الخميس 16 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

ابتسام المزروعي: الإمارات حاضنة عالمية للابتكار في الذكاء الاصطناعي

ابتسام المزروعي
28 يونيو 2023 01:16

يوسف العربي (أبوظبي)

أصبحت دولة الإمارات حاضنة عالمية للابتكار، لا سيما في مجال الذكاء الاصطناعي؛ وذلك بفضل قيادتها الحكيمة ومبادراتها وسياساتها الاستراتيجية، فضلاً عن توفيرها منظومة داعمة تشجع على تطوير تقنيات الذكاء الاصطناعي والصناعات المتقدمة في مجال التكنولوجيا، حسب الدكتورة ابتسام المزروعي، المدير التنفيذي وكبير الباحثين بالإنابة لوحدة الذكاء الاصطناعي في معهد الابتكار التكنولوجي في أبوظبي.
وقالت المزروعي لـ«الاتحاد»، إن نموذج «فالكون» يُعد إنجازاً كبيراً، لكونه أول نموذج ذكاء اصطناعي مفتوح المصدر في دولة الإمارات ومنطقة الشرق الأوسط، ويضم النموذج اللغوي الضخم 40 مليار عامل متغير، وتم تطويره على أيدي فريق معهد الابتكار التكنولوجي، ذراع الأبحاث التطبيقية التابعة لمجلس أبحاث التكنولوجيا المتطورة في أبوظبي.
وأوضحت أن نموذج «فالكون» يتميز عن (GPT3) بأنه يستخدم %75 فقط من حجم قدرات الحوسبة التدريبية المستخدمة، كما يتطلب خمس قدرات الحوسبة في وقت الاستدلال، وفضلاً عن ذلك يتطابق نموذج «فالكون» مع أداء نماذج لغوية متطورة من شركات رائدة، مثل «ديب مايند» و«جوجل» و«anthropic».
وكشفت عن خطة المعهد لتطوير وإطلاق نموذج «فالكون 180 بي» قريباً، إلى جانب العديد من المشاريع التكنولوجية المرتقبة مستقبلاً ومن خلال أنشطة التطوير، وتعزيز التعلم باستخدام الآراء والملاحظات البشرية، سيتم تمكين «فالكون 40 بي» من التوافق بشكل أفضل مع استخدامات المستخدمين، وتعزيز قدرته على تنفيذ المهام ذات التحديات المحدودة. 
مستوى الشفافية
ولفتت المزروعي إلى أن قرار معهد الابتكار التكنولوجي بجعل النموذج مفتوح المصدر خطوة رائدة في مجال النماذج اللغوية الضخمة، إذ إنها عادة ما تبقى مغلقة نظراً للمنافسة الكبيرة بين شركات التكنولوجيا. 
وتجدر الإشارة إلى أن نموذج «فالكون 40 بي» احتل مؤخراً المرتبة الأولى على قائمة «Hugging Face» المعنية بالنماذج اللغوية الضخمة، متجاوزاً العديد من النماذج اللغوية الرائدة مثل LLaMA من شركة «ميتا»، بما يتضمن نموذجها «65 بي»، إلى جانب نموذج StableLM من شركة Stability AI ونموذج RedPajama من Together. 
وأوضحت المزروعي أنه بصفته نموذج ذكاء اصطناعي مفتوح المصدر، سيسهم نموذج «فالكون» في تعزيز مستوى الشفافية عالمياً وتيسير الاستخدامات والتطبيقات، وبناء الجدوى التجارية للنماذج اللغوية الضخمة وتطبيقات الذكاء الاصطناعي العام.
وأضافت أنه فضلاً عن ذلك، سيساهم في تسريع التطبيقات والأنشطة في مختلف القطاعات والأوساط الأكاديمية، ما يساهم بالتأكيد في ترسيخ مكانة دولة الإمارات العربية المتحدة بصفتها قائداً عالمياً في مجال الذكاء الاصطناعي التوليدي والمستدام. 
مكانة عالمية 
وقالت إن دولة الإمارات برزت بصفتها حاضنة عالمية للابتكار، لا سيما في مجال الذكاء الاصطناعي؛ وذلك بفضل قيادتها الحكيمة ومبادراتها وسياساتها الاستراتيجية، فضلاً عن توفيرها منظومة داعمة تشجع على تطوير تقنيات الذكاء الاصطناعي والصناعات المتقدمة في مجال التكنولوجيا.
