الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

«الملتقى» يناقش فيلم «التسامح» لناصر الظاهري

لقطة من فيلم «تسامح» لناصر الظاهري (من المصدر)
24 سبتمبر 2020 14:06

فاطمة عطفة (أبوظبي)
نيلسون مانديلا بعد أن أمضى نحو 28 سنة في السجن، جعل من حارس السجن صديقاً له، وكان بإمكانه أن يسجنه ويهدم السجن بعد أن أصبح رئيس بلاده، لكنه تسامى على كل آلامه بفضل إيمانه بقيمة «التسامح»، وبذلك نجحت جنوب أفريقيا. بهذا المثل الإنساني الكبير، ختم الكاتب الإماراتي والمخرج السينمائي ناصر الظاهري جلسة الحوار الافتراضي التي نظمها أول أمس صالون «الملتقى الأدبي». ومن شاهد الفيلم يشعر بمتعة غامرة بلغته الشاعرية المرهفة وصوره وتوليف لقطاته، وألوانه، وتناغم مفرداته وعذوبة موسيقاه، إضافة إلى الإضاءات العديدة التي نثرها الظاهري في ثنايا حديثه، مؤكداً أن التسامح يبدأ بأن يتسامح كل منا مع نفسه، وأشار إلى أنه ولد على يدي ممرضة مسيحية في مستشفى العين، وهذا رمز التسامح. 
وكانت أسماء صديق المطوع، مؤسسة «الملتقى»، قد رحبت بالكاتب في مستهل الجلسة، قائلة: هذه الصحراء التي منحتنا سرها وجمالها وصبرها، منحتنا قيم التسامح والتواصل والإخاء التي بدأها المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، بخطوات وحدت أخوة وقبائل وأسست دولة، بدأها بحكمة ونقاء بصر وبصيرة رأت أبعد من الحاضر وأبعد من حدود الجغرافيا، رأت الإنسان قبل كل شيء. في هذه الأمسية يأخذنا ناصر الظاهري في رحلة صوفية مع فيلم «التسامح» الحائز جائزة الإمارات 2019، وجائزة أفضل مخرج في مهرجان مدريد السينمائي الدولي، الذي أقيم هذا العام «أونلاين». 
أجمعت الآراء على جمال الفيلم وأهمية موضوع التسامح والدعوة إلى تجاوز جميع الخلافات في العالم، والتعامل بقيم المحبة والتفاهم والسلام. وتحدث الظاهري، معبراً عن سعادته بهذه الجلسة، قائلاً: أرجو أن تكونوا استمتعتم بالفيلم ولغته الشاعرية. أما عن فكرة الفيلم فبدأت عام 2018، بينما كنت أجول في الأماكن الدينية في الأماكن التي أزورها، حيث أحرص على الذهاب إلى معابدها ومساجدها وكنائسها، وأجد أن هذه الأشياء تحمل رائحة واحدة، وهناك خيط نوراني لا نعرف من أين يأتي ويدخل إلى هذه الأماكن. هنا بدأت تتكون عندي الفكرة بأن الكلمة الجميلة التي تجمع الإنسانية في خطوط ثقافة متسامية على كل خلاف، هي «التسامح». وهذه الكلمة يجب أن أعبر عنها بلغة مكثفة وصورة عميقة وشاعرية. فكرت بتفكيك كلمة تسامح مثل تعايش، تجانس، واخترت منها الحرف الأخير (الحاء) فيه حب، فيه حرية، ويحمل مفهوماً إنسانياً كبيراً هو قيمة التسامح. اشتغلت على الفيلم 7 شهور، وكان أيضاً عام التسامح 2019، وكانت مصادفة جميلة، وطلب أن يعرض في يوم التسامح العالمي في نيويورك، وهذا شرف جميل بالنسبة لي، ثم جاءت جائزة أوائل الإمارات فأفرحتني كثيراً. وفي 15 الشهر الحالي عرض في لوس أنجلوس وحصل على جائزة، وهذه أعلنها لأول مرة هنا في الملتقى.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©