الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

أجمل مبنى على وجه الأرض.. متحف المستقبل ابتكار وتصميم لـ«غد مشرق»

أجمل مبنى على وجه الأرض.. متحف المستقبل ابتكار وتصميم لـ«غد مشرق»
29 مايو 2023 01:26

رشا طبيلة (أبوظبي)

ابتكار...إبداع....تصميم...بناء، جميعها كلمات نُقشت على متحف المستقبل في دبي، أجمل مبنى على وجه الأرض، لتعبر عن رؤية وخطط الإمارات في رسم مستقبل أكثر استدامة، عبر توظيف أحدث التكنولوجيا من تقنيات الواقع الافتراضي والذكاء الاصطناعي والتفاعل الآلي البشري، لصنع مستقبل أفضل للأسر والمجتمعات والإنسانية.
 وخلال فترة وجيزة، أصبح متحف المستقبل اليوم منصة معرفة عالمية تعزز استشراف المستقبل وتصميم أفكاره، وعقد النقاشات العلمية المعمقة حول اتجاهاته في كافة القطاعات العلمية والتنموية والإنسانية والاقتصادية. 
وخلال جولة في متحف المستقبل، التقت «الاتحاد» مع ميثاء المزروعي، مدير قسم البرامج بالإنابة في متحف المستقبل، لتشرح بالتفصيل عن أقسام المتحف، في وقت يشهد المتحف تدفقات كبيرة للزوار من عائلات وأفراد ومجموعات سياحية، الراغبين في مشاهدة تصميم المتحف والتعرف على ما يقدمه لهم من تجارب.
استقطاب المبدعين
 قالت ميثاء المزروعي: «متحف المستقبل يعد معلماً علمياً وعالمياً يهدف ليكون منصة لاستقطاب المفكرين والموهوبين والباحثين والعلماء والمبتكرين لعقد نقاشات معمقة حول المستقبل وتحدياته وحلوله في مختلف المجالات البيئية والاجتماعية وغيرها».
وأوضحت المزروعي: «في متحف المستقبل يتم تقديم تجارب ثرية تأخذ الزوار من الفضاء الخارجي إلى السلام الداخلي». وقالت المزروعي: «طابق المحطة المدارية (أمل) يستكشف فيها الزائر مستقبل حياة الإنسان في عام 2071 في الفضاء، بينما يستكشف الزوار في طابق مركز إعادة تأهيل الطبيعة التحديات التي ستواجهها البشرية في مجال البيئة وما هي الحلول التي يجب اتخاذها، إضافة إلى وجود مكتبة يُعرض فيها أكثر 2400 نوع من الكائنات الحية».
وأضافت المزروعي: «طابق الواحة يركز على السلام الداخلي من خلال الانفصال عن التكنولوجيا، ما يتيح لهم التأمل وإعادة الاتصال بأنفسهم والشعور بالسعادة والسكينة».
وقالت: «يضم المتحف معرض (المستقبل اليوم) الذي يستكشف دور التكنولوجيا في تصميم المستقبل ويستعرض التقنيات التي ستتواجد من 5 إلى 15 سنة المقبلة، بالتعاون مع الشركاء الاستراتيجيين للمتحف».
ويضم معرض المستقبل اليوم أكثر من 50 معروضاً من النماذج الأولية والمنتجات التي تركز على 5 مجالات، بما في ذلك إدارة النفايات والبيئة والأمن الغذائي والزراعة والري وتخطيط المدن.
أبطال المستقبل
ولجيل المستقبل، أضافت المزروعي: «تم تخصيص طابق للأطفال (أبطال المستقبل) يأخذهم في رحلة شيقة تحثهم على الابتكار والإبداع والفضل والتواصل والتعاون».
ويقدم المتحف للأسرة والمجتمع رحلة ثرية ممتعة تقربهم من المستقبل ليعيشوا تفاصيله ويروه بأعينهم ويلمسوه بأيديهم ليصبحوا جزءاً منه، بحيث يعزز المحتوى المعرفي في المتحف التجارب الاستثنائية التي يقدمها وقيم حب العلم والمعرفة.
ويعد متحف المستقبل منصة معرفة عالمية تعزز مأسسة استشراف المستقبل وتصميم أفكاره، وعقد النقاشات العلمية المعمقة حول اتجاهاته في كافة القطاعات العلمية والتنموية والإنسانية والاقتصادية والاجتماعية، ويمثل معرضاً دائماً لاستعراض جوانب مختلفة من مستقبل البشرية وأهم التقنيات التي تنتظرها في العقود المقبلة، ومركزاً فكرياً عالمياً من نوع جديد، حيث يعمل مع مجموعة من الشركاء الدوليين والمؤسسات البحثية المتخصصة في دراسة التحديات الحالية والمستقبلية بعمق وجرأة لتقديم حلول جديدة ومبتكرة.
ويضم المتحف ضمن طوابقه قاعة متعددة الاستخدامات تستوعب أكثر من ألف شخص، كما يضم ضمن أقسامه قاعة خاصة للمحاضرات والورش التفاعلية تستوعب أكثر من 345 شخصاً، ويضم المتحف أيضاً مختبرات ابتكار للصحة والتعليم والمدن الذكية والطاقة والنقل ومتحفاً دائماً لابتكارات المستقبل في كافة المجالات ومختبرات لتوليد واختبار الأفكار، خاصة في المجالات التنموية التي تتعلق بالتحديات التي تواجهها المجتمعات، ويضم المتحف منصة لعرض واختبار ابتكارات شركات التقنية الرائدة عالمياً، ومكاناً لعقد الشراكات مع كبريات الجامعات ومعاهد الأبحاث العالمية ودورات بحثية متقدمة حول آخر ما توصلت إليه العلوم البشرية في كافة المجالات، إلى جانب ورش عمل متخصصة.
