الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

وزير الخدمات المالية بحكومة هونج كونج لـ«الاتحاد»: الإمارات رائدة في التنمية المستدامة

كريستوفر هوي
15 فبراير 2023 02:44

طه حسيب (دبي) 

أكد كريستوفر هوي، وزير الخدمات المالية والخزانة في حكومة هونج كونج، أن دولة الإمارات العربية المتحدة رائدة في مجال الممارسات المستدامة، وتسهم بدور بارز في نشر حلول الاستدامة والطاقة النظيفة عالمياً، ما يدعم الجهود العالمية لمواجهة تحديات المناخ وخفض الانبعاثات الكربونية.
وقال لـ«الاتحاد»، على هامش زيارته مؤخراً إلى دبي، إن الإمارات تلعب دوراً بارزاً فيما يتعلق بتعزيز العمل الجماعي الدولي لمعالجة تحديات الاستدامة، فضلاً عن دورها في البحث عن حلول مبتكرة في مجالات الطاقة والتغير المناخي، لاسيما مع استعداد الدولة لاستضافة أكبر حدث دولي في مجال العمل المناخي، وهو مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ «كوب28»، وبما يتماشى مع مبادراتها وجهودها الرائدة في هذا المجال، وفي مقدمتها المبادرة الاستراتيجية لتحقيق الحياد المناخي 2050.
وأضاف أن أكثر ما أثار إعجابي خلال زيارتي للإمارات أن لديها التزاماً بجعل الاقتصاد أكثر استدامة، وفي الوقت نفسه تقوم بتوفير الموارد اللازمة للقيام بذلك، والإمارات عاقدة العزم على التحول، سواء في الاقتصاد والمجتمع، ليكون أكثر استدامة.
وأعرب هوي عن قناعته بأهمية الانطلاق نحو التحول الأخضر في التكنولوجيا، والاعتماد عليها في مختلف الصناعات، لتعزيز الكفاءة.
وأضاف هوي: من الواضح أن حماية البيئة بالاستدامة واحدة من تلك المكاسب التي حققناها من خلال التكنولوجيا؛ لذلك بصرف النظر عن الالتزام بالاستدامة والموارد اللازمة لتحقيق هذه الالتزام، فإن الجمع بين التحول الأخضر والتكنولوجيا هو ما يمكن تسليط الضوء عليه عند التخطيط الشامل لتحقيق مستقبل أكثر استدامة. 
وأكد أنه مع وجود الاستثمار والموارد والالتزام في الوقت نفسه بالتحول إلى الاقتصاد الأخضر، فإن هونج كونج تستطيع تقديم الكثير، كونها أولاً وقبل كل شيء أحد أهم الأسواق الرئيسة للاستثمار. 
وأضاف: «لدينا أسواق أسهم كبيرة جداً، وتبلغ القيمة السوقية لسوق الأوراق المالية لدينا 12 إلى 13 ضعف الناتج المحلي الإجمالي، ولهذا لدينا حضور كبير في سوق الأسهم وأيضاً سوق السندات». وأكد أهمية التمويل الأخضر، باعتباره فرصة ذهبية لتعزيز الناتج المحلي الإجمالي واستحداث المزيد من فرص العمل، ولذا سعت المؤسسات المالية والشركات إلى الاستفادة منه. 
وأوضح هوي أهمية إصدار السندات الخضراء التي تعد واحدة من الأدوات الرئيسية لتعزيز التنمية الخضراء، وأشار إلى أنه في يناير الماضي، تم إصدار سندات خضراء بقيمة 5.75 مليار دولار، بثلاث عملات، بالدولار الأميركي واليورو واليوان.
وأضاف: يمثل هذا الحجم من إصدار السندات الخضراء أكبر إصدار لسندات ESG (سندات ذات أهداف تتعلق بالممارسات البيئية والاجتماعية وحوكمة الشركات) في آسيا حتى الآن.
وقال: «نجحنا في جذب المستثمرين من جميع أنحاء العالم وبالتأكيد البعض منهم من الإمارات ودول الشرق الأوسط». وأضاف هوي أن هونج كونج لديها نظام تقني متجدد للغاية، موضحاً: «وضعنا للتو مخططنا لجعل هونج كونج مركزاً تكنولوجياً ونوفر سوقاً ضخمة للغاية من حيث التكنولوجيات التطبيقية والعديد منها عبارة عن تقنيات صديقة للبيئة، مثل الحفاظ على الطاقة أو تجنب الكوارث الطبيعية.

حماية البيئة
قال كريستوفر هوي: «توفر هونج كونج خبرة في الجمع بين حماية البيئة والتحول صوب التكنولوجيا، لهذا السبب لدي انطباع بأن هناك تشابهاً بين هونج كونج والإمارات ودول مجلس التعاون الخليجي بشكل عام».
وعن السياسات التي تتبعها هونج كونج لتقليل الانبعاثات، وفقاً لما ورد في اتفاقية باريس للمناخ، ومعايير التحكم في الانبعاثات وكيفية الحفاظ على البيئة، أكد كريستوفر هوي، أنه من حيث هدفنا العام المتمثل في تحقيق الحياد الكربوني بحلول عام 2050، هناك جهود مثمرة لزملائنا في إدارة البيئة، ولديهم مخطط، ويسعون إلى تحقيق هذه الأهداف عبر أنواع مختلفة من الأدوات تتضمن كيفية تعاملنا مع جميع مكونات المجتمع لتحقيق الحياد الكربوني.

الالتزامات المناخية
بموجب اتفاقية باريس، التي دخلت حيز التنفيذ في نوفمبر 2016، هي معاهدة دولية ملزمة قانوناً لمكافحة تغير المناخ،، تسعى هونج كونج جاهدة لتحقيق الحياد الكربوني قبل عام 2050. وقد تم وضع خطة هونج كونج للإجراءات المناخية في مساهمات الصين المحددة وطنياً، المقدمة في عام 2022 إلى اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ. تحدد الخطة أربع استراتيجيات رئيسية لإزالة الكربون، وهي: توليد الكهرباء من دون انبعاثات كربونية، وتوفير الطاقة والتركيز على المباني الخضراء، والنقل الأخضر وتقليل النفايات للحد من المصادر الرئيسية لانبعاثات الكربون. وتمكنت هونج كونج من الاستبدال التدريجي للفحم بالغاز الطبيعي في توليد الكهرباء، أظهرت انبعاثات غازات الاحتباس الحراري في هونج كونج اتجاهاً تنازلياً بعد أن بلغت ذروتها في عام 2014. وانخفض نصيب الفرد من انبعاثات الكربون بنحو 27% من عام 2014 إلى 2020. وتسعى حكومة منطقة هونج كونج الإدارية الخاصة للوصول إلى حياد الكربون من خلال تنفيذ استراتيجيات إزالة الكربون المنصوص عليها في الخطة، ويأتي برنامج السندات الحكومية الخضراء للمساهمة في تحقيق الحياد الكربوني قبل عام 2060 في العالم، وقبل حلول عام 2050 في هونج كونج، ورفع مكانة هونج كونج كمركز إقليمي للتمويل الأخضر والمستدام.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©