الجمعة 10 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

«كلمة» يصدر ترجمة «يوميات عام الطاعون»

غلاف الكتاب
16 يوليو 2021 00:30

أبوظبي (الاتحاد)
 أصدر مشروع «كلمة» للترجمة في مركز أبوظبي للغة العربية بدائرة الثقافة والسياحة - أبوظبي الترجمة العربية لكتاب «يوميات عام الطاعون» لمؤلفه دانييل ديفو، وقد نقله إلى العربية ناصر مصطفى أبو الهيجاء، وراجع الترجمة د. أحمد خريس وفايز الجولاني.
ويُعد كتاب «يوميات عام الطاعون» دليلاً إرشاديّاً للحكومات كما الأفراد، في سياق مُواجهة الأوبئة، إنْ من جهة سنّ القوانين والنظم والإجراءات الرقابية والعقابية، أو من حيث السلوك الاجتماعي، عرضاً وتفسيراً ونَقْداً. ويؤرّخ الكتاب لوباء «الطاعون» الذي اجتاح إنجلترا كما غيرها من الدول الأوروبية عام 1665، وما صحب ذلك من إجراءات وسلوكيات، أبرزُها إجراءات العزل والحجر المنزلي، ومشافي الأمراض الوبائيّة، والتباعد الاجتماعي، والاحتياطات التجاريّة، والأزمات الاقتصادية، ومنع السفر، وتقنين التَّرحال والتنقُّل، وإجراءات التعقيم، وما شابَهَها. وكان من أبرز ما لاحظه «ديفو» أنّ طاعون لندن الضّاري لم يسلُكْ مساراً خَطِّيّاً، بل سلك مُنْحنى متموّجاً ذا تَوَزُّعٍ مَناطِقِيٍّ. وأنّ ضراوته قد تباينتْ في مُبتدئه عمّا آلتْ إليه لمّا بلَغَ ذروَتَه. ثُمّ انخفضت حدَّةُ فتكه، وإذاك اتَّسَع نطاقُه، فارتفعت أعدادُ المُصابين به، حتى أوشكَ على الانحسار، ومن ثَمَّ خَمَد.
ولم يلتزم «ديفو» في يوميّاته، حول انتشار الطاعون وأزمان ضراوته، سَرْدِيَّةً زمنيّة، تتعاقَبُ فيها الأحداث والشُّخوص، ولا سَرْدِيَّة موضوعيّة، تتداخل في ثنايا أزْمِنَتِها قضايا الوباء، وتأمُّلاتُه، وسلوكاتٌ رصدَتْها عينُه، وقَصَصٌ سَمِعَتْها أُذُناه، بَلْ التزم سَرْدِيَّةً ذاتيّةً تتوالى انطباعاتُه فيها على امتدادِ يوميّاتٍ، يطبعها التداخل الزماني والمكاني. فتارةً يقصُّ، وتارةً يُعلّل ويُفسر، وتارةً ينقُدُ سُلوكاتٍ ويُفنّدُ رواياتٍ وينقضُ أقاويل، وتارةً يسرُدُ قوانين عمدة لندن وإجراءات القضاة الرقابيّة والعقابيّة، وتارةً يُحلّل قوائم المرضى والمطعونين، وتارةً أخرى يُفسّر سُلوكات اللندنيّين وقاطني ضواحي لندن وأريافها، بعفوِ خاطرٍ يتقطّعُ به عرضُ القضايا والموضوعات، والقصص أحياناً، وباستطراداتٍ، وتعقيبات، لا تنظمها سوى تَيّاراتٍ سابرةٍ لِوَعْيِه، فغدا كتابُ يوميّاته فصلاً واحداً، يتعذّر فيه أَيُّ فَصْلٍ لموضوعاته وقضاياه.
إنّ يوميّات ديفو، لعام طاعون لندن الكبير، من حيث جنسها الفني، هي أقرب ما تكون للعمل الروائيّ التاريخيّ، ولكنْ، بإيقاعٍ تسجيليّ، يرصُد مسارات وباء الطاعون، وعلاماته، ويسعى لتفسير سلوكه الوبائيّ، سَعْيَهُ لتفسير السلوك الاجتماعي والحكوميّ في ذلك الوقت، بأسلوبٍ يتراوَحُ بين القَصِّ والتوثيق، وبانطباعيّة تحذو حَذْوَ البَرْهَنَة العلميّة في غير قضيّة، وبخاصّة: الإجراءات الحكومية والقضائيّة.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©