وأكدت أن رسالة معهد الابتكار التكنولوجي تتوافق مع هذه الرؤية، مكرساً جهوداً حثيثة لدفع عجلة تطوير تقنيات الذكاء الاصطناعي وقيادة ابتكاراتها للصالح العام، ومن هذا المنطلق بدأ دعوةً لتسلم العروض من العلماء والباحثين والاختصاصيين ورواد الأعمال لدعم المشاريع الأكثر إبداعاً لنموذج «فالكون 40 بي». 
ولفتت إلى أنه سيتم دعم الأفكار الاستثنائية والمشاريع عبر منحها دعم مادي يتمثل في إمكانية استخدام قدرات حاسوبية تدريبية رائدة لتطوير هذه المشاريع وتحويل الأفكار إلى تطبيقات واقعية تسهم في التقدم العلمي والتكنولوجي في مجال الذكاء الاصطناعي، وتعزيز استخدامها في مختلف القطاعات، مثل الصحة والتعليم والاقتصاد والقطاعات التشغيلية والتعليم، وغيرها الكثير.
وأوضحت أن هذا الدعم يمثل نوعاً من الاستثمار تتراوح قيمته بين 10.000 دولار ومئات الآلاف من خلال «فنتشر ون»، ذراع التسويق التابعة لمجلس أبحاث التكنولوجيا المتطورة، مساهمين بذلك في منحهم الأفضلية وفرصة بناء الشراكات المحتملة مع المطورين الواعدين. 
وقالت: يتماشى استثمارنا المتمثل في تقديم القدرات الحاسوبية التدريبية للمشاريع الابتكارية مع دور معهد الابتكار التكنولوجي بصفته محركاً تقنياً يهدف إلى إيجاد الحلول الفعالة للمشاكل الأكثر إلحاحاً في عصرنا الحالي، وبالتالي تمكين المبرمجين من خلال إتاحة الفرص غير المسبوقة للعمل على المشاريع المتقدمة بكفاءة وإنتاجية وأداء أعلى، ما يسمح لهم بالتعمق في المجالات البحثية الجديدة، وتعزيز مستوى الابتكار، وتوسيع نطاق منتجاتهم وتسويقها بسرعة وفعالية.
وأضافت: من المؤكد أن نموذج «فالكون 40 بي» سيساهم في ترسيخ مكانة دولة الإمارات العربية المتحدة في مجال الذكاء الاصطناعي والابتكار، وتعزيز منظومة التكنولوجيا كاملةً لصالح البشرية.
جهود بحثية 
وحول الجهود البحثية وراء تطوير «فالكون 40 بي»، قالت المزروعي، إنه تم تطويره من قبل فريق وحدة الذكاء الاصطناعي في مركز بحوث الذكاء الاصطناعي والعلوم الرقمية، وتمتلك وحدة الذكاء الاصطناعي فريقاً رائداً يضم 40 عالماً ومهندساً من ذوي المهارات العالية في مجال الذكاء الاصطناعي.
وبدأ نموذج «فالكون 40 بي» في شهر يونيو 2022، وتم تطوير قاعدة بيانات علمية عالية الجودة لاستخدامها في المشروع باستخدام خوارزميات متخصصة ومجموعة بيانات فريدة من نوعها تمكنه من استخراج المحتوى عالي الجودة من بيانات «الويب»، واستخدام قاعدة رموز مخصصة للتدريب تختلف عما طورته شركات أخرى، مثل «نفيديا» و«مايكروسوفت» و«ميثا» وHugging Face.