تصميم فريد 
ونُقشت على واجهة المتحف عبارات ملهمة من مقولات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، تبدأ معها أول لبنة في بناء غد جديد، ومستقبل مشرق. وهذه العبارات هي «لن نعيش مئات السنين، ولكن يمكن أن نبدع شيئاً يستمر لمئات السنين»، «المستقبل سيكون لمن يستطيع تخيله وتصميمه وتنفيذه. المستقبل لا ينتظر، المستقبل يمكن تصميمه وبناؤه اليوم»، «سر تجدد الحياة وتطور الحضارة وتقدم البشرية هو في كلمة واحدة: الابتكار». تلك العبارات الثلاث الملهمة نُقشت على واجهة متحف المستقبل باستخدام خط عربي مميز، لتُبين للعالم ما ترسمه الإمارات من إنجازات توثق تاريخها وحاضرها ومستقبلها، فمتحف المستقبل يشكل أيقونة معمارية وحضارية تُضاف لأيقونات العالم المعمارية، فهو المبنى الأكثر انسيابية والأكثر إبداعاً والأجمل على مستوى العالم، حيث دفع حدود الهندسة المعمارية والمدنية لآفاق جديدة غير مسبوقة عبر استخدام تقنيات هندسية جديدة تماماً، حيث يرتفع 77 متراً دون وجود أعمدة داخله، وواجهته مصنعة بالكامل عن طريق الروبوتات ومنفذة بشكل فريد من نوعه، وتمتد واجهة المتحف على مساحة 17.600 متر مربع، وهي مصنوعة من الفولاذ البراق اللامع.
فعاليات وأحداث
استقبل المتحف أكثر من مليون زائر من 163 دولة حول العالم خلال عام كامل منذ افتتاحه رسمياً في 22 فبراير من العام الماضي، واستضاف المتحف منذ افتتاحه أكثر من 180 فعالية وحدثاً عالمياً، والعديد من المؤتمرات والمنتديات المحلية والدولية في مختلف قطاعات التكنولوجيا وريادة الأعمال والاقتصاد والفضاء والسياحة والثقافة ومختلف قطاعات المستقبل، كما استقبل أكثر من 200 وفد إعلامي من مختلف أنحاء العالم على مدار العام الماضي.
وزار المتحف خلال العام الأول أكثر من 1000 من الشخصيات العالمية والوزراء والمسؤولين والخبراء، بما في ذلك نحو 20 من قادة الدول ورؤساء الحكومات والوفود الرسمية من كوريا الجنوبية وإستونيا ولوكسمبورغ والصين واليونان وهونغ كونغ وتايلاند ورواندا وموريشيوس وغيرها.
رحلة استثنائية
يقدم المتحف لزواره رحلةً استثنائيةً بكل المقاييس، يتسنى لهم من خلالها اختبار تجارب مستقبلية مثيرة ضمن عالم متصل ومتكامل، تمسّ مختلف جوانب حياة الإنسان وتفاعله مع البيئة من حوله، وسبل التعامل مع مختلف التحديات التي تواجه واقعه وكيفية تطويع التكنولوجيا المتقدمة، بما يصنع واقعاً أفضل له ولأسرته ومجتمعه وللإنسانية ككل، حيث يوظف المتحف أحدث تقنيات الواقع الافتراضي والمعزز، وتحليل البيانات الضخمة والذكاء الاصطناعي والتفاعل الآلي البشري، لتحفيز الزوار على الإجابة عن العديد من الأسئلة المتعلقة بمستقبل الإنسان والمدن والمجتمعات البشرية والحياة على كوكب الأرض، وصولاً إلى الفضاء الخارجي.
وتمنح تجربة متحف المستقبل لزواره فرصاً نوعية للانطلاق نحو المستقبل، والانفتاح على آفاق جديدة لعالم الغد الذي ترسم ملامحه آخر ما توصلت إليه البشرية من معارف وتقنيات وابتكارات.
الاستدامة
يحصل المتحف على 37% من طاقته الكهربائية عبر إنتاجها من الطاقة الشمسية من خلال ألواح الطاقة الشمسية المتصلة بالمتحف، وتمثل حديقة المتحف نموذجاً للبيئات المستدامة وتضم الحديقة أكثر من 120 نوعاً من الأشجار والنباتات الأصيلة التي تعكس التراث البيئي والثقافي للإمارات، وهي مزودة بنظام ري ذكي وآلي يقوم على الري الشبكي تحت سطح الأرض لتقليل الهدر وتعزيز كفاءة الطاقة والمياه. وتتم إضاءة واجهة المتحف بـ 14 ألف متر مربع من خطوط الإضاءة مزينة باقتباسات ملهمة لصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم بالخط العربي، ما يجعله المبنى الأوحد في العالم الذي يعتمد «الكاليغرافي» (فن الخط) على واجهته بالكامل.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©