة إلى نمو. وكان خبراء اقتصاد توقعوا أن يرتفع المؤشر ليصل إلى 50.4 نقطة من 49.6 نقطة تم تسجيله في الشهر السابق. وقال أنتوني نيفيس، رئيس لجنة «مسح أعمال الخدمات» بالمعهد «على الرغم من ردود الفعل المختلفة حسب الصناعة والشركات، فإن غالبية أعضاء اللجنة أشاروا إلى أن الأعمال تسير في اتجاه إيجابي». والزيادة الأكبر من المتوقع، التي سجلها المؤشر الرئيسي، ترجع جزئياً إلى التحول الكبير في الطلبات الجديدة، حيث ارتفع مؤشر الطلبات الجديد، ليصل إلى 60.4 نقطة، في يناير الماضي من 45.2 نقطة في ديسمبر السابق عليه. وارتفع مؤشر النشاط التجاري أيضاً ليصل إلى 60.4 نقطة، في يناير الماضي، من 53.5 نقطة، في ديسمبر السابق عليه، ما يشير إلى تسارع وتيرة النمو.