وأوضحت المزروعي أنه تم التركيز خصيصاً على جودة البيانات الكبيرة، إذ إن النماذج اللغوية تتسم بحساسيتها العالية تجاه جودة بيانات التدريب الخاصة بها؛ ولذلك تم بذل جهودٍ كبيرة لبناء قنوات للبيانات تتناسب مع عشرات الآلاف من وحدات المعالجة المركزية من أجل تحقيق سرعات معالجة عالية واستخراج المحتوى عالي الجودة من الويب عبر استخدام وظائف التصفية الشاملة، وإلغاء الازدواجية. ولفتت أنه تم أيضاً تطوير بنية نموذج «فالكون»؛ بهدف تقديم أداء وكفاءة عاليين، وفي ضوء الجمع بين البيانات عالية الجودة وهذه التطويرات القيّمة، فإن نموذج «فالكون» تفوق بشكل كبير على نموذج «GPT-3»، إذ إنه يستخدم 75% فقط من حجم قدرات الحوسبة التدريبية المستخدمة في الأخير، كما يتطلب خمس قدرات الحوسبة في وقت الاستدلال، وفضلاً عن ذلك يتطابق نموذج «فالكون» مع أداء نماذج لغوية متطورة من شركات رائدة، مثل «ديب مايند» و«جوجل» و«anthropic».
وسمحت قدرات «فالكون» بتخطي العديد من النماذج الرائدة، مثل نموذج LLaMA من شركة ميتا، و«StableLM» من «Stability AI» ونموذج «RedPajama» من شركة «Together»، ليتربع في المرتبة الأولى على قائمة منصة «Hugging Face» المعنية بالنماذج اللغوية الضخمة مفتوحة المصدر، والتي تعد أداة تقييم موضوعية مفتوحة أمام مجتمع الذكاء الاصطناعي لتتبع وتصنيف وتقييم النماذج اللغوية وروبوتات المحادثة.
100 شراكة نشطة مع أكثر من 50 جامعة 
أكدت الدكتورة ابتسام المزروعي، أن المصادر المفتوحة للتكنولوجيا تساهم في تعزيز التعاون ودفع عجلة الابتكار، من خلال السماح للعلماء والباحثين ورواد الأعمال بمشاركة خبراتهم، الأمر الذي يساهم في تطوير البرنامج ورفع مستواها.
وقالت إنه من خلال توفير نموذج «فالكون» وجعله مفتوح المصدر، نأمل في تطوير تقنيات تكنولوجية متقدمة باستخدام الذكاء الاصطناعي ومنح المبرمجين فرصة لرفع قدراتهم البحثية والوصول إلى أحد أفضل نماذج الذكاء الاصطناعي في العالم.
وأضافت: وتماشياً مع توجيهات القيادة الحكيمة لدولة الإمارات العربية المتحدة، سنحرص على بناء اقتصاد متنوع وابتكاري في الدولة، يتسم بالانفتاح، ويدعم المواهب والخبرات التكنولوجية الرائدة من جميع أنحاء العالم. 
وأكدت أنه يتم دعم هذه الرؤية حالياً من خلال أكثر من 100 شراكة نشطة بنيناها مع أكثر من 50 جامعة ومركز أبحاث والجهات المعنية في هذا المجال، مستفيدين بذلك من ابتكاراتنا التكنولوجية المتطورة لتعزيز منظومة البحث والتطوير في إمارة أبوظبي والإمارات العربية المتحدة عامةً. 
تنظيم «الذكاء الاصطناعي» يحتاج إلى التحليل والدراسة
أكدت الدكتورة ابتسام المزروعي، أن مسألة تنظيم تقنيات الذكاء الاصطناعي تمثل نقاشاً مستمراً يحتاج إلى التحليل والدراسة والاستكشاف الكامل من قبل العديد من الجهات المعنية في مجال الذكاء الاصطناعي من مختلف الأوساط الأكاديمية والحكومية والاقتصادية. 
ونوهت بأنه في حين أن الذكاء الاصطناعي لديه القدرة على تحقيق العديد من الفوائد والتقدم في مختلف القطاعات، إلا أنه يمثل أيضاً تحدياً أخلاقياً واجتماعياً واقتصادياً كبيراً ويتعين علينا أن نكون قادرين على تحقيق التوازن بين الابتكار وحماية حقوق الإنسان والخصوصية والأمن في الوقت نفسه.
وقالت إنه من الضروري أيضاً أن تركز هذه اللوائح والتنظيمات على جوانب ضمان الشفافية والمساءلة في أنظمة الذكاء الاصطناعي، وتعزيز جوانب العدالة وعدم التمييز وحماية الخصوصية وأمن البيانات وإنشاء آليات لمعالجة التأثير الاجتماعي للذكاء الاصطناعي.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©