عدد اليوم
حسونة الطيب (أبوظبي)
مع توقعات تحقيق أهداف اتفاقية باريس عند 1.5 درجة مئوية وإنفاق يناهز 1.7 تريليون دولار في قطاع الطاقة النظيفة هذا العام، تخطو استثمارات الطاقة الشمسية العالمية، بثبات نحو التفوق على تلك الاستثمارات التقليدية التي تتم في مجال إنتاج النفط للمرة الأولى في تاريخها.
وللمرة الأولى، وبإنفاق مليار دولار يومياً، من المرجح أن تتبوأ استثمارات الطاقة الشمسية، المقدمة في استثمارات الطاقة خلال العام الجاري 2023، ما يساعد في خفض الانبعاثات العالمية من الكربون.
وفي إشارة لاتفاقية باريس للمناخ، الهادفة للحد من ارتفاع درجة الحرارة العالمية، يؤكد المدير التنفيذي لوكالة الطاقة الدولية فاتح بيرول، أنه وفي حال استمرار نمو استثمارات الطاقة النظيفة، بذات الوتيرة التي شهدتها السنوات القليلة الماضية، من المتوقع ظهور نظام طاقة مختلف في وقت قريب.
ومن المرجح إنفاق نحو 1.7 تريليون دولار في تقنيات الطاقة النظيفة خلال العام الجاري، بالمقارنة مع واحد تريليون دولار في أنواع الوقود الأحفوري.
ويُذكر أنه قبل 5 سنوات، انقسمت الاستثمارات السنوية للطاقة البالغة 2 تريليون دولار، بالتساوي بين الوقود الأحفوري والتقنية النظيفة مثل، الطاقة المتجددة والسيارات الكهربائية وفئات الوقود التي تتميز بانخفاض الانبعاثات الكربونية، وفقاً لفاينانشيال تايمز.
تعافي الاقتصاد
ويقف خلف الزيادة في عمليات الإنفاق على الطاقة النظيفة، التعافي القوي في النمو الاقتصادي عقب انتهاء جائحة كوفيد- 19، فضلاً عن المخاوف المتعلقة بعدم استقرار الأسعار وأمن الطاقة، التي تسببت فيها الأزمة الروسية الأوكرانية في السنة الماضية.
كما ساهم أيضاً، دعم السياسات المعزز مثل، قانون خفض التضخم الأميركي، الذي قدم نحو 369 مليار دولار من المساعدات والإعفاءات الضريبية لتقنيات الطاقة النظيفة.
ونتيجة لذلك، تتوقع وكالة الطاقة الدولية، قفز استثمارات الطاقة النظيفة، بنسبة قدرها 24%، بالمقارنة مع العام 2021، بينما يرتفع الإنفاق على الوقود الأحفوري، 15% فقط.
وكان من الملاحظ في قمة السبعة الأخيرة التي عقدت في اليابان، تقارب كبير في ما يتعلق بشؤون الطاقة ومستقبل سوقها، بين دول الكتلة، إضافة للدول المدعوة مثل، البرازيل والهند وإندونيسيا.
معدلات الإنفاق
على الرغم من الانتعاش الكبير في معدلات الإنفاق في الطاقة النظيفة، فإن انبعاثات الكربون المرتبطة بقطاع الطاقة العالمي، شهدت نمواً قياسياً قدره 0.9% في السنة الماضية 2022، لنحو 36.8 مليار طن، بحسب التقرير الصادر عن وكالة الطاقة العالمية.
وتناشد الوكالة، شركات النفط العالمية والوطنية، تخصيص المزيد من الأموال لحلول الطاقة النظيفة. وبلغ إجمالي إنفاق قطاع النفط والغاز في موارد الطاقة التي تتميز بقلة انبعاثاتها الكربونية، دون 5%، من الإنفاق الكلي في إنتاج الوقود الأحفوري.
وقال بيرول: «نأمل أن يكون هناك توافق بين ما يقوله رؤساء شركات النفط العالمية والوطنية، بشأن اهتماماتهم بالتغير المناخي، وبين ما يفعلونه، في ما يتعلق بعمليات الاستثمارات».
