عدد اليوم
مصطفى الديب (أبوظبي)
بهدوء وبلا ضجيج، اتجه الجزيرة نحو هدفه منذ البداية، ورغم عدم ترشيح «فخر أبوظبي» ليكون بطلاً، فإنه أصبح «فخر الأبطال» بالعمل وليس بالكلام، وواجه النادي التحديات، من الإدارة إلى الجهاز الفني واللاعبين، بقوة وجسارة الأبطال، وتخطوها بالعقل، ولم يخرج علينا يوماً المدرب متحدثاً عن «حجة» الإصابات أو الغيابات، رغم إنها كانت مؤثرة للغاية.
الجزيرة «فخر الأبطال»، لأنه الأفضل والأكثر ثباتاً، والوحيد الذي تمسك بما قاله قبل بداية الموسم، بعدم التعاقد مع لاعب، لكي يكون مجرد صفقة، ومنح الثقة كاملة لشبابه الذين رفعوه فوق «الهامات». سياسة إدارة الجزيرة في الصفقات، قبل بداية والموسم، وفي فترة الانتقالات كانت واضحة، ولم تتأثر الإدارة بما أثير على الشاشات من تساؤلات عن صفقات «الفخر».
ونجح الفريق بقيادة مدربه الواعي كايزر، وبوجود لاعبين بقيمة وقدرة علي مبخوت، وخبرة خصيف، وروح سيريرو، وقتال الحمادي، وإبداع خلفان، وروعة تراوري، وصلابة ميلوس، وقدرات العطاس، في أن يتوج بطلاً، وأن يكون الأكثر فوزاً بين أندية دوري الخليج العربي، بالانتصار في 17 مباراة، من أصل 26 جولة، بنسبة تخطت الـ 65%، والأقوى هجوماً بـ65 هدفاً، بواقع هدفين ونصف هدف في كل مباراة، وكان بين صفوفه هداف البطولة علي مبخوت، برصيد 25 هدفاً للمرة الثانية في تاريخه، وكذلك امتلك خلفان مبارك ثاني أفضل صانع ألعاب، وعلي خصيف الذي جعل شباكه نظيفة في 10 مباريات.
وجاء كواس ليكون أكثر من راوغ في الدوري، وسيريرو من لمس الكرة، وعبد الله رمضان الأعلى من مرر، وعلي مبخوت الأكثر مشاركة، وكذلك ثاني اللاعبين تسديداً على المرمى، وكذلك حل في وصافة صناعة الأهداف مع زميله خلفان.
وخلف كل هذه الأرقام إدارة واعية مشجعة محترفة، تعاملت باقتدار مع ملفات الموسم، ولم يهزها وداع باقي البطولات، وحفزت اللاعبين ليصبحوا أبطالاً لأقوى الماراثونات بتصدر كافة الإحصائيات، إلا فيما ندر، ليؤكد الجزيرة أنه «فخر الأبطال» بالإدارة وشباب الوطن وإخلاص فريق العمل. ولم يكن خيار مصوتي استفتاء صحيفة «الاتحاد» صعباً أمام أرقام الجزيرة.
ورغم المنافسة مع شباب الأهلي، فإن حصد لقب الدوري الذي يعد «فخر البطولات» حسم لقب أفضل فريق للجزيرة، بخلاف عوامل أخرى كثيرة، مثل الثبات في المستوى والسياسة الإدارية الواضحة.
